-
دعم المصابين بشد ونط الحبل والأراجوز وألعاب ذكاء وسحرية وتحفيزهم بأعلام مصر وقصائد شعرية وكتابة ورسم لتفريغ المشاعر المؤلمة وتحويلها لطاقة إيجابية
-
الدكتور أيمن: كل حالة مرضية لها علاج نفسى مختلف
-
دورنا لا يقتصر على المصابين بل يمتد للفرق الطبية ومن يعاونهم من إداريين وعمال بالمستشفى
"عندما تكون هوايتك هى وظيفتك".. تلك الكلمات تلخص دور نجوم فريق الطب النفسى بمستشفى إسنا للحجر الصحى دعم وإبداع لمصابى كورونا، حيث أنه كان أحد أهم العوامل وأسرار النجاح فى إرتفاع نسب الشفاء والوصول لشفاء وعلاج وخروج 1053 حالة تعافى من فيروس كورونا، ولم يتبق داخل المستشفى سوى 5 حالات فقط مصابة حالياً، وجارى تجهيز المستشفى لخدمة التأمين الصحى الشامل، حيث قدم فريق الطب النفسى بالمستشفى ملحمة كبيرة فى خدمة المصابين حتى الشفاء من كورونا تماماً.
وفى هذا الصدد يقول الدكتور أيمن حسن عبد اللطيف طبيب الأمراض النفسية وعلاج الإدمان القادم من مستشفى طنطا الصحية النفسية 3 مرات للتواجد داخل العزل بالمستشفى ومسئول الطب والدعم النفسى للمصابين، أنه يظهر النجاح فى أى عمل عندما تكون هوايتك هى وظيفتك، مؤكداً على أنه توجد داخل مستشفى إسنا للحجر الصحى غرفة مستقلة بمستشفى إسنا للعزل بمملكة الجنوب فى الأقصر، تساعد فى تلك الخطوات للطب والدعم النفسى بصورة يومية وعلى مدار الساعة لكافة المصابين، مؤكداً على أنه تفصله ساعات قليلة عن مغادرة المستشفى والعودة لموقعه فى الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، لخدمة المصابين فى موقعه الأصلى بمستشفى طنطا للصحة النفسية بعد النجاح فى مهمته بمستشفى إسنا والمساهمة فى دعم 1053 حالة شفاء من كورونا.
وعن طبيعة عمل اليومية فى خدمة مصابى كورونا داخل المستشفى خلال الشهور الماضية، يسرد الدكتور أيمن حسن عبد اللطيف أنه يبدأ يومه بصلاة الفجر وبشيء من أذكار الصباح ثم يرتاح قليلاً قبل أن يستيقظ لجدولة مهام يومي، والذى يشتمل على جانبين الأول منهم يختص بمناظرة العروض النفسية الخاصة بمرضى فيروس كورونا، والجانب الثانى يتعلق بالفريق العلاجى والمعاونين بالمستشفى، حيث أن مهمة تنطلق من غرفة مخصصة داخل المستشفى لفريق الطب النفسى والتى تتزين بأعلام مصر مع ورقة قَسَم الطبيب قد استقرت على طاولته لتذكره بالرسالة التى جاء من أجلها.
وفيما يتعلق بالدعم النفسى للمرضى يُضيف الدكتور أيمن عبد اللطيف قائلاً: "بعض المرضى قد يكون بحاجة إلى العلاج الدوائى المتسق مع البرتوكول العلاجى لوزارة الصحة، والبعض الآخر يرتكز علاجه على الجلسات النفسية من طمأنة ومناقشة لأفكاره ومشاعره وما يترتب عليهما من سلوكيات بالعلاج المعرفى السلوكي، وأكثر الأعراض النفسية التى أُواجهها بالمستشفى تندرج تحت قائمة الخوف والوساوس والقلق ونوبات الهلع واضطراب النوم واعتلال المزاج - خاصة الإكتئاب الناتج عن فقد الأحباب أو الحزن على إصابتهم - إضطرابات الشخصية كالإندفاعية أو الإعتمادية، مع شيء من الأفكار الإنتحارية"، مشدداً على أنه لا يقتصر تقديم الدعم النفسى على المرضى فقط، بل يمتد أيضاً إلى الفريق العلاجى بالمستشفى ومن يعاونهم من إداريين و عُمَّال، حيث يُصيب هؤلاء مايُصيب غيرهم من الأَرَق، مخاوف الإصابة بالعدوى و ضغوط العمل المستمر، حيث أن كتيبة الجيش الأبيض فى نطاق الخدمة طوال 24 ساعة يوميا خلال فترة العزل الصحي.
أما عن فنون الطب النفسى وعن أدواته كطبيب نفسي، يوضح الدكتور أيمن عبد اللطيف، أن فنون الطب النفسى شتى وما يناسب شخصاً قد لا يناسِب شخصاً غيره، وبحُكم كونه مدرباً للتنمية البشرية وأحد تلاميذ الدكتور الراحل إبراهيم الفقى رحمه الله قبل أن يتخصص بالطب النفسي، فإنه يحرص على ابتكار وسائل علاجية من خارج صندوق المألوف لمساعدة المريض على تجاوز محنة المرض، وعلى سبيل المثال لا الحَصر:- (العلاج التثقيفى / التعليمى : بواسطة التحدث المباشر مع المريض أثناء المرور اليومى أو إلقاء كلمة من خلال إذاعة المستشفى لتقديم معلومات مبسطة، تتناول التعريف بالمرض النفسى والأعراض النفسية الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا ، مع ذِكر اقتراحات للتعامل مع هذه الأعراض، وأحيانا بتوزيع البطاقات الموضحة والكلمات الملهمة فى وريقات صغيرة، حيث أن العلاج التثقيفى / التعليمى يهدف إلى رفع درجة الوعى لدى المريض مع محاربة الوصمة التى قد تنشأ لدى المجتمع أو المخالطين للمرضى، وكذلك العلاج التفريغى بـ"القصة/ الرسم" وأحمد الله أن هدانى لهذا العلاج الفعال، حيث يقوم المريض بكتابة مشاعره فى ورقة ( متعافى.. ضد الهزيمة ) أو صياغة قصة مختصرة لإفراغ مشاعرهمن ألم وأمل، ثم أقوم بدورى كطبيب نفسى فى تحليل و مناقشة ما يكتبه، كما يفضل بعض المرضى الرسم كوسيلة لتحويل طاقته إلى عمل إبداعى و تعبيرى للخروج من دائرة الفراغ السلبى).
وتشمل فنون الطب النفسى أيضاً:- (العلاج التحفيزى : باستخدام أعلام مصر لبث روح الإنتماء والرغبة فى التغيير بالإضافة إلى الكلمات التحفيزية نثراً وشعراً، حيث أننى قد كتبت ثلاث قصائد فى شهور العزل ولقِّبت بـ"شاعر العزل الصحي"، وعناوين قصائدى هى "كتيبة إسنا - مصر. . دايماً جنبنا - بالله . . قومى وأفخري"، والعلاج الترفيهى بإستخدام مسرح العرائس، وعَقد المسابقات فى المعلومات العامة كعملات الدول مثلاً، والألعاب السحرية وما لها من رونق مميز، ألعاب الذكاء، ألعاب الفك والتركيب، بالإضافة إلى الألعاب التفاعلية بين أفراد الفريق العلاجى مثل لعبة شَد الحبل، ولعبة القفز من على الحبل وغيرها الكثير، مما يدفع الملل بعيدا عن العاملين بالمستشفى بعد يوم ممتلئ بالمهام و الضغوط، وبطبيعة الحال يتم توزيع جوائز على الفائزين فى نهاية المسابقات).
واختتم الدكتور أيمن حسن عبد اللطيف طبيب الأمراض النفسية وعلاج الإدمان ومسئول الطب النفسى بمستشفى إسنا للحجر الصحى خلال الفترة الماضية، قائلاً: "لا يسعنى فى النهاية إلا أن أدعو الله أن يرفع البلاء عن مصرنا الحبيبة، مع التأكيد على أننى وسائر زملائى بالجيش الأبيض على أهبة الاستعداد للتضحية مرات ومرات إستجابة لنداء الوطن وبراً بقَسَم الطبيب الذى عاهدنا الله عليه، كما أدعو الله أن يحفظ أهلنا و أخص بالذِّكر أسرتى حيث أن زوجتى الدكتورة أريج قطب غلوش هى الأخرى قد ذهبت للعمل بالعزل فى مستشفيات جامعة طنطا بقسم التخدير والعناية المركزة".
وفى نفس السياق فيما كشف الدكتور حسام فتحي، مدير الطوارئ والمتحدث الرسمى لمستشفى إسنا للحجر الصحى، عن استمرار حالة الانخفاض فى معدلات الإصابة والإشغال للمصابين بكورونا داخل المستشفى، حيث ارتفعت أعداد الشفاء بالمستشفى حتى الآن لـ1053 حالة شفاء منذ فتح المستشفى للحجر الصحى، كما تم إجراء 16 عملية ولادة داخلها خلال الشهور الماضية.
وأضاف الدكتور حسام فتحي، فى بيان صحفى، أن إنخفاض الإصابات بتلك الصورة الكبيرة مؤخراً ترجع للتعامل مع الحالات البسيطة بالعزل المنزلى، وكذلك سرعة استجابة الحالات للعلاج وارتفاع نسب الشفاء بمختلف مستشفيات العزل بالأقصر، كما أن الدعم النفسى للمرضى يعد أحد المحاور المهمة للبروتوكول العلاجى المُتبع بالمستشفى، حيث إن الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على الجهاز المناعى والذى يعد الحصن الحصين للجسم للقضاء على فيروس كورونا، ولهذا عمل الفريق الطبى إلى إدخال السعادة بين جميع المصابين بالفيروس بصورة أكبر خلال الفترة الماضية، مؤكداً على أن كافة الفرق الطبية بالمستشفى وفرق التمريض والعمال ورجال الأمن والنظافة يعملون على قلب رجل واحد ويواصلون العمل على مدى 24 ساعة، وتقديم أقصى ما لديهم من طاقة من أجل رفع معدلات التعافى بين المرضى وهو ما يتحقق بالفعل على أرض الواقع، موضحاً أنه مع خروج كل دفعة حالات يحتفل كافة العاملون بالمستشفى بخروج المتعافين وتعم الفرحة والسرور أرجاء المستشفي، ومن جانب آخر تقدم المتعافون بالشكر والعرفان لجنود الجيش الأبيض وجميع العاملين بالمستشفى بقيادة الدكتورة إلهام محمود مدير عام المستشفى على تقديم الدعم العلاجى والنفسى للمرضى لتجاوز الأزمة، سائلين المولى عز وجل الشفاء التام والعاجل لجميع مرضانا وأن يحفظ الله مصرنا الحبيبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة