تستمر المعارك والحروب حول التوصل إلى دواء فعال لمواجهة فيروس كورونا، وأعلنت المفوضية الأوروبية بشكل رسمى أنها وافقت على استخدام دواء ريمديسيفير لعلاج حالات الإصابة الحادة بفيروس كورونا ، فى الوقت الذى انتشرت فيه العديد من التحذيرات حول استحواذ الولايات المتحدة الأمريكية على شحنات ريدميسفير الموجودة فى الأسواق.
وقالت ستيلا كيرياكيديس، مفوضة شؤون الصحة بالاتحاد الأوروبي، فى تصريح صحفي: "لن نألو جهدا من أجل التوصل إلى علاجات أو لقاح ضد فيروس كورونا ".
وتمثل موافقة المفوضية التى تمثل الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، الخطوة الأخيرة من أجل إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام الدواء الجديد.
وتم تطوير دواء ريمديسيفير الذى تصنعه شركة "جيليد ساينسز" الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية فى الأساس لعلاج فيروس إيبولا، ولكنه لم يحقق نجاحا كبيرا فى هذا الغرض.
وفى السياق نفسه، أكد عدد من الخبراء الصحيين لقناة "ار تى فى " الإسبانية أن دواء أبلدين الذى انتجته شركة "فارما مار" الإسبانية ضد فيروس كورونا، أعلى 80 مرة من فعالية دواء ريمديسيفير ، المضاد للفيروسات الوحيد الذى أظهر حتى الآن بعض الفعالية ضد الأمراض والفيروسات الجديدة.
وأشار الخبراء إلى أن دواء أبلدين Aplidin هو دواء تم تطويره فى البداية لعلاج الأورام ، على الرغم من أنه بسبب خصائصه الآلية فقد تم تغيير موضعه لعلاج فيروس كورونا .
وقالت القناة أن دواء أبلدين تم إجراء تجربته وأظهر نشاطا مضادا للفيروسات بين 2400 و2800 مرة أكبر من دواء ريمديسيفير ، فى النموذج الحيوانى، أما حول البشر فنشاطه يفوق ريمديسيفير ب 80 مرة.
ولذلك فقد أشارت شركة فارما مار الإسبانية إلى أنها اختارت التعاون مع شركة Boryung Pharmaceutical فى كوريا الجنوبية، مؤكدة أنه مع هذه البيانات عن النشاط المضاد للفيروسات، فيمكن لدواء أبلدين أن يقلل من مرض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS فى المرضى فى المستشفيات بالالتهاب الرئوى.
وقالت وكالة الأدوية الإسبانية إن إسبانيا لديها مخزون كاف من الدواء، وذلك رغم استحواذ الولايات المتحدة الأمريكية على الشحنات الموجودة فى الأسواق.
وأكدت مديرة وكالة الأدوية الإسبانية (AEM) ، ماريا خيسوس لاماس، أن إسبانيا لديها "مخزون" كافٍ من ريمديسيفير ، وهو مضاد للفيروسات أظهر فعالية كبيرة فى علاج مصابى فيروس كورونا.
وأشارت لاماس فى تصريحات لقناة "سير" الإسبانية، إلى أن الولايات المتحدة استحوذت عمليا على جميع المتاح فى الأسواق، ولكننا لدينا كميات كافية منه لأننا نرى أنه الدواء الأنسب من البداية".
وأوضحت لاماس أن المشتريات المتفق عليها من قبل ما زالت صالحة، كما أن المخزون الذى لدينا سيكون كافيا حتى الخريف لحين زيادةإنتاج الدواء مرة آخرى ، بعد سحب الولايات المتحدة الكمية من الأسواق،وبالتالى يمكننا أن نكفى حالات الاصابة مثل التى وقعت فى مارس أو أبريل الماضى، ولكن هذا غير متوقع لأن أعداد الاصابات انخفضت كثيرا فى الوقت الحالى، وهو ما يجعلنا نشعر بالاطمئنان".
بالاضافة إلى ذلك، أصافت لاماس "نحن نعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى، وستكون هناك عملية شراء مركزية للاتحاد نفسه، ولم يكن مفاجئا ما حدث مع الولايات المتحدة، ولهذا فإن التكتل الاوروبى يعمل الآن على إنشاء مجموعة شراء متقدمة حتى لا تكرر الولايات المتحدة الامريكية فعلتها التى جرت مع ريمديسيفير مرة آخرى مع أى لقاح يتم انتاجه ، فالصحة العامة لا تعرف الحدود، ولهذا فإننا جميعا قبلنا المشاركة العادلة كمبدأ".
واشارت صحيفة "البوبليكو" الإسبانية إلى أن استحواذ عقار ريمديسيفير فى الاسواق هو ما سيحدد مستقبل الدواء الإسبانى ابلدين، ففى الوقت الذى سيتوفر فيه الدواء فى الأسواق بشكل عادى، تتوقع الصحيفة أن الضغط سيكون على الريمديسيفير بشكل كبير بعد اعتماد المفوضية الاوروبية العقار بشكل رسمى كأول دواء ضد كورونا، رغم أن أبلدين يسير بشكل جيد مع التجارب السريرية الأولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة