بناء شامخ في قلب الحرم المكي الشريف، تهفو إليه قلوب المسلمين، وهي محط الأنظار وقبلة المسلمين، إنها الكعبة المشرفة التى تستعد لارتداء ثوبها الجديد فجر الخميس المقبل ، حيث تستعد رئاسة شئون المسجد الحرام لاستبدال كسوتها يوم وقفة عرفات، تلك الكسوة التى شارك فى تجهيزها وأشرف على إعدادها حوالى 200 صانع وإدراى فى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة ، ويستخدم فة تصنيعها أكبر ماكينة خياطة فى العالم.. وفق الموقع الرسمى للحج.
كيف يتم استبدال الكسوة
أوضح وكيل «شؤون المسجد الحرام» أحمد المنصوري، أنه «سيتم إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث يتم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم، ويتم تثبيت الجنب من أعلى بربطها وإسقاط الطرف الآخر من الجنب بعد أن يتم حلّ حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، بعدها يسقط الجنب القديم من أسفل ويبقى الجنب الجديد، وتتكرر العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن يكتمل الثوب.
رفع الكسوة
وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته، وتبدأ هذه العملية أولاً من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وبعد أن يتم تثبيت كل الجوانب تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله، وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل، بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود التي تقدر بنحو 3.30 متر عرضاً حتى نهاية الثوب، ومن ثم يتم عمل ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً يتم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب».
وفى هذا السياق قال رئيس شئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، عبدالرحمن السديس، إن تسليم مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، لكسوة الكعبة المشرفة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لكبير سدنة بيت الله الحرام يجسد اهتمام القيادة العظيم بالكعبة، وحرص الدولة على توفير إمكانات مجمع الملك عبدالعزيز لصناعة كسوة الكعبة المشرفة وخدمتها.
تصنيع الكسوة
وأوضح وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، أحمد المنصورى، أنه يعمل في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة نحو 200 صانع وإداري، وجميعهم من السعوديين المدربين والمؤهلين والمتخصصين، مبينا أن أقسام المجمع هي المصبغة والنسيج الآلي، والنسيج اليدوي، والطباعة، والحزام وقسم المذهبات، وقسم خياطة وتجميع الكسوة الذي يضم أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها 16 مترا وتعمل بنظام الحاسب الآلي.
استبدال كسوة الكعبة
ولفت إلى أن هناك بعض الأقسام المساندة، مثل المختبر والخدمات الإدارية والجودة والعلاقات العامة والصحية للعاملين والسلامة المهنية بالمجمع، منوها إلى أن الكسوة تستهلك نحو 670 كجم من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود، و120 كجم من أسلاك الذهب، و100 من أسلاك الفضة.
نقوش الكسوة
وأوضح أن الكسوة تتوشح من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء، بطريقة الجاكارد، كتب عليها عبارات «يا الله يا الله»، و"لا إله إلا الله محمد رسول الله" و"سبحان الله وبحمده" و «سبحان الله العظيم» و «يا ديان يا منان»، وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها، مشيرا إلى أن عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، و6 قطع و12 قنديلا أسفل الحزام، و4 صمديات توضع في أركان الكعبة، و5 قناديل «الله أكبر» أعلى الحجر الأسود، أضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة.
جمال الكعبة
محطات تاريخية
وفي الماضي كان هناك من يقدم للكعبة المشرفة الهدايا ممثلة في أباريق وسطول من النحاس والفضة تستخدم للغسيل، لكن في العهد السعودي أصبحت عملية إصلاح وترميم الكعبة المشرفة من ضمن اهتمامات الدولة ولم تعد هناك حاجة لمثل هذه الهدايا .
تجهيز الحرم
وكانت قريش قد أعادت بناء الكعبة قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتركت جزءًا من البيت تابعًا للحِجْر؛ لأن النفقة قد قصرت بهم .
كسوة الكعبة
وكان النبي يحب أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، وأن يُدخل الجزء الذي تركوه من الكعبة، وأن يجعل لها بابين لاصقين بالأرض، كما في حديث عائشة رضي الله عنها " لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت، فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين بابًا شرقيًّا، وبابًا غربيًّا، فبلغت به أساس إبراهيم " رواه البخاري .
وفي سنة 64هـ لما تولى حكم الحجاز عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، بَنَى الكعبة المشرفة على ما أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مشتملة على ما تركته قريش ، وجعل لها بابين ، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه .
الكعبة
وفي سنة 74هـ في عهد عبد الملك بن مروان، حاصر الحجاج مكة المكرمة ،وكتب إلى عبدالملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير قد بنى البيت على أسس نظر إليه العدول من أهل مكة ، يعني به قواعد إبراهيم عليه السلام ، فأمره بأن يرد الكعبة على البناء الأول الذي بنته قريش ، فنقض البناء من جهة الحجر ، وسد الباب الذي فتحه ابن الزبير ، وأعاده إلى بناء قريش .
واتفق المؤرخون على أن الكعبة المشرفة بقيت على بناء عبد الملك بن مروان ولم تحتج إلى بناء جديد ، ولم يصبها وهن ولا خراب في الجدران ، وكل ما احتاجت إنما هو ترميمات وإصلاحات حتى عام 1040هـ ، وسبب ذلك أنه نزل بمكة في صباح الأربعاء 19 شعبان سنة 1039هـ مطر غزير ، واستمر إلى آخر النهار، جرى منه سيل كثير دخل المسجد الحرام والكعبة المشرفة، ووصل إلى نصف جدارها، وفي آخر النهار سقط الجدار الشامي من الكعبة، وبعض الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، ولما تسرب الماء نظفت الكعبة والمسجد الحرام من الطين ومخلفات السيل، وكتب في ذلك إلى العلماء والأمراء، فاتفق الرأي على هدم ما بقي من الجدران، فأمر السلطان مرادخان بهدم ما بقي من جدران الكعبة لتداعيها، فشرع في الهدم وتلاه البناء والتعمير، وتم الانتهاء من بنائها في 2 ذي الحجة سنة 1040هـ .
الكعبة المشرفة قديما
ولم تحتج الكعبة بعد ذلك إلى إعادة بناء، وإنما هي ترميمات وإصلاحات في أوقات مختلفة، حتى كان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عندما لوحظ بعض التلف في بعض أجزاء الكعبة المشرفة المصنوعة من الخشب، وكان السقف أكثر تعرضًا للتلف من غيره وكذلك الأعمدة الخشبية، فخيف على الكعبة من هذا الضعف والتآكل .
فأمر بترميم الكعبة المشرفة ترميمًا كاملاً شاملاً من داخلها وخارجها على أحسن وجه ، وبدئ العمل في شهر محرم عام 1417هـ وانتهي منه في نفس السنة في شهر جمادى الآخرة ، فآلت إلى أحسن حال بعد ترميمها.
وقد تفاوت المؤرخون في ذكر أبعاد الكعبة ، وهو اختلاف طبيعي ناشئ من اختلاف الأذرع ، وما بين ذراع اليد وذراع الحديد من فرق ، وهما يتفاوتان ، فقد جاء في كتاب تاريخ الكعبة المعظمة أن ذراع اليد يتراوح ما بين (46-50) سم ، وذراع الحديد (56.5) سم ، بينما ذكر أخيرًا أن ذراع اليد (48) سم ، وعلى هذا فإن الحديث عن أبعاد الكعبة بمقياس الأذرع في العصر الحاضر لا يعطي دقة في التعرف على هذه الأبعاد ، بل يؤدي إلى حيرة ، وذلك لأن المتر وأجزاءه هو لغة القياس المفهوم في العصر الحاضر .
وقد ذرعت الكعبة بذراع العصر الحديث عند القيام بالتوسعة السعودية الأولى ، فكان مساحتها عند قاعدتها (145مترًا) ، ويبلغ مساحة الحطيم بما فيها الجدار بالحطيم (94 متر مربع) .
وآخر ذرع للكعبة قام به مركز أبحاث الحج في جامعة أم القرى ، كان من " الركن الأسود إلى الركن الشامي 11.68م ، وفيه باب الكعبة ، ومن الركن اليماني إلى الركن الغربي 12.04م ، ومن ركن الحجر الأسود إلى الركن اليماني 10.18م ، ومن الركن الشامي إلى الركن الغربي 9.90م " .
وأما أذرع الكعبة من داخلها ، فقد قام المؤرخ باسلامة بذرعها بنفسه سنة 1352هـ فقال : " كان طولها من وسط الجدار اليماني إلى وسط الجدار الشامي 10.15م ، ومن وسط جدارها الشرقي إلى وسط جدارها الغربي 8.10م " .