يبدو أن إسبانيا على موعد مع موجة من وباء كورونا ربما تكون أكثر شراسة من موجة الانتشار الأولى، حيث شهدت البلاد ارتفاعا جديدا للإصابات، ما دفع السلطات إلى إغلاق جماعى للمطاعم والأندية والملاهى الليلية والحفلات الفنية، الأمر الذى ألقى بظلاله على دول آخرى لتعدل إرشادات السفر الخاصة بها، وهو ما أقدمت عليه فرنسا وبريطانيا والنرويج بالفعل، حيث أقدمت كل منها على حظر السفر إلى إسبانيا، مع فرض عزل طبى 14 يومًا على القادمين من إسبانيا.
شواطئ إسبانيا قبل العودة للإغلاق
وفى تقرير لها، قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية إن عدد الوفيات الناجمة عن الوباء وصل إلى 44868 شخصًا، وهذا المعدل فى الوفيات يجعل إسبانيا الدولة الثانية فى أوروبا، بأكثر عدد للوفيات، وذلك بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن هناك العديد من الخبراء يؤكدون أن هذا الرقم أعلى بكثير من الرقم المسجل من قبل وزارة الصحة.
وتعانى إسبانيا من انتشار جديد لفيروس كورونا مع ما لا يقل عن 280 حالة جديدة، وتضاعفت الحالات المسجلة ثلاث مرات فى يوم واحد.
وأوضح بيان الحكومة الكتالونية، أن الوضع فى الإقليم أجبر على تنبى إجراءات جديدة خاصة فى محاولة لكبح انتشار الفيروس، حيث أعلنت كل من بريطانيا، وفرنسا والنرويج إغلاق منافذها الحدودية مجددًا من أجل ضمان عدم تسلل مصابين بالعدوى إلى داخل البلاد وبالتالي العودة إلى نقطة الصفر مجددًا، كما فرضت كل منها الحجر الصحى لمدة أسبوعين على جميع المسافرين القادمين من إسبانيا بعد زيادة الحالات.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يثير المخاوف على الاقتصاد الإسباني، هو إعلان شركة توي الألمانية للسياحة، أكبر مجموعة للسياحة والسفر في أوروبا، إلغاء رحلاتها اعتبارًا من اليوم الإثنين من بريطانيا إلى بر إسبانيا بسبب الحجر الإلزامي الذي قررته بريطانيا للعائدين من إسبانيا، وهو ما يسبب ضربة قوية للسياحة الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا تعد المقصد السياحى الأول للبريطانيين وهو ما يعد ضربة كبيرة للمجهودات الإسبانية فى استعادة الاقتصاد المتدهور، خاصة مع ذروة الموسم السياحى.
وبدأت مدريد مفاوضات لتخفيف تلك السياسة أو على الأقل لتطبيقها فقط على أجزاء البلاد الأكثر تضررًا من فيروس كورونا، بحكم أن البؤر الجديدة تركزت بمنطقتى كاتالونيا وأراجون.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة الباييس الإسبانية إن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا زيادة بنسبة 60% عن الأرقام الرسمية التى تعلن عنها وزارة الصحة الإسبانية والتى تقف عند 28432، ويشمل الرقم الرسمى لوفيات المرض فى البلاد من تم تشخيصهم بالفعل بالإصابة بفيروس كورونا، لكنه لا يشمل الحالات المشتبه بها التى لم تخضع أبدا للفحص.
وأشارت الصحيفة إلى أن معهد كارلوس الثالث الصحى، أحصى عدد الوفيات 44.395، فى حين أن وزارة الصحة الإسبانية قالت إن عدد الوفيات 43.985 شخص، لافتة إلى أن 75% من الوفيات فى أربع مناطق، مدريد وكتالونيا وكاستيلا لا مانشا وكاستيلا ليون، بالإضافة إلى ذلك حدثت آلاف الوفيات فى دور رعاية المسنين وبدرجة أقل من دور الرعاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة