تعد شركة عمر أفندى التابعة حاليا للشركة القابضة للتشييد والتعمير، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام من الشركات التاريخية في مصر، حيث تأسست عام 1856 فى القاهرة، على يد عائلة أودلف أوروزدى ذات الأصول النمساوية تحت اسم "أوروزدى باك" Orosdi Back))، والتى غير اسمها على ذات المقر الواقع الرئيسى فى شارع عبد العزيز، بالقاهرة.
بدأت أول فروعها فى شارع عبد العزيز بالقاهرة لتلبية احتياجات العملاء من المصريين والأجانب، وصممه المعمارى راؤول براندن على طراز الروكوكو عام (1905 - 1906)، وهو مبنى مكون من 6 طوابق.
وفى عام 1920 دخلت الشركة فى مصر مرحلة الجديدة، بعد بيع فرع الشركة بالقاهرة، بسبب المشكلات التى عانى منها من يحملون الجنسية المجرية فى اعقاب الحرب العالمية الأولى، وهو ما دفع اصحاب الشركة إلى بيع فرعهم بالقاهرة لتاجر ينتمى لاحدى العائلات اليهودية، والذى كان يعمل لديه "عمر ارناؤوط"، وهو بائع من أصل ألبانى أطلق عليه الزبائن لقب "عمر أفندى" لارتداءه الدائم للبدلة والطربوش، حيث يرجع تغيير اسم الشركة من قبل المشترى الجديد إلى استغلال محبة الزبائن للبائع من جهة، كذلك انهاء الارتباط بالاسم التجارى القديم.
قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميمها عام 1957، فيما شهد عام 1967 تحويل شركة عمر أفندى بموجب القرار الجمهورى رقم 544 لسنة 1967 إلى شركة مساهمة مصرية تتبع الشركة القابضة للتجارة، التى لم يعد لها وجود الآن، وتفرقت شركاتها على الشركة القومية للتشييد والتعمير والشركة القابضة للسياحة.
وفى عام 2004 دخلت شركة "عمر أفندى" ضمن برنامج الخصخصة، حيث تم بيع 90% من أسهم الشركة لأحد المستثمرين الأجانب، وذلك حتى صدور حكم قضائى من محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة عام 2011، ببطلان البيع وإعادة اسهم الشركة إلى الشركة القومية للتشيد والتعمير.
يقول جمال الديب نائب رئيس اللجنة النقابية لشركة عمر افندى ل" اليوم السابع" أن أهم مبانى الشركة هو فرع عبد العزيز الاثري بوسط البلد والذي بناه المعماري الايطالي راؤول براندن بتصميم بنظام الروكوكو..والذى يعتبر قطعه فنية وايضا مسجل كآثر بمساحة 9592م مربع 8ادوار، لافتا ان هذا المبنى فقط قدرت قيمته ب بمبلغ 150 مليون جنيه بناء على تقرير رئيس الشركة القابضة للتجارة عام 2005 بالقرار 136.
صورة نادرة لبناء فرع عبد العزيز التاريخى بعمر افندى
واضاف الديب أن الشركه بدأت على يد رشدي بك في عهد الخديوي سعيد باشا سنه 1856 وكانت هي دره المتاجر في مصر ، وعاشت فترات ازدهارها في عهود عبد الجليل بك الشريف ثم ابراهيم بيك عبد الهادي ثم انطلاقه فتره سيد جريشه الذي استمر في الشركة رئيس مجلس اداره لها 12 عاما خلالها نهضت عمر افندي بصوره غير مسبوقة ، وخلال تلك الفترة تم انشاء 12 فرع كلها مملوكه للشركة إلى أن وصلت المبيعات السنوية إلى 660 مليون جنيه ، كما وصلت عدد الفروع الى 82 فرع و مخزن.
أوضح جمال الديب أن الشركة حققت أرباحا كبيرة وإيرادات في التسعينات ، وكانت من أعمدة التجارة في مصر ، بدليل ان الدكتور عاطف صدقى رئيس مجلس الوزراء قام بنفسه بافتتاح فرع مراد على مساحه 9635 متر مربع على سبعه ادوار وبلغ متوسط المبيعات للفرع 22 مليون جنيه ، كما بلغت تكلفه انشاء هذا الفرع 17 مليون جنيه في حينه ـ كاشفا انه عندما اعترض الدكتور عاطف صدقي على مبلغ الانشاء عرض عليه رئيس مجلس الإدارة سيد جريشه بوجود عرض لمشتري اسمه احمد ابن سيف قطري بمبلغ 40 مليون جنيه فاقتنع رئيس الوزراء .
أشار أن من أهم العناصر في العملية التجارية كان العنصر البشري ،الخبرة في شركه عمر افندي ، لافتا إنه من ضمن قصص الكفاح حينما تعرض فرع سوهاج للحريق في الثمانينات ، قام الموظفون والعمال بنقل البضاعة من الفرع إلى إحدى المخازن القريبة من الفرع وخاطروا بأنفسهم ، موضحا أن بداية تعثر الشركة عندما تم خصخصتها ثم عودتها من الخصخصة حتى الآن وتراكم الديون عليها .
وأضاف أن الشركة تسعى حاليا للاستفادة من التكنولوجيا والبيع عبر الانترنت ومن خلال حملات دعاية للشركة مع استغلال الأصول العقارية سواء خلف فرع احمد عرابى او في فرع ميت غمر ،مع عمل كول سنتر للمبيعات.
واعتبر جمال الديب ان الفترة الحالية ستكون بداية انطلاقة الشركة بعد نجاح الحكومة في حل مشكلة ديون مؤسسة التمويل الدولية وقرب انتهاء التفاوض مع المالك الاسبق جميل قنيبط وشركة انوال السعودية مقابل حوالى 400 مليون جنيه كما أعلن من قبل .
وحول مقترحاته للارتقاء بالشركة أاشار اننا نامل ان تجنى الشركة ثمار تعديلات قانون 203 لسنة 1991 وعدم وقوع ايه اضرار على العاملين كما ذكر الدكتور هشام توفيق هذا الامر خلال مناقشة التعديلات التى منحت العاملين 10% من الارباح السنوية ، مقترحا أن يتم تطوير فرع عبد العزيز التاريخى على غرار تطوير قصر البارون ، مع تحويله إلى مركز تسويق للمنتجات المصرية بجانب الاهتمام بالعنصر البشري في شركه عمر افندي ومنحهم الحقوق المشروعة من علاوة 2008 والأرباح المقررة سابقا لهم عن سنوات سابقه ،سيكون له أثر جيد جدا في المرحلة القادمة.
من جانبه يقول المهندس هشام أبو العطا، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للتشييد والتعمير، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، أنه تم بالفعل حل مشكلة مديونية مؤسسة التمويل الدولية لدى الشركة، والبالغة نحو 35 مليون دولار ، واستطرد: إننا نقوم بالسداد بانتظام وفق الاتفاق التى تبناه وزير قطاع الأعمال العام الدكتور هشام توفيق وتم التصديق عليه حكوميا، لافتا إلى أنه بموجب هذه الاتفاقية، تقوم الشركة القابضة للتشييد والتعمير بسداد مبلغ التسوية لمؤسسة التمويل الدولية كتسوية نهائية وشاملة لإجمالى المبالغ المستحقة للمؤسسة، بضمان وزارة المالية للشركة القابضة فى سداد مبلغ التسوية البالغ 35 مليون دولار في صورة أقساط.
كما تتضمن التسوية التزام المؤسسة والشركة القابضة وشركة عمر أفندى باتخاذ الإجراءات اللازمة للتنازل عن الدعاوى القضائية المتداولة والمقامة من قبل كل منها، والناشئة عن أو المتعلقة بأى من الاتفاقات المعنية، وذلك فى سبيل تنفيذ التسوية الودية.
وكشف المهندس هشام أبو العطا، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للتشييد والتعمير، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، أن الشركة القابضة أرسلت تصورا ومقترحات للمستثمر السعودى جميل قنيبط وشركة أنوال، لحل الخلاف بين المستثمر القنيبط المالك الأسبق لشركة عمر افندى ، وبين الشركة، خاصة ما يتعلق بالأمور المالية بعد قرار القضاء بعودة الشركة للدولة، سواء لشركة عمر أفندى لديه، أو مستحقاته لدى شركة عمر أفندى.
أضاف أن الشركة عملت مقاصة، بين مستحقات الشركة ومستحقات المستثمر وما تبع ذلك ، سواء من قروض تم اقتراضها خلال فترة ملكيته للشركة، أو فوائد قروض تحملتها الشركة وغيرها من الالتزامات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة