أكرم القصاص

كورونا والبحث العلمى.. الحلقة المفقودة بين الجامعة والعلم

السبت، 04 يوليو 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما تكون من بركات فيروس كورونا الانتباه إلى أهمية البحث العلمى، ومن بين الدول التى ذكرتها تقارير منظمة الصحة العالمية حول أبحاث لقاحات فيروس كورونا، فإن ثلاثة مراكز أبحاث مصرية تعمل على تطوير لقاحات للفيروس، وهى أخبار تشير إلى وجود قاعدة علمية وبحثية فى مصر بالرغم من سنوات ساد فت فيهال الشكوك، وتبارى كثيرون فى نشر إحصائيات تخرج الجامعات والمراكز البحثية المصرية من أى ترتيب عالمي. 
 
ومن المفارقات أن جامعات العالم استقبلت خلال نفس العقود باحثين شباب، تعلموا فى مصر واستكملوا أبحاثهم ودراساتهم، ونجحوا فى إثبات أنفسهم ولمعوا كباحثين وبعضهم احتل مكانة علمية مرموقة، وهؤلاء غير معروفين أو نتعرف عليهم بالصدفة، وليسوا من نجوم السوشيال ميديا ولا من محترفى تسويق أنفسهم، لأنهم متفرغون للبحث العلمى. 
 
كما أن جامعات كبرى فى العالم تضم علماء وأسماء مصرية كثيرة، ولا نملك إحصائيات دقيقة، لكن نقرأ يوميا أسماء علماء وباحثين كبار استكملوا دراساتهم العليا فى جامعات كبرى، وأغلبهم تخرجوا من جامعات مصرية عامة، بما يعنى أن هناك قاعدة علمية جيدة، وفى نفس الوقت حلقة مفقودة ما بعد التخرج.
طبيعى أن البحث العلمى هو نتاج التعليم بشكل عام، ولم يكن حال التعليم فى مصر على ما يرام خلال العقود الماضية، لأسباب كثيرة، انتهت إلى حال لم تكن هناك أبحاث مصرية تحتل مكانة كبيرة فى المجلات العلمية المحكمة، والمعروفة، وخلال السنوات الأخيرة ارتفعت أعداد الأبحاث المنشورة من جامعات مصرية مثل القاهرة وغيرها فى الخارج، بجانب نجاح باحثين وعلماء بالخارج.
 كل هذتا ينقلنا إلى الحلقة المفقودة بين التعليم الجامعى والبحث العلمى، وهناك أسباب أدت إلى هذا الحال ربما أهمها توريث المناصب الأكاديمية، واغلاق الأبواب أمام المتفوقين من الكليات العلمية مما يدفعهم، إما إلى الإحباط أو إلى الهجرة وفى كل الأحوال تخسر البلد عقول كان يمكن أن تساهم فى بناء قاعدة علمية تحمل عبء التطور.
 
طبعا فإن قضية الفجوة بين التعليم الجامعى، والبحث العلمى، مطروحة للنقاش طوال الوقت، لكنها عادت بقوة اليوم مع فيروس كورونا، وأيضا مع إرادة واضحة لإعادة بناء الأولويات فى مصر، من خلال مشروع لتغيير جذرى فى نظام التعليم، بشكل يزيل تراكمات عقود من الجمود والتجارب الفاشلة، وأيضا الاتجاه إلى بناء جامعات حديثة وفروع لجامعات عالمية. مضاعفة لموازنات التعليم العالى والبحث العلمى. 
 
كلها خطوات مهمة لا تتم من دون ربط المنظومة كلها، ودعم وتشجيع المتفوقين والموهوبين والمبتكرين من خلال نظام جاذب، ينهى النظام الطارد الذى استقر على مدى عقود، حيث يفترض أن يجد المتفوق والموهوب مكانا للحصول على فرصة تعليم متطورة وحديثة، بصرف النظر عن حالته المادية والاجتماعية، فقد ازدهر التعليم والبحث العلمى عندما كتان يتيح الفرصة لدعم الموهوبين الذين تعلموا بالخارج وعادوا ليقدموا علمهم فى الجامعات المصرية.
 
لقد تضاعفت أعداد الطلاب، ويمكن تنظيم عملية تمويل التعليم والبحث العلمى من خلال خيارات متعددة عامة وأهلية.  والأهم هو إعادة الاعتبار للعلم الأكاديمى، بكليات العلوم، والتخصصات الأكاديمية بالكليات العملية، وكلها خيارات أعاد فيروس كورونا التذكير بها والفرصة اليوم وإرادة الدولة يمكنها أن توفر دعما لبناء منظومة علمية تعوض ما ضاع خلال عقود.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة