ما بين كل حالة تحرُّش شاب بفتاة وأخرى موثقة؛ نسمع عن إلقاء القبض على فتيات (التيك توك) والبرامج التي تشبهه؛ بتهمة التحريض على الفسق، والترويج للإباحية، والمتاجرة بأجسادهن وأنوثتهن مقابل بضع دولارات! وكلهن متعلمات، غربيّات الهيئة والسلوك؛ أي متحضِّرات من وجهة نظر المنظمات الحقوقية.
أليس هذا بتحرُّش يا سادة؟ تحرِّش بكل ما في المجتمع من أخلاقيات وعادات وعرف وشرائع! ألا يستحق من منظمات حقوق المرأة والإنسان، والمتحررين والمتنورين والمتاجرين والمتاجرات بالأخلاق والمرأة؛ أن يرفضوا حتى ذلك، أو يسلِّطون عليه الضوء! أليست هذه الأفعال الشائنة، من مفرزات تلك المنظمات وفكرها المشوَّه؟!
جرِّب يا صديقي أن تشير لفضائحهن؛ ستجد ألف من يقول لك: «حرام عليك إنهن فتيات!» أو »أنك متخلف ذكوري عفن!» أو «أن هذا الأمر يعيبك» هلم جرا...
ولكنهم لن يفعلوا بالطبع؛ فهمهم للأسف ليس الدفاع عن الأخلاق، ولكنه الاتجار بها، وتشويه المجتمع، والحرب على الرجال بالتعميم وسحب الجريمة الفردية على المجتمع ككل، وهذه سذاجاتهم التحضُّرية، ووراء ذلك هدف وليس أمرًا اعتباطيّا!
المجتمعات الغربية المتحضّرة بها نسب تحرُّش تفوقنا بالكثير، ولكنهم ينافقون من أجل إحراج مجتمعاتنا، بشيء نحن منه برءاء!
بل هدفهم الذي يرمون إليه هو ديننا الحنيف؛ وتراثنا العظيم؛ يقولون إنه هو الذي يجعلنا نرى أن المرأة "شهوة جنسية"!
وفي هذا الاتهام كلام كثير، فهو تدليس مغاير للحقيقة ليس إلا.
وخير دليل دفاعهم عن (الأم العزباء) ومحاولة نشره بمجتمعاتنا، وهي الفتاة التي تلد من زنا، يريدون بلدك وقانونك أن يسمح لها بتسجيل الطفل باسمها؛ يريدوننا أن نصبح مجتمع ديوث؛ يرحب بالزنا وبأولاد الحرام؛ وتراهم يبكون عليها وكأنها ضحية لمجتمع متخلِّف، ويتعاطفون معها، كما يفعلون مع الشذوذ، ويدافعون عنه ويتعاطفون معه، وكل ذلك وراءه هدف كما أشرت بالفقرة السابقة.
كل هذا ليس تناقض، ولكن خططهم واضحة، واتهاماتهم متشابهة، فالشخص السوي؛ يرفض التحرُّش من كلا الجانبين، ويعرف أنه عمل فردي يصدر من أشخاص مخطئة ولابد أن تفهم قبل أن تُحاسب!
وأن هناك أسباب أخلاقية، وأسباب مجتمعية، وأسبابا أخرى هي؛ تلك المنظمات الحقوقية ذاتها التي تدعوا النساء لتسير بالطرقات عرايا، ولا يريدون من الرجل حتى الرفض، أو التأثر والاستثارة حتى من داخله؛ ضاربين بالفطرة عرض الحائط!
يريدوننا ديثة مثل أسيادهم بالغرب، يريدون نساءنا عاهرات مثل قدواتهن بالغرب (من ينتهجون المتاجرة بقضايانا ولست أقصد التعميم) يريدون تأنيث مجتمعاتنا، وتحويل رجال الشرق، ونخوتهم وشهامتهم، وعزتهم إلى مرض نحن مبتلين به ولابد أن نعالج على أيديهم ونُشفى منه. مرض -سبحان الله- لا يأتي إلا لنا نحن الشرقيين، وهذا شرف لنا لو تعلمون؛ يريدوننا أن نصبح مثلهم في كل شيء تافه: عُهر، عُري، انفتاح، تحرُّر، طعام، شراب، ثياب... ألخ!
إنما في العلم؛ يقتلون علماءنا، أو يختطفوهم بالخارج: (مصطفى مشرفة_ سميرة موسى_ زويل).
وفي تسليح جيوشنا؛ يمنعوننا ويفرضون علينا العقوبات. في التصنيع؛ يغرقوننا في الديون، ويمنعون عنا المعدات والخبراء والتوكيلات، ويعرقلون مساعينا؛ حتى نظل في احتياج دائم لهم!
ومما لايدع مجالًا للشك؛ باتت واضحة مساعيهم، في خلق نظام عالمي جديد موحّد؛ لا أديان به، بل ثقافة مبتذلة واحدة. قضية التحرُّش ماهي إلا شعبة من شعبه؛ التي يحاولون بها التحايل على الدين وشرائعه، ومحاولة تدميرها وتحقيرها، ووصفها بدعم التخلف والرجعية، وإيذاء النساء!
فعندما يدعو عالمًا من علماء الإسلام مثل الشيخ "عبدالله رشدي" إلى وجوب الاحتشام للنساء كما أمرنا الله تعالى؛ كي لا يؤذين؛ يقولون بأنه يبرر التحرُّش! والاتهام هنا ليس للشيخ بل للدين.
لماذا يركِّزون مساعيهم على النساء بالذات؟!
ربما لأن عاطفتهن التي منحها الله إياهن ليربين الأجيال في معظم الأوقات تطغي على حكمتهن؛ وهذا شيء عظيم، أو لأنهن نصف المجتمع، وعموده الفقري؛ وهذه عظمة أخرى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة