-
مواقع التواصل تبكى على رحيل طبيب الغلابة
-
من أقواله: أعطتنى الدنيا أكثر مما أتمنى ومش ممكن أسيب حد يموت من الوجع
-
ويتمنى: "نفسى أموت وأنا بكشف على المرضى واستمروا فى عمل الخير"
-
رفض المال والشهرة وأصر على استكمال مسيرته وتسخير حياته للفقراء والمحتاجين
-
حارسة منزله: ده ملاك آخر مرة شفته إمبارح أعطانى عنبا وكان يوزع الطعام على الفقراء فى الشارع
-
شيخ الأزهر ينعيه: ضرب المثل فى الإنسانية وعلم أن الدنيا دار فناء
-
ووكيل صحة الغربية: أفنى حياته فى خدمة الفقراء
-
نقابة الأطباء: "قضى سنوات عمره لخدمة غير القادرين"
-
والحزن يخيم على قرية ظهر التمساح بالبحيرة مسقط رأسه
أعلن وليد مشالى نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، وفاة والده بمدينة طنطا في محافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمة الفقراء، معلنا أن دفن الجثمان وصلاة الجنازة عقب صلاة الظهر بمحافظة البحيرة.
وكان الدكتور محمد مشالى "طبيب الغلابة"، وجه نصائح عبر "اليوم السابع"، لجموع المصريين قبل رحيله فى حوار له، بالحفاظ على سلامتهم من وباء فيروس كورونا، وعدم التكدس والازدحام والتهوية الجيدة، والاهتمام بالتغذية السليمة والصحية، والبُعد عن العصبية والتوتر.
وصية طبيب الغلابة الأخيرة قبل وفاته: نفسى أموت وأنا بكشف على المرضى
وكشف هاشم محمد مساعد الراحل الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة، عن آخر أمنية للفقيد قبل وفاته بأيام، مؤكداً أن الدكتور محمد مشالى كان دائما يحدثه بأنه بتمنى أن يلقى ربه وهو واقف على قدميه، وهو يخدم الغلابة المترددين على عيادته، مشيرا إلى أن هذه الأمنية كان يطلبها من الله دائما وحقق الله له أمنيته التى طلبها.
وأضاف "هاشم" فى تصريحات خاصة، أن الدكتور محمد مشالى سخر وقته وعمره لخدمه الفقراء وكان ينفذ وصية والده الذى أوصاه بأن يكون عونا وسندا للفقراء طوال عمره.
ورصد "اليوم السابع" اللحظات الأولى من أمام منزل الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة، وتسود حالة من الهدوء أمام منزل طبيب الغلابة بطنطا.
الحزن يخيم على قرية ظهر التمساح بالبحيرة مسقط رأس طبيب الغلابة
كما شهدت قرية ظهر التمساح التابعة لمركز إيتاى البارود بالبحيرة، حالة من الحزن الشديد بين الأهالى بعد عملهم بوفاة ابن قريتهم الدكتور محمد مشالى الملقب بـ طبيب الغلابة، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، بوستات العزاء والحزن على الدكتور الراحل.
رواد مواقع التواصل الاجتماعى، تلقوا خبر وفاة طبيب الغلابة بقلوب يعتصرها الألم والحزن بعد رحلة عطاء لا مثيل لها، منح فيه مهنته وخبرته وحياته لمهمة علاج الفقراء وتخفيف آلامهم، فلم يتعد ثمن كشفه على المريض 10 جنيهات؟.
رفض المال والشهرة وسخر حياته للفقراء والمحتاجين
ورحل طبيب الغلابة بعد أن ذاع صيته فى كافة ربوع الوطن العربى وليس فقط بين أبناء الشعب المصرى، رفض المال والشهرة وأصر على استكمال مسيرته وتسخير حياته للفقراء والمحتاجين حتى الرمق الأخير، وسار على نهج وصية والده، فكان إنسانا عظيما الكل أحبه وشهدوا له بالخير، رحل ولكن سيظل بالقلوب، فكانت وصيته "استمرو فى عمل الخير والعطاء، يريكم الله ما تتمنونه".
وقال أحد المغردين: "ولد فى البحيرة فى عام 1944، وافتتح عيادته الشهيرة عام 1975 وقيمة الكشف كانت 5 جنيهات، وفى الفترة الأخيرة كانت 10 جنيهات " يعادل درهمين"، وكان يرفض الحصول عليها من الفقراء، رفض متاع الدنيا الزائل واختار ما عند الله".
وقل آخر: "د. محمد مشالى أحد أعظم أطباء الأطفال بمصر، كشفه "10 جنيهات" وإعادة الكشف "3 جنيهات" غالباً كان يعطى الدواء مجاناً ويعفى الفقراء من قيمة الكشف ويقول "أعطتنى الدنيا أكثر مما أتمنى وأكثر مما استحق ومش ممكن أسيب حد يموت من الوجع".
وقال ثالث: "لا حول ولا قوه الا بالله ، توفى طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي، اللهم ارحمة كما كان رحيماً بعبادك الفقراء واجعله أغنى أغنياء جنتك".
وذكر مغرد: "وفاة طبيب الغلابة الدكتور الذى كان رحيماً بالفقراء، يقول محمد مشالي:" اكتشفت بعد تخرجى أن أبى ضحى بتكاليف علاجه ليجعل منى طبيباً، فعاهدت الله ألا آخذ قرشا واحدا من فقير أو معدوم، نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يضاعف مثوبته".
وقال آخر: "وفاة طبيب الغلابة محمد مشالى الله يغفر له ويرحمه كان نادر الوجود فى هذا الزمن وكان إنسان عظيم والكل يحبه ويشهد الله بالخير رحل ولكن سيظل بالقلوب، "أنا بخدم الغلابة" قالها فى الدنيا وذهب ليقابل رب الغلابة، وأسأل الله أن يجعل خدمته لعباده الفقراء والمحتاجين فى ميزان حسناته، رحم الله طبيب الغلابة وأسكنه فسيح جناته".
كما نعت صفحة "صدى ظهر التمساح"، وفاه الدكتور محمد مشالى، قائلة: "ابن قريتنا البار، طبيب الغلابه فى ذمة الله، بياع الطيِب ذهب ليلاقى مولاه، تاجر مع الله فأهداه الله دعوة ميت مليون بنى ادم وأكثر وحفر اسمه بحروف من ذهب على مدى التاريخ".
وواصلت الصفحة: "كم من أطباء أثرياء رحلوا ولم يشعر بهم أحداً ومانفعتهم الأموال التى جمعوها من الناس ولا شهرتهم لانهم لم يتركوا هذا الأثر الطيب فى نفوس الناس فقد خلدت ذكراك عند العقلاء للأبد، اللهم اسكنه فسيح جناتك واجعل عمل الخير رفيقه وجليسه فما علمنا عنه الا خيرا وما راينا منه الاخيرا، زهد الدنيا وعمل لوجه الله اراد الجنه لانه يعلم ان الدنيا الى زوال فاللهم أكرم نزله ووسع مدخله يا الله، فقد كان حليماً رءوفاً بالفقراء فجود عليه من فيض جودك ياأكرم الأكرمين يالله، انك سميع مجيب الدعاء".
طبيب الغلابة (3)
تغسيل وتكفين طبيب الغلابة
وغسل فريق من المغسلين طبيب الغلابة، وتم تكفينه، لنقله لمحافظة البحيرة لأداء صلاة الجنازة عليه ودفنه بمقابر عائلته.
حارسة منزل طبيب الغلابة: ده ملاك آخر مرة شفته إمبارح أعطانى عنبا
قالت عزة أبو سريع حارسة العقار الذى يسكن فيه الطبيب الراحل الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة، إن آخر لقاء تم بينها وبين الطبيب كان صباح أمس الإثنين، حيث ألقى عليها التحية وأعطاها عنبا، وعاد لمنزله مرة أخرى.
وأضافت فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أنه كان نعم الأب والطبيب، وكان زاهدا فى الدنيا وما فيها، ويحب الفقراء وعاش كل عمره لخدمة الفقراء.
وأضافت: الطبيب الراحل كان يعتاد يوميا على النزول مبكراً وتوزيع الطعام على الفقراء فى الشارع، ويعطينى الإفطار، ثم العودة للمنزل، ليأخذ حقيبته ويتوجه لعيادته، ولكن أمس كان مختلفا، حيث أعطانى الإفطار ووزع الطعام على الفقراء ولم يذهب للعيادة، وإنما صعد للشقة فى واقعة غريبة، وفوجئت بحضور أطباء للمنزل للسؤال عليه، وعلمت بأنه أصيب بارتفاع فى ضغط الدم وتوفى فجر اليوم.
وانخرطت فى البكاء قائلة: "عمره ما ساب فقير، وكان بيحب الناس كلها وده مش إنسان ده ملاك نازل من السماء للأرض".
وكيل صحة الغربية ينعى طبيب الغلابة: أفنى حياته فى خدمة الفقراء
قال الدكتور عبد الناصر حميدة وكيل وزارة الصحة فى محافظة الغربية، إن المديرية أرسلت برقية عزاء إلى أسرة الطبيب محمد مشالى الذى توفى فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وذلك عن طريق الصفحة الرئيسية للمديرية على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك ".
وجاء نص البرقية " تنعى مديرية الصحة بالغربية وجميع العاملين بها برئاسة الدكتور عبد الناصر حميدة ، ببالغ الآسى والحزن طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى الذى انتقل الى جوار ربه صباح اليوم، لتفقد محافظه الغربيه أحد رموزها الطبيه ، طبيبا وهب حياته لخدمة مرضاها ، خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، ندعو المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ".
وأضاف وكيل الوزارة فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن طبيب الغلابة كما كان يطلق عليه الآلاف من أهالى الغربية إفنى حياته فى خدمة الفقراء ومحدودى الدخل، مشيرا إلى أن المديرية ستشارك فى واجب العزاء للأسرة .
نقابة الأطباء تنعى طبيب الغلابة: "قضى سنوات عمره لخدمة غير القادرين"
كما نعت النقابة العامة للأطباء بمزيد من الحزن والأسى الدكتور محمد مشالى المُلقب بطبيب الغلابة، بعد سنوات طويلة قضاها فى خدمة غير القادرين من المرضي، ووجهت خالص العزاء لأسرته الكريمة ونسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يُسكنه مع الأبرار والشهداء .
شيخ الأزهر ناعيا طبيب الغلابة: ضرب المثل فى الإنسانية وعلم أن الدنيا دار فناء
نعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور محمد مشالى، وكتب شيخ الأزهر، فى تدوينه عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، "رحم الله طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، وأسكنه فسيح جناته".
وأضاف شيخ الأزهر : "ضرب المثل فى الإنسانية، وعلم يقينًا أن الدنيا دار فناء، فآثر مساندة الفقراء والمحتاجين والمرضى، حتى فى آخر أيام حياته، فاللهم أخلف عليه فى دار الحق، وأنزله منزلة النبيين والصديقين والشهداء.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
ويذكر أن طبيب الغلابة بكى حين تذكر واقعة تعيينه فى إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، قائلا:" جاء لى طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكى من الألم ويقول لوالدته أعطينى حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقى أخواتك، ولا زالت أتذكر هذا المواقف الصعب، الذى جعلنى أهب علمى للكشف على الفقراء"، مؤكداً أن كشفه يبلغ 5 جنيهات وأحيانا لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.
وتعليقاً على رفضه قبول تبرعات بالملايين من أحد البرامج التليفزيونية، قال:" رفضت قبول التبرعات، وأنا أوصيهم بتقديم هذه التبرعات لغير القادرين، وأنا لا أحتاج لها، قدموا هذه التبرعات للأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأيتام، أو من يريد التبرع لى قدموا هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين".
واسترجع طبيب الفقراء ذكرياته وقال أنه تخرج من كلية طب القصر العينى عام 1967، وولد بمركز إيتاى البارود، وتم تعيينه بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية، لكونه مقيما وقتها بمدينة طنطا، وتنقل بين الوحدات الريفية، وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة، ثم مديرا لمركز طبى سعيد حتى بلغ السن القانونية للمعاش عام 2004".
وأشار إلى أنه تربى فى أسرة شعبية، وبدأ حياته من الصفر، وكافح لتربية أبنائه وأبناء شقيقه، وأعطاه الله أكثر مما تمنى وسعيد بحياته"، مؤكدًا على أنه اختار أن يكون وسط محدودى الدخل والفقراء.
وأضاف أنه يشعر بالرضا عما قدمه فى مشوار حياته، للمرضى الفقراء، خاصة أن المستشفيات المجانية والمستشفيات الجامعية ليس لديها الإمكانيات لمساعدة المرضى الفقراء.
وأشار إلى أن عيادته البسيطة مفتوحة للفقراء بسعر كشف زهيد، مضيفا أنه يبدأ يومه بالاستيقاظ فى السابعة والنصف صباحا وينتهى من الأعمال المنزلية الضرورية ثم يتوجه لعيادته، ويظل بها حتى آذان المغرب ثم يعود لمنزله ويتناول الإفطار ثم يتوجه للعيادتين الأخريين بقريتين مجاورتين لطنطا لتوقيع الكشف الطبى على أبناء القريتين مشددا على أن سعر الكشف فى العيادتين 5 جنيهات فقط تقديرا لمعاناة الفقراء وتخفيفا عنهم، ثم يعود للمنزل مرة أخرى.
وأشار إلى أنه فكر جيدا قبل رفض الجائزة المعروضة عليه من أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة، مقدما لهم الشكر على مافعلوه، وطالبهم بتوجيه الجائزة لمساعدة الفقراء، والتركيز على مساعدة الأطفال بلا مأوى ودور رعاية الأيتام، مؤكدا أنه عُرض عليه الحصول على جوائز كثيرة فى الفترة الماضية، ولكنه رفض تلقى أى مبالغ مالية
وأكد أنه لا يحب الشو الإعلامي، وأنه فضل أن يكون جنديا مجهولا لخدمة المريض الفقير، وينتظر الجزاء من الله وحده.
وطالب جموع الأطباء بأن يستوصوا خيرا بالفقراء، خصوصا أن الامكانيات فى المستشفيات الجامعية والمجانية ضعيفة لا تساعدهم على خدمة المرضى من الفقراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة