تحرص الدولة على ترشيد استهلاك المياه وخاصة فى مجال الزراعة والتوجه العام لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بضرورة العمل على إيجاد حلول مبتكرة لتوفير المياه ، وتعتمد خطة معهد بحوث القطن على ثلاث محاور فى العمل البحثى بالنسبة لملف المياه.
قال الدكتور هشام مسعد ، مدير معهد القطن بوزارة الزراعة ،يعمل معهد بحوث القطن ومحطة بحوث سخا على إنتاج أصناف مبكرة النمو عالية الإنتاجية وقد وصلنا إلى أصناف عمرها من 165 يوما بالوجة القبلى بدلا من 190 سابقا و180 يوما بالوجة البحرى بدلا من 2010 يوما سابقا، وتشجيع استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الري مثل الري بالتنقيط والري بالرش ،واستخدام طرق مبتكرة للزراعة لتوفير المياه مع المحافظة على الإنتاجية على أن يكون الإطار العام تقليل تكاليف الإنتاج.
وأضاف مسعد، لـ " اليوم السابع "، تعتمد زراعة القطن إما على خطوط عاديه عرض الخط 70سم حيث يستهلك كمية كبيرة من المياه فى الرى ولكن الطريقة الجديدة وهى الزراعة على بتون "المطاطب المعدلة" حيث يكون فيها عرض المصطبة 210 سم ويزرع عليها 3 خطوط، خطين طرفين وخط أوسط، مما يعني المحافظة على نفس الكثافة النباتية حيث تصل المياه للخط الأوسط دائما بطريقة النشع و لتوضيح الأمر، من المعروف أن مساحة الفدان 4200 م2 أي فى المتوسط 60م طول x 70 م عرض، ويكون عدد الخطوط فى طريقة الزراعة على خطوط عرض الخط 70 سم سيكون 100 خط أي أن إجمالي أطوال الخطوط فى الفدان 6000 م أي المطلوب أثناء الرى أن تسير المياه كل تلك المسافة أما فى طريقه البتون "المصاطب المعدلة "، فيكون عرض المصطبة 210 سم أي أن عدد الخطوط فى الفدان حوالى 33.3 خط فقط وبالتالى اجمالى أطوال الخطوط 2000م فقط أي أن المطلوب أن تسير المياه مسافة 2000 م فقط ،وبالتالى يقل استهلاك المياه بنسبة أكثر من 30% وتعتمد الفكرة على الاستفادة من طبيعة نمو المجموع الجذري لنبات القطن ،والذى ينمو بصورة وتديه وعرضيه تمكنه من الانتشار والبحث عن الماء.
وأكد مسعد ، من أهم مميزات تلك الطريقة فى إطار تقليل تكاليف الإنتاج، تقليل كمية المياه المستخدمة وتقليل الفاقد منها لوحدة المساحة مع حصول النبات على حاجته الكاملة، وسهوله إجراء عملية الري وزيادة كفاءة التحكم فيها ،وتقليل نمو الحشائش وسهولة مكافحتها خاصا على ظهر المصطبة نظرا لعرضها وعدم وصول المياه إليها، وتقليل تكاليف الرى لوحدة المساحة وخاصة استهلاك المواد البترولية نظرا لتقليل عدد ساعات الرى، وتقليل معدلات السماد وزيادة كفاءة استخدامه حيث ان توزيع السماد سيكون للخطوط الطرفية بينما الخط الأوسط يصل إليه السماد ذائبا فى الماء،و عدم تعرض النباتات للتغريق وبالتالى عدم ظهور أعراض الذبول الفسيولوجى خاصا فى شهر يوليو وأغسطس لكفاءة التحكم فى عملية الرى،وانخفاض الإصابة بالحشرات الثاقية الماصة نظرا للتهوية الجيدة ووجود فرصة جيدة لنفاذ أشعة الشمس إلى داخل الخطوط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة