تمر اليوم الذكرى الـ64، على إعلان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولي. قدمت بريطانيا على إثر القرار احتجاجاً رفضه جمال عبد الناصر على أساس أن التأميم عمل من أعمال السيادة المصرية.
ويشتهر قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بإلقاء خطبة التأميم فى ميدان المنشية الشهير بمدينة الإسكندرية، واختياره كلمة السر "ديليسبس" حتى يتسنى لرجاله التحرك، والسيطرة على القناة البحرية.
ووفقا للكاتب الكبير "الأستاذ" محمد حسنين هيكل فى كتابه "عبد الناصر والعالم" كان المهندس محمود يونس، وفريقه من المهندسين العسكريين والمدنيين لمساعدته فى الاستيلاء على إدارة القناة قد وزعت عليهم الأوامر فى مظاريف مختومة بالشمع الأحمر، وكانت التعليمات الصادرة إليهم هى أن يفتحوا المظاريف عندما يبدأ الرئيس خطابه فى الإسكندرية ، وكانوا سيجدون داخل كل مظروف مظروفا آخر يجب ألا يفتحوه إلا إذا سمعوا الرئيس يذكر اسم "ديليسبس".
ويذكر هيكل أنه أثناء الخطاب كان الرئيس عبد الناصر قلقا من أن يفوتهم سماع اسم "ديليسبس" فمضى يردد اسم المهندس الفرنسى، "ديليسبس فعل كذا، ديليسبس فعل ذاك" إلى أن كرر الاسم زهاء ست عشرة مرة، وأخذ الناس يتساءلون لماذا يثير مثل هذه الضجة حول ديليسبس الذى لم يكن المصريون يكنون له حبا حقيقيا.
وأوضح هيكل فى كتابه، ان عبد الناصر لم يكن قد أعد خطابا مكتوبا، إنما دون بعد الملاحظات على ظهر مظروف قبل اجتماعه بوزرائه، ولم يتسع له الوقت لتوسيع تلك الملاحظات وهو فى ظريقه إلى ميدان المنشية، ذلك أن الجموع الغفيرة كانت قد احتشدت على طرفى الطريق فى انتظاره، مما اجبره على الوقوف فى سيارة مكشوفة يرد التحية إلى الجماهير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة