اكتشف الفلكيون أن النجوم بحجم شمسنا لا تدمر في مراحل أخيرة من عمرها الليثيوم بل تنتج كمية هائلة من هذا المعدن الثقيل، وأشار الفلكيون في مقال نشرته مجلة Nature Astronomy الأمريكية إلى إن الاكتشاف المذكور يتعارض مع تنبؤات النظريات التي تصف ما تتضمنه نوى النجوم، ويدل كذلك على أن الفلكيين يتجاهلون ظاهرة فيزيائية ما تحدث في جوف النجوم.
يذكر أن الانفجار الكبير تسبب في ظهور الهيدروجين والهيليوم وكمية صغيرة جدا من الليثيوم. وبعد مرور 300 مليون عام حين نشأت نجوم أولى بدأت تظهر عناصر كيميائية ثقيلة مثل الليثيوم. وذلك نتيجة التفاعلات النووية الحرارية التي حدثت في جوفها.
ويعجز العلماء إلى الآن عن الوصف العلمي لتلك العملية. بينما يعتبرون أن الكون يمكن أن يتضمن المعادن الثقيلة بكمية أكبر مما تفترض النظريات التي تفسر ظهور تلك المعادن بانفجارات نجوم السوبرنوفا. ويحاول علماء الفيزياء الفلكية منذ زمن بعيد تفنيد هذا الاعتقاد الخاطئ مع العلم أن كمية الليثيوم في الكون أقل مما تفترضه النظريات.
ووجد فريق من الفلكيين برئاسة البروفسور في أكاديمية العلوم الصينية سبيلا لإيضاح تلك المشكلة والقضاء على التناقض في العلم الفلكي، وتوصل العلماء الصينيون إلى استنتاج مفاده بأن النجوم التي يمكن مقارنة حجمها بحجم الشمس لا تدمر الليثيوم كما اعتقد سابقا بل تنتجه.
ودرس العلماء كثافة الليثيوم في حوالي 225 ألف نجم صغير وذلك باستخدام المعلومات الواردة من التلسكوبات الأرضية المشاركة في تحقيق مشروع GALAH وكذلك مختبر Gaia المداري.
اختار العلماء، النجوم التي دخلت مرحلة أخيرة من عمرها وتنتمي إلى ما يسمى "البقعة الحمراء" حيث تسود التفاعلات بمشاركة الهيليوم وليس الهيدروجين، ما يؤدي إلى تحولها إلى "العمالقة الحمراء" ذات الأبعاد الهائلة.
وتتضمن غالبية تلك النجوم في درب التبانة، حسب العلماء، كمية غير عادية من الليثيوم. وتأكد الفلكيون من ذلك بعد تحليل نحو 9 آلاف نجم دخلت "البقعة الحمراء" أو تستعد للانتماء إليها. وتعقب الفلكيون كيفية تغير كثافة الليثيوم فيها، واتضح أن نسبة الليثيوم في جوف تلك النجوم تزداد بقدر ما تزداد نسبة التفاعلات بمشاركة الهيليوم. وأظهرت القياسات أن كثافة الليثيوم ازدادت فيها بمقدار 40 مرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة