أكرم القصاص - علا الشافعي

100 لوحة عالمية .. "اجتماع عائلى" 11 بورتريه فى عمل فنى واحد

الخميس، 09 يوليو 2020 08:00 ص
100 لوحة عالمية .. "اجتماع عائلى" 11 بورتريه فى عمل فنى واحد لوحة اجتماع عائلى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشاهد، اليوم، لوحة "اجتمـاع عائلـى" للفنان الفرنسى فريدريك بازيل التى أبدعها فى عام 1867، وفيها يرسم 11 شخصا من عائلته فى حديقة، ومن الواضح أنه اجتماع رسمى، أو أن الجدية أخذتهم بشكل كبير أثناء الرسم.
 
ويقول موقع "لوحات عالمية" عن اللوحة، كان يمكن أن يكون لفريدريك بازيل شأن فى حركة الرسم الانطباعى الفرنسى، لولا انه قتل فى سن مبكرة أثناء حرب فرنسا مع بروسيا عام 1870.
اجتماع عائلى
 
ورغم أنه كان ينظر إليه كرسّام هاوٍ وتابع للانطباعية، إلا أن كميل بيسارو وصفه ذات مرّة بأنه كان أحد أكثر الرسّامين موهبة وحضورا، وعندما رسم عددا من أفضل لوحاته، وأشهرها الفستان الزهرى، لم يكن عمره قد تجاوز الثالثة والعشرين.
 
كان بازيل ابنا لعائلة موسرة، وقد انتقل، وهو فتى، إلى باريس كى يدرس فى ورشة الرسّام شارل جلاير. وهناك التقى طلاب رسم آخرين كان من بينهم مونيه ورينوار وألفريد سيسلى، وقد ربطته بهؤلاء الثلاثة علاقة صداقة ممتدّة وكان معجبا بأعمالهم.
 
كان أستاذه جلاير رسّاما تقليديا من حيث أنه كان يركّز على تصوير الجمال المثالى فى لوحاته. لكنه كان أيضا من الداعين إلى الرسم خارج البيوت، وكان بازيل وأصدقاؤه يمضون الساعات الطوال فى الرسم فى غابات فونتينبلو.
ورغم أن الطبيعة لم تكن موضوعه المفضّل، إلا أن رسوماته لها رائعة. ومناظره الضخمة لأشخاص يجلسون فى أحضان الطبيعة المفتوحة كانت مشهور،. لكن أفضلها هى لوحته هذه التى يمكن مقارنتها ببعض أعمال مونيه.
فى "اجتماع عائليّ"، يرسم بازيل أحد عشر شخصا من أفراد عائلته أثناء لقائهم فى شرفة حديقة منزلهم فى مونبلييه، والملاحظ أن كلّ شخص فى اللوحة يمكن أن يُقرأ كما لو أنه بورتريه منفصل.
العائلة مجتمعة تحت ظلّ شجرة ضخمة، وجميعهم يحدّقون خارج الصورة كما لو أنهم يواجهون آلة تصوير. إلى اليسار، يجلس والد الرسّام ووالدته. وحول الطاولة عمّته وابنتها. وحولهم يجلس الآخرون من أبناء وبنات عمومة وأصهار.
الضوء المتسرّب عبر أغصان الشجرة يزيد ألوان المكان سطوعا ويسقط على الملابس الشاحبة فيخلق تباينا مع ألوان الطبيعة المحيطة.
والألوان فى الصورة مصطنعة بعض الشيء، لكنها جميلة. ولو حُوّلت إلى نسخة بالأبيض والأسود لما اختلفت فى شيء عن أى صورة فوتوغرافية.
ورغم أن الاجتماع فى اللوحة يُفترض أن يكون حميما وبسيطا، إلا انه يبدو رسميّا بعض الشيء. ولو حاولت أن تدخل اللوحة فستدخلها كزائر غير متوقّع أو كمتطفّل غريب وغير مرغوب فيه يحاول فجأة قطع مناسبة رسمية.
 
والرسّام نفسه يبدو فيها متحفّظا وغير سعيد كثيرا. وربّما الأصل البروتستانتى لعائلة بازيل هو الذى يفسّر ظهور أفرادها بهذا المظهر المحافظ والمتقشّف.
كان بازيل منجذبا كثيرا لأضواء منطقة جنوب فرنسا. وقد عمل على هذه اللوحة طوال موسم الشتاء من ذلك العام. ثم عاد إليها مرّة أخرى قبل سنة من عرضها فى الصالون، واستبدل الكلاب الصغيرة التى كان قد رسمها أسفلها بأزهار وقبّعة ومظلة، كما أضاف بقعا لامعة من ضوء الشمس على الأرضيّة.
ويمكن أن تفسّر هذه التعديلات والتسويات لماذا قُبلت اللوحة فى صالون ذلك العام بينما رُفضت لوحات مونيه الأكثر جرأة. بازيل نفسه اندهش من تلك المفارقة وقال بتواضع انه لا يعرف لماذا قُبلت لوحته، مشيرا إلى أن المحكّمين ربّما ارتكبوا خطئاً.
كانت أسرة بازيل غنيّة جدّا، ولهذا السبب لم يكن يبخل على زملائه الأقلّ حظّا، بل موّلهم ودعمهم ومنحهم جزءا من محترفه كى يرسموا فيه لوحاتهم.
هذه اللوحة تشبه كثيرا لوحة مونيه "نساء فى الحديقة" التى اشتراها بازيل بعد أن أتمّ صديقه رسمها بفترة قصيرة. لكن التركيز فيها ليس على الأشخاص وإنّما على تأثيرات الضوء.
كان الاثنان، مونيه وبازيل، يعملان معا فى الكثير من الأحيان، ولطالما استوحى بازيل الإلهام من بعض أعمال مونيه. كما كان متأثّرا بإدوار مانيه الذى كان صديقا للانطباعيين، على الرغم من انه لم يكن يصنّف نفسه منهم.
ممّا لا شكّ فيه أن فريدريك بازيل كان جزءا من تطوّر الانطباعية الفرنسية. لكن البعض ينظر إليه اليوم كانطباعى ضائع سقط اسمه سهوا من قائمة الرسّامين الانطباعيين.
وقد فقده الرسم عندما أصرّ على الالتحاق بالخدمة العسكرية بعد شهر من بدء حرب عام 1870 وعلى الرغم من نصائح زملائه له بألا يفعل.
وفى نوفمبر من ذلك العام، اُصيب بجرح وهو يقاتل فى ميدان المعركة وتوفّى بعد ذلك وعمره لم يتجاوز الثامنة والعشرين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة