دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
عندما تتحدث عن مباريات القمة فالكواليس والذكريات لا تنتهى، فهى مباريات دائمًا ما تشهد سخونة وحماسا من نوع خاص، فهى تجمع قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، وهُنا سنتحدث عن أشهر هذه المباريات ولكن هذه المرة لأنها تُعد أصغر مباراة قمة جمعت بين القطبين، فلم تستمر من الأساس أكثر من 5 دقائق، لذا سنعود بالتاريخ لـ 21 عاما، وتحديدًا يوم 9 من شهر أبريل 1999، عندما أقيم ديربى الأهلى والزمالك باستاد القاهرة، بالجولة 25 من الدورى الممتاز، تحت قيادة الحكم الفرنسى مارك باتا، الأحمر كان يقوده وقتها مدربه راينر تسوبيل والأبيض تولى قيادته فاروق جعفر، وكان الأهلى قد ضمن اللقب، واستمر اللقاء لمدة 5 دقائق فقط، لم يشهد أى هجمات، ومن كرة عائدة لإبراهيم حسن لاعب الأهلى فى ذلك الوقت تداخل أيمن عبد العزيز معه بقوة من الخلف وأصابه.
بدأت الأحداث، التى استمرت 15 دقيقة، حيث أخرج باتا الكارت الأحمر لعبد العزيز مباشرة وانقلب الحال وأصر فاروق جعفر على أن ينسحب وبقى الفريقان فى الملعب بعض الوقت وفشلت كل المساعى لإقناع المدرب بأن يأمر لاعبيه باستكمال اللقاء، وأخرج لاعبو الزمالك زميلهم أيمن عبد العزيز وظن الجميع أن الأمر انتهى لكن جعفر أصر على الانسحاب وانتظر الحكم ربع ساعة أعقبها إطلاق صافرته معلناً انسحاب الزمالك وفوز الأهلى بهدفين دون رد، لتبدأ الأحداث بعدها تشتعل ليتم إقالة فاروق جعفر من الزمالك وإيقافه عامين بجانب خصم 9 نقاط من رصيد الأبيض بجدول الدورى الذى كان يعتبر منتهيًا.
سخونة الأحداث لم تقف عند هذا الحد، ويروى محمد صبرى، لاعب الزمالك السابق، كواليس المباراة وما دار فى غرف الملابس قبل وبعد المباراة، بعد قرار إيقافه لمدة سنة عقب مباراة الانسحاب الشهيرة، قائلاً، "أتوقفت ظلم ولم أحرض اللاعبين على الانسحاب فى مباراة الأهلى والزمالك، وكابتن فاروق جعفر هو من طلب الانسحاب بعد طرد أيمن عبد العزيز فى أول 4 دقائق من المباراة".
وأوضح نجم الزمالك السابق، أن كمال درويش طلب عدم الانسحاب واستكمال المباراة، فطلبت التغيير لأننى لن أكمل المباراة بعد هذه الأحداث، مؤكداً أن طرد أيمن عبد العزيز كان صحيحًا وفقًا للقانون ولكن هناك روح القانون، خصوصًا أنها فى وسط الملعب وأول 4 دقائق، قائلا، "مسئولو الزمالك أبلغونى قبل فترة من المباراة بأن هناك حملة مدبرة من اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر ضده، وتركت التحقيق فى اتحاد الكرة بعد 5 ساعات من الأسئلة "زهقت ومشيت وقولتلهم عاوزين توقفونى أوقفونى" فخرج قرار إيقافى سنة محليًا فقط، وخضت مباراة العودة أمام النجم الساحلى فى أفريقيا".