بمئات الآلاف من المشاركات، تصدر هاشتاج "يوم التروية" قائمة ترند تويتر فى مصر والسعودية ودول أخرى من دول الخليج العربى، تزامنا بيوم الثامن من ذى الحجة وهو يوم التروية، يتوجّه فيه حُجّاج بيت الله الحرام إلى مِنى، حيث يُحرِم الحاجّ المتمتّع إحراماً جديداً، أمّا الحاجّ المُفرد والحاجّ القارن فهما على إحرامهما الأوّل، ويبيت الحُجّاج بـ"منى" اتّباعاً لسنّة النبى صلّى الله عليه وسلّم،
وحرص المغردون من خلال الهاشتاج، على الدعاء لأنفسهم وأسرهم وأن يصلح لهم أحوال بلادهم، حيث قالت فاطمة: "اللهُم فى يوم التروية أروى قلوبنا بحُبِّك وحُب نبيّك وأروِنا من يده الشريفة"، وقال شاكر: "اللهُم فى يوم التروية سخر لنا كل شيء ولو كان فى نظرنا مستحيلًا، اللهُم سخر لنا من الأقدار أطيبها ومن التباشير أسعدها ومن الأرزاق أوسعها، يا الله إن فى قلوبنا نداء وأنت يا ربِّ سميعٌ مجيب".
والمقصود بيوم التروية، هو اليوم الثامن من شهر ذي الحِجّة، يتوجّه فيه حُجّاج بيت الله الحرام إلى مِنى، حيث يُحرِم الحاجّ المتمتّع إحراماً جديداً، أمّا الحاجّ المُفرد والحاجّ القارن فهما على إحرامهما الأوّل، ويبيت الحُجّاج بمنى؛ اتّباعاً لسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويؤدّون خمس صلواتٍ؛ هي: صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة، وقد أُطلِق على يوم الثامن من شهر ذي الحِجّة يوم التروية؛ لأنّ حُجّاج بيت الله الحرام يروون أنفسهم بالماء فيه لما بعده من الأيام، حيث قال الإمام البابرتي صاحب كتاب العناية شرح الهداية: (وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلى عَرَفَات وَمِنى).
وعن سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم؛ ذكر العلماء أنّه في هذا اليوم حصل التروّي من إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في ذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وقال الإمام العيني في كتابه البناية شرح الهداية: (وإنّما سُمِّي يوم التروية بذلك؛ لأنّ إبراهيم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلاً يقول له: إنّ الله تعالى يأمرك بذبح ابنك، فلمّا أصبح رؤي؛ أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سُمِّي يوم التروية).
وتتلخص أعمال يوم التروية: يُستحَبّ للحاجّ أن يقوم ببعض الأعمال في يوم التروية، أهمّها ما يأتي: ــ يُستحَبّ للحاجّ المُتمتع أن يُحرم بالحجّ من مسكنه في ضُحى يوم التروية، وكذلك الأمر لِمن أراد أداء فريضة الحجّ من أهل مكّة المكرّمة، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (أمرنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لمّا أحلَلْنا أن نُحرمَ إذا توجَّهنا إلى مِنى، قال: فأهلَلْنا من الأبطحِ)، أمّا الحاجّ القارن والحاجّ المفرد اللذان لم يتحلّلا من الإحرام فيبقيان على إحرامهما.