تصدرت واقعة تحرش أحدهم بفتاة بالجامعة الأمريكية، تريند مواقع التواصل الاجتماعى، حيث كانت أغلب الآراء رافضة للواقعة، مطالبين بعقوبة صاحب الفعل، وتشديد العقوبات على ما يرتكب فعل التحرش بالفتيات والنساء، سواء فى الشارع، أو عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وغيرهما.
ربما يكون مصطلح التحرش مصطلحا حديثا نسبيا، أما فعل التحرش نفسه فهو قديم قدم التجمعات البشرية، وكان لجميع الأديان الإبراهيمية موقف منه.
اليهودية
الرجل مسموح له بتعدد الزوجات، بينما حرم اشتهاء أى امرأة متزوجة يهودية "التحرش بها" وينظر إلى أن ممارسة الجنس أو محاولة إغواء امرأة متزوجة غير مقبول، وقد حرم البغاء بعد نزول التوراة، لأنه مكتوب فيها “لاَ تَكُنْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ” (سفر التثنية 23:17)؛ ولذلك فإن كل من جامع امرأة لشهوة، من دون زواج، خالَف التوراة (هِلخوت إيشوت 1-4).
المسيحية
يبدو الكتاب المقدس واضحا فى تحريمه وبغضه للممارسات الجنسية، خارج إطار الزواج، وكذلك محاولة إغواء امرأة غير زوجتك، أو ما يعرف بـ"التحرش" ومن آيات الكتاب المقدس فى هذا الشأن: "أيها الرب الآب، يا إله حياتي، لا تتركني ومشورة شفتاي، لا تدعني أطمح بعيني، والهوى اصرفه عني. لا تملكني شهوة البطن ولا الزنى، ولا تُسَلِّمَني إلى نفس وقحة" (سفر يشوع بن سيراخ 23: 6)".
ووفقا لأحد المصادر المسيحية، فإن الكتاب المقدس ينظر إلى التحرش على أنه سلوك خاطئ وانحراف اخلاقى خطير، لأنه خطية، والله يكره الخطية، لكنه يعطى الفرصة للغفران، إن تاب المخطئ ورجع عن طريقه الخاطئ وطلب من الله الغُفران.
الإسلام
الإسلام موقفه واضحا وصارما من التحرش والنظر إلى أى امرأة لا تحل لك، وأخرج الإمام أحمد في "المسند" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ»، وبناءً على ذلك، فالتحرُّش الجنسي بالمرأة من الكبائر، ومن أشنع الأفعال وأقبحها في نظر الشرع الإسلامى، وينظر إلى أن هذا الفعل لا يصدر إلا عن ذوى النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تتوجه همتها إلى التلطخ والتدنس بأوحال الشهوات بطريقة بهيمية وبلا ضابط عقلي أو إنسانى.\
ووفقا لدار الإفتاء، وتابعت : الـمُتَحَرِّش الذي أَطْلَق سهام شهوته مُبَرِّرًا لفعله؛ جامعٌ بين منكرين: استراق النظر وخَرْق الخصوصية به، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ»، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا»، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» (متفق عليه).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة