طبيب الغلابة لقب عاش به الدكتور محمد مشالى، وسيظل خالدًا فى قلوب وعقول المصريين والعرب فى جميع أنحاء العالم بعد رحيل الطبيب الذى عاش فى محافظة الغربية رافضًا تقاضى قيمة الكشف من المرضى الفقراء فى عيادته الخاصة، وذلك فى الوقت الذى خصص فيه قيمة مالية زهيدة مقابل الكشف على المرضى بشكل عام، بحيث لا يتجاوز 5 إلى 10 جنيهات للمريض.
وفى محاولة لتخليد ذكرى طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، نفذ شاب مصرى يهوى الرسم بالملح، بورترية للطبيب الراحل باستخدام الملح، وشارك صورته عبر حسابه الشخصى على موقع "إنستجرام"، مع متابعيه وأصدقائه، وكتب فى تعليقه عليها: "رسمتى بالملح لطبيب الغلاب الله يرحمه".
يأتى هذا فيما نعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور محمد مشالى، الشهير بلقب "طبيب الغلابة"، حيث توفاه الله، اليوم الثلاثاء، وكتب شيخ الأزهر، فى تدوينه عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، "رحم الله طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، وأسكنه فسيح جناته".
وأضاف شيخ الأزهر، "ضرب المثل فى الإنسانية، وعلم يقينًا أن الدنيا دار فناء، فآثر مساندة الفقراء والمحتاجين والمرضى، حتى فى آخر أيام حياته، فاللهم اخلف عليه فى دار الحق، وأنزله منزلة النبيين والصديقين والشهداء.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
ويشار إلى أن وليد مشالى نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، كان قد أعلن أن دفن الجثمان وصلاة الجنازة ستكون عقب صلاة الظهر بمحافظة البحيرة، يذكر أن الدكتور محمد مشالى من مواليد قرية ظهر التمساح التابعة لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، لأب يعمل مدرسا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك.
وتخرج الطبيب الراحل فى كلية الطب قصر العيني، وتخصص فى الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، وفى عام 1975 افتتح عيادته الخاصة فى طنطا، وظل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبى فى عيادته بـ5 جنيهات، وزادت إلى 10 جنيهات، وكثيرا ما يرفض تقاضى قيمة الكشف من المرضى الفقراء.
وتم تعيينه بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية، لكونه مقيما وقتها بمدينة طنطا، وتنقل بين الوحدات الريفية، وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة، ثم مديرا لمركز طبى سعيد حتى بلغ السن القانونية للمعاش عام 2004".
وبكى طبيب الغلابة حين تذكر واقعة تعيينه فى إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، قائلا: "جاء لى طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكى من الألم ويقول لوالدته أعطينى حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقى أخواتك، ولا زالت أتذكر هذا المواقف الصعب، الذى جعلنى أهب علمى للكشف على الفقراء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة