طوال الـ48 ساعة الماضية لم تتوقف صفحات السوشيال ميديا القبطية عن تداول شائعات حول البابا تواضروس الثاني بعد أن طلب الصلاة له من عموم الشعب القبطي، إذ تسبب طلب البطريرك في فتح باب التأويلات حول صحته من ناحية أو مرور الكنيسة بأزمة من ناحية أخرى قبل أن يغلق القس بولس حليم المتحدث الرسمي للكنيسة هذا الباب بتأكيده على أن البابا البطريرك بخير وبصحة جيدة.
كيف بدأت الشائعة؟
منذ بداية صوم الرسل أي منذ ما يقرب من شهر، عمل قداسة البابا تواضروس الثاني على تقديم برنامج جديد بعنوان "معا بنفس واحدة" يذاع يوميا على صفحة المتحدث الرسمي للكنيسة وتحديدا في الثامنة والنصف صباحا.
حلقات البرنامج التى لا تزيد عن 10 دقائق تتضمن تفسيرا لآيات من سفر أعمال الرسل بمناسبة هذا الصوم الكنسي الأقدم الذى ينتهي بعيد الرسولين بطرس وبولس الأحد المقبل، وضمن هذه الحلقات اعتاد البابا البطريرك أن يترك ما اسماه تدريب صلاة في نهاية كل حلقة ففي الحلقات الأولى طلب البابا البطريرك من الأقباط الصلاة للشمامسة ثم طلب الصلاة للكهنة وفي مرة ثالثة طلب الصلاة للشباب لكي يتحلى بروح المسئولية وطلب أيضا الصلاة للأساقفة والصلاة للمرأة حتى حان الدور أن يطلب الصلاة لنفسه، فقال البابا تواضروس: صلوا للبابا البطريرك الذى يحتاج هذه الصلوات في الليل والنهار وارفعوا الصلاة لأجلي.
نقلت الصحف الخبر مع الإشارة إلى البرنامج اليومي الذي يقدمه البابا تواضروس وعليه فالقارئ الذي اعتاد أن يطلع على العناوين فقط ويترك المتون لم ينتبه إلى حكاية التدريب اليومي على الصلاة التى يطلبها البابا تواضروس في صباح كل يوم من شعب الكنيسة ومن هنا بدأت الشائعات.
البعض أشاع أن صحة البطريرك ليست بخير ومن ثم يطلب الصلاة من أجله في ظل انتشار وباء كوفيد 19 المعروف باسم كورونا إذ نسى هؤلاء أن البابا ومنذ ظهور أول حالات كورونا في مصر وقبل غلق الكنائس كان أول المبادرين بإلغاء اجتماعه الأسبوعي والاكتفاء بتسجيله أونلاين كذلك فإن البابا تواضروس ألغى اجتماعات المجمع المقدس في دورة مايو منعا للاختلاط وحرصا على صحة الآباء الأساقفة وتحولت على يديه الكنيسة كلها إلى مؤسسة إلكترونية ومن ثم فإن قداسة البابا يراعي التحذيرات الصحية بما يتمتع به من خلفية طبية إذ حصل على درجة الماجستير في الصيدلة.
الشائعة الثانية التى ارتبطت بطلب البابا تواضروس الصلاة له، جاءت بسبب تصريحاته عن فكرة إلغاء الماستير أو ملعقة التناول إذ رأى البابا تواضروس وأكد في مقال له بمجلة الكرازة بعنوان "أمومة الكنيسة" أن الأخذ بالإجراءات الاحترازية لا يعني التفريط في الإيمان وهو ما فتح باب الهجوم على البابا من التيار التقليدي المتشدد على رأسه الانبا اغاثون أسقف مغاغة فظن كثيرون أن البطريرك يطلب الصلاة لدعمه ضد معارضيه وهو ما ثبت عدم صحته أيضا إذ تركت الكنيسة للآباء الكهنة الحرية في الاختيار بين طريقتين للتناول أحدهما كانت متبعة من قبل وهي طريقة مناولة المرضى والأخرى وهي طريقة التناول بالماستير ومن ثم ليس هناك أزمة كنسية استدعت استنتاج كهذا.
القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة قال إن قداسة البابا تواضروس الثاني، بخير وفي أتم الصحة بنعمة الله وهو يمارس عمله الرعوي بشكل كامل من خلال تواصله مع الآباء الأساقفة والكهنة والشعب عبر شبكة الإنترنت.
وأوضح: أن طلبة الصلاة من أجل الأب البطريرك التي نشرت على صفحة المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس ، هي حلقة في سلسلة تدريبات الصلاة اليومية التي أطلقها قداسة البابا في بداية صوم الآباء الرسل وتتضمن طلبة نصلي بها في صلواتنا اليومية (مثل الصلاة من أجل المرضى، المتألمين ، الأطباء ، الصلاة من أجل مصر وأيضا المسؤولين فيها ...). وهذه الطلبات جميعًا تصلي بها الكنيسة عمومًا سواء في صلواتها الطقسية اًو في صلواتنا الخاصة.
وعقب هذه الشائعة نشط قداسة البابا تواضروس في سلسلة من الاجتماعات اليومية مع أساقفة وكهنة المهجر والوجه البحري ثم الوجه القبلي عبر برنامج زووم ليبعث رسالة ذات معنيين الأولى هي الاطمئنان على صحته والثانية عدم وجود أزمة في الكنيسة.