يعد كتاب "رحلة جوزيف بتس" لصاحبه المستشرق الإنجليزى جوزيف بتس، أحد الكتب السير الذاتية التى روت حكايات عن الحج قديما، وكيف كانت الشعائر المقدسة، وذلك من وجهة نظر صاحبها المستشرق الأمريكى، والذى حكى عن شعوره فى المشاعر المقدسة، أثناء أدائه الركن الأعظم من الإسلام، فريضة الحج.
جوزيف بيتس الذى عرف بـ "الحاج يوسف" شاب إنجليزى جمع بين الأسر الذى وقع به فحوله إلى عبد مملوك، والثقافة التى يحملها، وكانت رحلته فى عام 1680م برفقه مولاه، حيث استقلا سفينة ضمن ركب الحج الجزائرى عبر البحر الأبيض المتوسط، وبعد ما يزيد على 40 يوما وصلا إلى الإسكندرية التى مكثا بها زهاء 20 يوما، ومنها إلى القاهرة، ثم واصلا رحلتهما فعبرا البحر الأحمر حتى وصلا إلى ميناء رابغ، حيث ميقات "الجحفة"، وهى قريبة من "رابغ" بينها وبين مكة 204 كيلو مترات، تمثل ميقات أهل مصر والشام ومن يمر عليها.
رحلة جوزيف بتس
كتب بيتس عن التعايش السلمى آنذاك بين المسلمين والأقباط، فى مصرـ ولا يميز بينهم إلا لون العمائم، المخطط بالأزرق للأقباط والأبيض للمسلمين كانت أسعار المواد الغذائية في مصر رخيصة الثمن مقارنة بأسعار المواد الغذائية فى البلاد الأخرى كان هناك نظام صارم ضد الغش التجارى، تصادر سلع الغشاشين وتعطى للفقراء، و يجلد التجار تزودت قافلة بيتس بمؤن اربعة اشهر تكفيهم خلال رحلة الحج وحتى العودة للقاهرة، وغادرت إلى السويس ومنها إلى البحر الأحمر.
«جوزيف بيتس» حين وصف صعود الحجاج إلى عرفات: كان مشهدًا عظيما أن ترى هذه الآلاف المؤلفة فى لباس التواضع والتجرد من ملذات الدنيا برؤوسهم العارية وقد بلّلت الدموع وَجَناتهم، وأن تسمع تضرعاتهم طالبين الغفران والصفح لبدء حياة جديدة.
كان زيارة بيتس لمكة مختلفة تماما عن باقى المستشرقين حيث زارها مجبرًا بعد أن وقعت سفينته فى قبضة القراصنة الذين استولوا عليها وأسروا كل من فيها ثم باعوهم فى الجزائر كعبيد، ومن هنا تم بيعه إلى رجل جزائرى اصطحبه معه إلى موسم الحج ليشهد تفاصيل هذه الفريضة منذ غسل الكعبة بماء زمزم وحتى رحيل آخر حاج من السعودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة