أكرم القصاص

الروبيكى.. مناسبة اقتصادية تحمل طعما سياسيا واستراتيجيا

الأربعاء، 29 يوليو 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
افتتاح المنطقة الصناعية فى الروبيكى، كان مناسبة اقتصادية تتعلق بالصناعة والمستقبل وفرص العمل، شهدت بعض الإجابات من الرئيس السيسى على أسئلة مطروحة، خاصة التى تتعلق بالحاضر والمستقبل، وعلى رأسها كان سد إثيوبيا، أهم القضايا التى تشعل بال المواطنين بطول مصر وعرضها، وهى قضية تشهد الكثير من الكلام، والتحريض ومحاولات التوظيف لإرباك المشهد.
 
افتتاح المدينة الصناعية بالروبيكى، وانضمام 6 مصانع جديدة للغزل والنسيج، يمثل أحياء لصناعة الغزل والنسيج المصرية التى تراجعت خلال العقود الماضية، وقد تحدث الرئيس عن المحلة الكبرى قلعة صناعة الغزل والنسيج والتى تمثل هى الأخرى نطاقا للعمل، ضمن خطط الدولة، والتحرك المستمر طوال سنوات، وسبق ووجه الرئيس بأهمية استعادة القطن المصرى لعرشه. 
 
نحن أمام شبكة مترابطة الزراعة بالصناعة بالمشروعات المختلفة، وكانت فكرة الصناعة نفسها مطلبا للقوى السياسية والاقتصادية، لكونها تمثل قاعدة للتصدير فضلا عن انها توفر المزيد من فرص العمل. 
 
الروبيكى تتضمن قاعدة لصناعة الجلود بشكل حديث، وتتجاوز مراحل الدباغة والجلود الخام إلى التصنيع والتصدير، الذى يضيف قيمة مضافة فضلا عن فرص العمل التى تعد أيضا من بين أرباح الاقتصاد. 
 
الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث أثناء الافتتاح، عن قضايا متعددة، بالطبع فى القلب منها الصناعة، لكنه تحدث بشكل واضح عن أهم القضايا التى تشغل المواطنين وتثير قلقهم، وعلى رأسها سد إثيوبيا، وهى قضية بالفعل تثير تساؤلات وقلق كبير فى أوساط المصريين لأنها قضية حياة، تواجه للمرة الأولى بعد آلاف السنين تساؤلات وجودية، خاصة أن هناك أطرافا أفرطت فى التحريض، وسعت إلى خلق صدام صفرى، فى وقت تتواصل جهود الدولة للتفاوض والانتهاء من وضع التفاصيل الكاملة لاتفاق يضمن مصالح كل أطراف حوض النيل، وفى القلب منها دول المصب، السودان ومصر. 
 
الرئيس السيسى قال إن من حق المصريين أن يشعروا بالقلق، لكن فى نفس الوقت عليهم أن يثقوا فى أن الدولة لا يمكن أن تفرط فى حقوق الشعب المائية، خاصة أن من يدفعون لصدام عسكرى ربما لا يدركون أن المفاوضات هى حرب طويلة النفس، وأن مصر من البداية كان موقفها واضحا، إنها مع حق إثيوبيا فى التنمية وتوليد الكهرباء، مع ضمان عدم الإضرار بالأطراف الأخرى، أهم ما طرحه الرئيس «محدش يقدر يجور علينا.. لو قلقانين على المياه اشتغلوا.. والتفاوض معركة.. قضيتنا عادلة ولسنا ظالمين».
 
الرئيس تحدث عن خطوات وخطط لتقليل فاقد المياه، وتحديث نظام الرى فى الزراعة، بشكل يوفر فى المياه، ليس من أجل السد، لكن لمزيد من التوسع الزراعى ومن أجل مواجهة الزيادة السكانية المضطردة، والتى تجعل نصيب مصر الحالى من المياه بحاجة إلى ترشيد، وأعلن الرئيس أن حجم الاستثمارات فى المياه 1000 مليار جنيه حتى عام 2037. الرئيس يقول للقلقين إن من حقكم القلق، لأنها قضية حياة، وعليكم أن تطمئنوا أننا نسير فى طريق صحيح، ولن نوقع على اتفاق لا يضمن حقوقنا. 
 
وخلال الحديث كان هناك إشارة إلى الدول القوية، وأهمية أن نستمر فى بناء خططنا نحو المستقبل، الرئيس فى الوقت الذى رد فيه على بعض ما يتم من استفزازات، فقد كان حريصا على تأكيد السير فى طريق الحق، ويقدم دائما التعاون والمشاركة، قبل أن يؤكد على الحق.
 
لقد تناول الرئيس أيضا قضية مهمة وهى حقوق عمارة الزمالك التى تضررت من هبوط أرضى، وأن الدولة مستعدة لإرضاء السكان بشكل تام، وأن أى مشروع قومى لا يفترض أن يتجاهل حقوق المواطنين.
 
كانت مناسبة اقتصادية تحمل طعما سياسيا واستراتيجيا، يتعلق بأهم تحد واجهته مصر عبر تاريخها الحديث. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة