كثيرون لم يستطيعوا استكمال دراستهم بسبب الفقر والحاجة المادية، ما جعلهم يستسلمون لمصير مجهول، دون تحقيق أهدافهم فى الحياه، متخذين من الفقر حجة لذلك، ولكن إذا نظرنا إلى كثير من المبدعين والأدباء نجدهم مروا بظروف صعبة ونتيجتها أصبحوا أشخاص غير عاديين، واعتبروا أن غياب الشهادات المدرسية والجامعية لن يكون عائقا أمام إصرار الفرد فى أن يصبح شيئا فى مجتمعه، لهذا نستعرض عبر التقرير التالى عددا من الرموز الأدبية التى استطاعت رغم الفقر والشح أن تصبح أيقونات مضيئة فى العالم.
جورج برنارد شو
جورج برنارد شو " 26 يوليو 1856 - 2 نوفمبر1950م"، كاتب مسرحى أيرلندى له أكثر من 60 مسرحية، انشغل بقضايا مكافحة الفقر، نظرًا لأن حياته فى البداية كانت نضال ضد الفقر، ولد فى دبلن، أيرلندا من طبقة متوسطة واضطر لترك المدرسة وهو فى الخامسة عشرة من عمره ليعمل موظفاً، حيث كان والده مدمنا للخمر، مما شكل لديه ردة فعل بعدم قرب الخمر طوال حياته، وظل يعانى جورج من ظروفه المادية، والفقر الذى كان يرى أنه مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضعف والجهل والمرض والقمع والنفاق، ولكن رغم كل ظروفه الصعبة وتركه للمدرسة إلا أنه لم يترك القراءة، كما أنه تعلم اللاتينية والإغريقية والفرنسية.
وبدأت مسيرته الأدبية فى لندن حيث كتب 5 روايات لم تحقق نجاحًا كبيرًا، لكنه اشتهر فيما بعد كناقد موسيقى فى أحد الصحف، له العديد من المسرحيات منها: بيوت الأرامل، جان أوف أرك، الإنسان والسوبرمان، بيت القلب الكسير، مسرحية السلاح والرجل، سيدتى الجميلة، وحصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1925م.
أجاثا كريستى
الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستى
لم تدخل المدرسة وتعلمت على يد والدتها التى شجعتها على الكتابة والقراءة على تعليمها، وأحبت أجاثا منذ صغرها المسرحيات الخيالية وخلق الشخصيات التخيلية، وانتقلت لدراسة الصوتيات والبيانو فى باريس عندما كانت فى سنتها السادسة عشر. ثم عادت إلى إنجلترا.
وبعد مرور بضع سنوات نشرت أجاثا كريستى روايتها الأولى بعنوان " The Mysterious Affair at Styles" فى عام 1920، وركزت القصة على أحداث مقتل وريثة غنية، وكانت هذه المرة الأولى التى عرفت فيها أجاثا قراءها على واحدة من أشهر الشخصيات فى قصصها، المحقق البلجيكى هركيول بوارو، وبعد ذلك استمرت الأعمال الأدبية التى حققت نجاحات كبيرة لا تزال حتى الآن.
ليو تولستوى
الكاتب الكبير ليو تولستوى
يعد أحد عمالقة الأدب الروسى فى القرن التاسع عشر، كما يعده البعض من أعظم الروائيين على الإطلاق، فلم يكن تولستوى روائيا فقط بل كان أيضا مصلحا اجتماعيا وداعية سلام ومفكر أخلاقى، ومن أشهر رواياته الحرب والسلام ، أنا كارنينا.
التحق ليو تولستوى فى جامعة كازان- كلية اللغات الشرقية، قسم اللغتين التركية والعربية، وعلى الرغم من أنه كان شغوفا بالقراءة منذ طفولته، إلا أنه لم يستطع التركيز فى دراسته عندما أصبح طالبا، وبعد أن فشل فى امتحانات السنة الأولى، قرر أن يغير اتجاهه ويدرس القانون، ولكن ما أن حل عام 1847م، حتى كان تولستوى قد قرر ترك الدراسة دون أن يحصل على شهادته الجامعية.
باولو كويلو
باولو كويلو
روائى وقاص برازيلى، تتميز رواياته بمعنى روحى يستطيع العامة تطبيقه مستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة، متواجدة عند الجميع، كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أحداث قصصه، حاز على المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة. ونال على العديد من الأوسمة والتقديرات.
دفعت مراهقة كويللو المتمردة والديه بإرساله إلى المستشفى النفسى ثلاث مرات، وعندما خرج منها فى المرة الأخيرة التحق بكلية الحقوق، لكنه سرعان ما تركها ليشبع رغبته من جنسٍ ومخدرات وموسيقى الروك أند رول فى السبعينيات من القرن الماضى، وأحب حياة التمرد للطبيعة.
وقد باع كويلو أكثر من 150 مليون كتاب حتى الآن، وقد أعتبر أعلى الكتاب مبيعا روايته 11 دقيقة، حتى قبل أن تطرح فى الولايات المتحدة أو اليابان، و10 بلدان أخرى.
واحتلت "الزهير" عام 2005 المركز الثالث فى توزيع الكتب عالميا وذلك بعد كتابى دان براون شيفرة دا فينشى وملائكة وشياطين وتعد الخيميائى ظاهرة فى عالم الكتابة، فقد وصلت إلى أعلى المبيعات فى 18 دولة، وترجمت إلى 65 لغة وباعت 30 مليون نسخة فى 150 دولة.