تشهد مصر تراجعا فى أرقام الإصابات بفيروس كورونا بنسبة 65%، 889 مصابا لكل مليون نسمة، وتحتل المركز الـ40 فى الوفيات وارتفع مؤشر الشفاء إلى 35.9%، وبالفعل فإنه حتى بعيدا عن الأرقام المعلنة، فإن عددا من مستشفيات العزل بمحافظات الشرقية والإسماعيلية ومطروح أغلقت بعد وصول النسبة إلى صفر إصابات، وبعض المستشفيات الأخرى لم تتلق إصابات جديدة لأكثر من أسبوعين،
وبعيدا عن الإحصائيات، فإن الظاهر العام يشير إلى تراجع، فى أعقاب ارتفاعات كبيرة بعد شهر رمضان وعيد الفطر، وبالرغم من عودة الأنشطة إلى المحلات والمقاهى، فضلا عن الأعمال المختلفة، فإن هناك تراجعا كبيرا، بالرغم من أن البعض أبدى تخوفا من أن يؤدى الفتح إلى تضاعف الإصابات وخروجها عن السيطرة.
المفارقة أن تراجع نسب الإصابة بكوفيد 19 فى مصر يأتى فى وقت ترتفع فيه الإصابات فى أمريكا، وبعض دول العالم بشكل كبير، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة بين أكبر 20 بؤرة لكورونا على مستوى العالم، من حيث عدد الإصابات بالنسبة لعدد المواطنين.
وتسجل السلطات الصحية فى البلاد، حسب إحصاءات
«رويترز»، أكثر من 2600 إصابة جديدة بالفيروس كل ساعة، بما يعد أكبر معدل على مستوى العالم، وهذا كله وسط أنباء عن قرب طرح لقاح مضاد للفيروس خلال الشهور المقبلة، لكن بالرغم من تعدد الأخبار التى بشرت بقرب طرح اللقاح، فإن أغلب التوقعات تشير إلى أن اللقاح ربما لا يكون جاهزا قبل العام أو الشتاء المقبل.وبعيدا عن التراجع والارتفاع فى الإصابات بين دول العالم ما زال فيروس كورونا يحمل الكثير من النقاط الغامضة، فيما يتعلق بحجم وقوة الإصابات، بل إن تقرير روسيا أشار فى وقت أعلنت فيه بعض التقارير إلى أن الحديث عما يسمى «مناعة القطيع» لايزال بعيدا، فضلا عن وجود اختلافات فى شكل وقوة العدوى بين دولة وأخرى، أو حتى داخل نفس الدولة وبين أفراد أسرة واحدة، ففى حين يكون الفيروس شرسا مع بعض الحالات، فهو يأتى بشكل خفيف فى حالات أخرى بنفس الأسرة، وهو أمر لا يتعلق فقط بالعمر أو المناعة ومدى وجود أمراض مزمنة من عدمه.
وحسب تقرير مركز العمليات الروسى لمكافحة فيروس كورونا، فإن 24,8% من المصابين الجدد لم تظهر لديهم أعراض المرض، وحسب بيانات مقارنة من وزارة الصحة والسكان، تحتل مصر المركز الـ40 فى نسب الوفيات من إجمالى عدد المصابين بكورونا بنسبة 4.9% بعد رومانيا 5.1% وإيران 5.3%، وتأتى اليمن فى المرتبة الأولى 28% وفرنسا 16.7% والمملكة المتحدة 15.3%.
ومع هذا، تظل هناك تقارير وأنباء علمية متضاربة، فيما يتعلق بالفيروس، فقد ظهرت تقارير تحذر من وقف علاج السيولة أو العلاج المنزلى للمتعافين لأن هذت قد يسبب جلطات بالرئة حتى بعد الشفاء، ولا تزال هناك تقارير متضاربة حول عودة الإصابة لبعض المتعافين بشكل أكثر أو أقل خطورة، وأيضا توقعات بموجة ثانية فى الخريف والشتاء المقبلين، مما قد يدفع إلى حجر وإغلاق للأعمال والسفر.
فيما يشير بعض الباحثين إلى أن أى موجات من فيروس كورونا لن تكون بشدة وقوة الموجة الأولى، فضلا عن اكتساب بعض الخبرات الطبية، وبروتوكولات العلاج التى مكنت من مواجهة تداعيات الأعراض.
وحسب الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، فإن التجارب السريرية المتعلقة بتجريب العقاقير المختلفة لمواجهة الفيروس مستمرة، وهو ما رفع نسب التعافى، متوقعا أن تتراجع الإصابات الشديدة، وتبقى الخفيفة والمتوسطة، وهو ما يقلل بشكل كبير من الوفيات.
ويبقى أن نشير إلى أن هذه النتائج، وبالرغم من فقدان عدد مواطنينا مثلما جرى بدول العالم، فإن الوضع فى مصر ظل تحت السيطرة، لنجاح الإجراءات التدريجية التى لم تصل للإغلاق التام والفتح التام، فضلا عن صمود الفرق الطبية بشكل كبير، وبرتوكولات علاج مناسبة نأمل أن تكون هذه التجربة مفيدة فى المستقبل، وألا نتهاون حتى ينتهى الوباء.