أكرم القصاص - علا الشافعي

الحاجة زينب الإنجليزية.. قصة أول بريطانية تشهر إسلامها وتحج بيت الله.. صور

الثلاثاء، 28 يوليو 2020 04:01 م
الحاجة زينب الإنجليزية.. قصة أول بريطانية تشهر إسلامها وتحج بيت الله.. صور البريطانية آفلين فى زيارة مكة
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من منا يعرف "الليدي آفلين كوبلد" المستشرقة البريطانية التي أصبحت أول مسلمة إنجليزية تحج بيت الله الحرام، فصارت وقتذاك حديث الصحف والمجلات الإنجليزية، ووثقت رحلتها للمشاعر المقدسة في كتابٍ أسمته "الحج إلى مكة". وفق ما أورد الموقع الرسمى للحج.

من هى آفلين؟ 

 

ولدت آفلين في مدينة أدنبرة الاسكتلندية عام 1871م، بريطانية من أسرة ارستقراطية، وهي كبرى بنات حاكم دنمور. قضت جزءًا كبيرًا من طفولتها في الجزائر. وعن ذلك تقول: “وإني لأذكر طفولتي، وكيف أني صرفت الشتاء مع والدِيَّ في قصر عربي في الجزائر، مشى واِلدَيَّ اليه ينشدان فيه الشمس والراحة والطمأنينة”.

البريطانية آفلين فى زيارة مكة
البريطانية آفلين فى زيارة مكة

 

 بعد ذلك، تعلمت اللغة العربية وانجذبت نحو الإسلام. تقول: “وأذكر كيف أني كنت كثيرة الرغبة -وأنا ما أزال طفلة- في الذهاب إلى المسجد مع بعض الرفاق، استمتع بما يغمره من حياة روحية لطيفة رائعة، لقد كنت مسلمة منذ ذلك العهد، وإن كان هذا لم يدر في خلدي، في تلك الأيام”.

هكذا عاشت الطفلة الاسكتلندية آفلين كوبولد في الجزائر، رفقة الأطفال الجزائريين، متأثرة بالبيئة العربية والإسلامية.

 

كيف أصبحت "زينب"؟

تقول كوبلد: يسألني كثيرون كيف ومتى أسلمت؟ وإجابتي هي: “أنه يصعب عليّ تحديد الوقت الذي سطعت فيه حقيقة الإسلام أمامي، فارتضيت الإسلام دينًا. أنا أكاد أجزم بأني مسلمة منذ نشأتي الأولى. فالإسلام هو الدين الطبيعي الذي يتقبله المرء فيما لو ترك لنفسه، ولم يفرض عليه أبواه الدين الذي يعتنقاه”.

آفلين أصبحت الحاجة زينب
آفلين أصبحت الحاجة زينب

 

وبعد مرور فترة طويلة من الزمن وفي زيارة إلى روما سألها مضيفها إن كانت تود أن تلتقي البابا ففرحت لذلك. قابلت البابا في الفاتيكان وسألها فيما لو كانت إنجليزية كاثوليكية فردت عليه دون سابق تفكير: “أنا من المسلمين”.

رحلة مكة 

كانت القاهرة إحدى محطات آفلين، حيث التقت فيها مع زوجها شريف سفلوك، وعندما بلغت عامها السادس والستين، قررت أن تقوم برحلة الإيمان؛ رحلة  الحج إلى مكة.

الليدى آفلين
الليدى آفلين

 

قامت بالاتصال بسفير المملكة العربية السعودية في بريطانيا آنذاك، الشيخ حافظ وهبه، وطلبت منه أن يستأذن لها من جلالة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود في القدوم إلى المملكة لأداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف فوافق جلالته على ذلك. وهكذا بدأت الرحلة.

غادرت افلين كوبولد لندن إلى القاهرة عام (1933م) ومنها انطلقت إلى السويس ثم إلى “بورت سعيد“، حيث استقلت باخرة إيطالية متجهة إلى جدة في الثالث والعشرين من فبراير من نفس العام.

زينب كانت حديث الصحف والمجلات الانجليزية
زينب كانت حديث الصحف والمجلات الانجليزية

 

ومن بورت سعيد أبحرت الباخرة إلى “القصير“، حيث رست هناك عدة ساعات، مما مكن الركاب من زيارة تلك البلدة، وبعد أربعة أيام في البحر رست الباخرة في جدة في يوم 26/2/1933م. 

زوجة فيلبي كانت تنتظرها في قارب نُقِشَتْ على رايته كلمة: “لا إله إلا الله محمد رسول الله “ وقالت: شَعَرْتُ حينها أني في البلاد العربية حقًا وأنني تحت راية ابن سعود وتحدثت كوبولد عن الجبال التي تحف بجدة، وعن الأصوات المهللة والمسبحة والمكبرة، وعن ظهور الابتهاج على وجوه الحجاج لوصولهم إلى “أطهر بقعة واقدس مقام”.

صورة أرشيفية للحاجة زينب
صورة أرشيفية للحاجة زينب

 

قضت آفلين عدة أيام في جدة وتحدثت عن بعض ما شاهدته في رحلتها إلى خارج جدة قائلة: “لقد خرجت اليوم بالسيارة إلى خارج المدينة، فكنت أشاهد كثيرًا من الحجاج يضربون في الأرض نحو مكة”.

وحدثني بعضهم: “أن هناك اشخاصًا جاؤوا مشيًا إلى الأراضي المقدسة، وأن هناك غيرهم يفضلون المشي على الأقدام نحو البيت الحرام، يغمرهم الخشوع، وتجللهم التوبة، ويدفعهم إلى هذه المشقات حبهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم”

ووصفت ايفلن كوبولد الحياة في جدة بعد أن قضت فيها (17) يومًا كما رأتها، قائلة: “لقد وجدت الحياة في جدة تختلف عن مثلها في غيرها من البلاد الشرقية، ذلك أنها حياة عربية خالصة”.

توثيق رحلة الحج

وثقت الليدي كوبولد رحلتها إلى الأراضي المقدسة عام 1933م فى كتاب بالإنجليزية، سَجْلَتْ في ثناياه رحلتها تلك، وقد قام سفير المملكة العربية السعودية الشيخ حافظ وهبة بكتابة مقدمته، وقام الشيخ عمر أبو النصر اليافي  بترجمته إلى اللغة العربية 1934م.

الكعبة المشرفة قديما
الكعبة المشرفة قديما

 

توفيت الحاجّة زينب في دار للرعاية في عام 1963 عن عمر يناهز 95 عامًا، وطلبت في مراسم دفنها أن تنقش آية النور على قبرها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة