هزت حادثة نطنز عمق الدولة الإيرانية، واصبح لغز كبير تحاول أعلى القيادات الأمنية فى البلاد حله، عقب تعرض احدى الوحدات بالمنشأة النووية الإيرانية الأهم فى عملية تخصيب اليورانيوم لانفجار ألحق بها خسائر مادية جسيمة وفقا لتصريحات مسئولى طهران، وعلى مدار 5 ايام لم تتوقف اجتماعات كبار الدولة الإيرانية خلف الأبواب المغلقة، كان آخرها اجماع عقدته لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية اليوم، مع قيادات الدفاع والإستخبارات.
ووفقا للمتحدث باسم لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية الإيرانية، أبو الفضل عموئى، بحثت اللجنة مجلس الشورى الإسلامى (البرلمان) اليوم حادثة منشأة نطنز النووية، بمشاركة وزير الاستخبارات الإيرانى وكبار المسئولين وأعلى القيادات الأمنية بالدفاع الجوى بالجيش.
ونقلت وكالة إيلنا عن المسئول الإيرانى، أنه تم شرح الأبعاد الأمنية للحادث خلال الاجتماع، لافتا إلى أنه لا توجد نتائج مهمة حتى الآن، وتجرى دراسة أكثر تفصيلا للأبعاد المختلفة لانفجار نطنز.وأكد أنه بفور الانتهاء من التحقيقات الموسعة والتقنية، ستعلن الأجهزة المعنية عن النتائج النهائية.
وبعد أن جاءت تعليقات إسرائيلة على الحادث تفتح باب الشكوك حول تعرض المنشأة لتفجير خارجى، هدد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، برد مناسب في حال كان حادث تخريب موقع نطنز النووي ناجما عن اعتداء أو إجراء خارجي.
وقال ردا على سؤال حول بعض الفرضيات التي أثيرت حول حادثة نطنز وتعليقات المسؤولين الإسرائيليين: "منذ البداية، تم التحقيق في هذا الحادث بدقة ونشر مجموعات متخصصة هناك، وفقا لإجماع الخبراء المعنيين، يتم استكمال البحث عن سبب الحادث بتوافق الآراء".
وأضاف ربيعي: "لحسن الحظ لم تقع إصابات في هذا الحادث. وفي الساعات الأولى، ولم ينجم عنه تسرب أي مواد مشعة، ولم يكن له تأثير على الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية في نطنز".
وتابع: "إن صناعتنا النووية سلمية ولا يمكن تعليقها بناء على رغبات الأعداء. قطار صناعتنا النووية يتحرك بكل طاقته. وقد أعلن زملاؤنا في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي بالفعل أنه سيتم الإعلان عن أسباب الحادث في الوقت المناسب".
وأشار ربيعي إلى أنه منذ بداية الحادث، شاركت بعض الوسائل الإعلامية والنشطاء الإعلاميين، ومعظمهم يعملون مع الموساد، في جهد مخطط ومنسق لتقديم صورة قوية لإسرائيل، وربط الحادث به. لكن وعلى الرغم من أن المسؤولين السياسيين الإسرائيليين رحبوا بالحادث، إلا أنهم رفضوا صراحة تحمل المسؤولية.
وتابع ربيعي: على إسرائيل أن تدرك أن كسر المعايير في منشآتنا النووية، حتى من قبل وسائل الإعلام، هو في الواقع خطوة في اتجاه الخطوط الحمراء للسلام والأمن العالميين، يمكن أن تكون ممارسة خطيرة تنتشر في جميع أنحاء العالم، لأن تجاوز المعايير في مجال المنشآت النووية هو خطوة في الخطوط الحمراء، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ الموقف المناسب إزاءها".
نطنز قبل وبعد الحادث
أهمية منشأة نطنز
تقع نطنز على بعد 250 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران، وتعد إحدى مواقع إيران النووية، وأكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم،وكشفت عنها إيران للمرة الأولى فى عام 2002، وقامت الوكالة الدولية لزيارتها في عام 2003.
وفى عام 2015 على وافقت طهران بموجب الاتفاق النووى على خفض عدد أجهزة الطرد المركزى بنسبة الثلثين خلال 10 سنوات والسماح بتشغيل 5000 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم فى منشأة نطنز بنسبة 3,67% خلال فترة 15 عاما، و هددت فى يونيو 2018 بأنها ستقوم بتركيب معدات جديدة في منشأة نطنز إذا انسحبت من الاتفاق النووي الموقع مع قوى عالمية، وقالت أيبضا أنها بدأت العمل على إنشاء أجهزة طرد مركزي مطورة في نطنز.
والعام الماضي بدأت إيران في التراجع عن هذه الالتزامات ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلي عن الاتفاق النووي وتطبيق عقوبات اقتصادية على طهران، ونوفمبر الماضي قالت طهران إنها ضاعفت عدد معدات الطرد المركزي المتطورة في نطنز وبدأت في شحن غاز اليورانيوم هيكسافلورايد في أجهزة الطرد المركزي في فوردو.