كريم عبد السلام

فضيحة.. المجتمع الدولى يحمى تنظيم القاعدة فى طرابلس

الثلاثاء، 07 يوليو 2020 06:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادة ما تسمع فى وسائل الإعلام التركية والقطرية وصف "المعترف بها دوليا"، لحكومة السراج فى طرابلس، وحتى فى دوائر الأمم المتحدة ، تصدر البيانات بأن الأمين العام أو مساعدوه قد اتصلوا بفائز السراج باعتباره رئيس الحكومة المعترف بها دوليا ، ولا ندرى أى أهمية يمكن أن تحوزها حكومة السراج بوصفها المعترف بها دوليا من القوى الغربية والأمم المتحدة بينما هى فاقدة لكل عناصر الشرعية فهى حكومة غير منتخبة من الشعب الليبى، وجاءت وفق تفاهم مؤقت من الأطراف الليبية فى اتفاق الصخيرات لعام واحد فقط فى 2015 ، للقيام بمهام محددة لم تنفذ منها شيئا، ورفض البرلمان الليبى المنتخب التصديق عليها مرتين، بل والأخطر أن حكومة السراج قد جعلت من طرابلس الغرب عاصمة الإرهاب فى العالم تحت سمع وبصر جميع المؤسسات الأممية وبعلم القوات الأمريكية المشتركة فى أفريقيا "أفريكوم".

 

جاءت حكومة السراج وفق اتفاق الصخيرات 2015، لعام واحد، لوضع دستور للبلاد وإحراء انتخابات رئاسية ودعم الجيش الوطنى الليبى وإزاحة الميليشيات المتصارعة ، لكن فائز السراج انفرد بالقرار وتجاهل البرلمان ، واختار تنفيذ أجندة التنظيم الدولى للإخوان، أن الوصول للسلطة هو اتجاه واحد حتى لو لم يكن بالانتخابات ، ومنذ 2015 عمد السراج إلى صناعة الفوضى وتجاهل أقاليم ليبيا ومراكز الثقل فى الشرق والجنوب كما تجاهل القبائل الليبية وبدلا من دعم الجيش الوطنى لفرض الأمن والاستقرار على كامل التراب الليبى، أحاط نفسه بأخطر الميليشيات والعناصر التابعة للقاعدة وداعش والإخوان والمدرجين على قوائم الإرهاب ، فى مقدمتهم خالد الشريف ،زعيم الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة، وصلاح الدين بادى الذى يقود ميليشيا حطين المدرجة على قوائم  عقوبات مجلس الأمن ولائحة الإرهاب منذ 2018 وعبد السلام الروبى قائد ميليشيا الحلبوص ، ومحمد الحصان قائد ميليشيا 166 ، ومحمد دامونة زعيم ميليشيا المتحركة، ومحمد الفلاو زعيم ميليشيا القوة الثالثة ،ومختار الجحاوى زعيم ميليشيا الطاجين، ومحمد بعيو زعيم ميليشيا شاريخان.

وعندما سيطرت هذه الميليشيات على القرار السياسى فى طرابلس واقتتلت فيما بينها ، لجأ السراج إلى أردوغان بتعليمات التنظيم الدولى للإخوان ، وبعد أن قدم أردوغان نفسه للأمريكيين بوصفه عضو حلف الناتو القادر على وقف التمدد الروسى فى ليبيا ، مثلما يقوم بالدور نفسه بتكليف أمريكى فى سوريا ، كما وجد أردوغان فى ليبيا حلا لمشاكله الاقتصادية الطاحنة ، وفرصة للحصول على النفط والغاز مجانا ، كما كان يسرق النفط السورى أو يشترية بتراب الفلوس من داعش سوريا مقابل إمدادهم بالسلاح ، كما وجد فى وجوده فى ليبيا فرصة ذهبية للبلطجة على الثروات الغازية المكتشفة فى شرق المتوسط وتخص قبرص واليونان ومصر وليبيا

حتى واشنطن التى اكتوت من تنظيم القاعدة الإرهابى فى هجمات 11 سبتمبر الدامية التى راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف مدنى أمريكى دون ذنب، تناست خطورة تنظيم القاعدة وأذرعه الإرهابية فى طرابلس، وبدلا من التدخل الحاسم للقضاء عليه، وجهت تحذيرا يتسم بكثير من اللطف والرقة إلى السراج بضرورة تفكيك عدد من الميليشيات الإرهابية التى تقاتل فى صفوف قوات السراج بطرابلس وبدعم تركى، منها ميلشيا "المهدي الحاراتي"، القادمة من سوريا بأوامر أردوغان وميليشيا "درع ليبيا"، وميلشيات عبد الحكيم بلحاج و طارق درمان. وهؤلاء الإرهابيون شديدو الخطورة وارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى سوريا ويستخدمهم أردوغان لتنفيذ مهامه القذرة ، لكن الأعجب من التحذير الأمريكى اللطيف للسراج بخصوص مجرمى الحرب هؤلاء هو رد السراج نفسه الذى طلب مهلة 45 يوما ، ليس للتخلص من هؤلاء الإرهابيين أو تقديمهم للمحاكمات أو حتى تسليمهم للمؤسسات الدولية التى تلاحقهم ، بل طلب المهلة لدمج هذه العناصر شديدة الخطورة فى الجيش والاستخبارات والمؤسسات الأمنية التى يسعى أردوغان لتأسيسها فى طرابلس لحماية الحكومة المعترف بها دوليا على حد وصفه !

إننا أمام موقف غربى عجيب تجاه التنظيمات الإرهابية فى ليبيا ، باستثناء الموقف الفرنسى ، ويتبعه تلقائيا الموقف الأممى الذى يتواطأ على استمرار حكومة السراج فاقدة الشرعية وصانعة الفوضى فى ليبيا ، وكل ما يهم واشنطن والحكومات الغربية هو استمرار ضخ النفط من ليبيا ، ومن هنا جاء موقف الجيش الوطنى الليبى بوقف إنتاج النفط من منطقة الهلال النفطى وكذا إغلاق أربعة موانئ مخصصة للتصدير لإجبار المجتمع الدولى على القيام بدور موضوعى ونزيه تجاه الأزمة الليبية ، بدلا من دفع البلاد إلى حرب أهلية بواسطة الميليشيات الإرهابية المسكوت عنها ، بل المدعومة غربيا ، تستمر لسنوات يعقبها تقسيم البلاد لأكثر من دولة والهدف معلوم طبعا للقاصى والدانى : السيطرة على ثروات ليبيا النفطية .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة