أعلن حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية، استقالة حكومته رسميا، قائلا إن منظومة الفساد فى البلاد أكبر من الدولة، وقد ظهر ذلك فى انفجار مرفأ بيروت، مشيرًا إلى أن لبنان يعيش مصيبة كبرى وكان على القوى السياسية أن تتجاوز هذه المصيبة وتصمت احتراما للشهداء والضحايا، ومساعدة المواطنين والوقوف معهم ومحاولة تأمين سكن لهم ومساعدة من فقدوا أرزاقهم.
وأضاف خلال كلمة له: "البعض فى لبنان يعيش فى وادى آخر.. ويريد الاستمرار فى خطاب سياسى بعيد عن الدولة.. كان يفترض أن يخجلوا من أنفسهم بعد أن ظلت مصيبة نترات الأمونيوم لمدة 7 سنوات"، وشدد رئيس الحكومة اللبنانية، أن البلاد فى خطر فى ظل انتشار الفساد، مشددًا على أن الطبقة السياسية أهدرت ودائع الناس وأوقعت البلاد تحت أعباء الدين.
وحمل رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل الطبقة السياسية مسئولية مأساة الشعب اللبنانى، موضحا أن فساد الطبقة السياسية أنتج هذه الكارثة منذ 7 سنوات، لافتا إلى أن البعض لا يهمه إلا تسجيل نقاط سياسية.
وأضاف حسان دياب خلال خطاب له موجه إلى الشعب اللبنانى، أن البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقى من مظاهر الدولة، متابعا: نحن أمام مأساة كبرى ويفترض التعاون من أجل تجاوز المحنة.
واستطرد رئيس الحكومة اللبنانية،: الخطر كبير من مصائب أخرى بحماية الطبقة التى تتحكم بمصير البلد، وتعيش على الفتن وتتاجر بدماء الناس، موضحًا أن المطلوب تغيير من كانوا هم المأساة الحقيقية للشعب اللبنانى.
وشن حسان دياب حملة شرسة على الطبقة السياسية الحاكمة قائلا: "اللى استحوا ماتوا"، موضحًا أن الطبقة السياسية الحاكمة أوصلت البلاد للانهيار، وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية موجها رسالته للطبقة السياسية: اجتمعوا ضدّنا بكل الوسائل لمنع تغيير طبقتهم، ونحتكم إلى الناس فى محاكمة الفاسدين والمسؤولين عن كارثة المرفأ.
واستطرد رئيس الحكومة اللبنانية: بيينا وبين التغيير جدار شائك تحميه طبقة "وسخة"، وتحملنا الكثير من التجنى والاتهامات، ولم تتوقف الأبواق عن تزوير الحقائق، وفى نهاية الخطاب، أعلن حسان دياب اسقالة حكومته قائلا: "الله يحمى لبنان"
وكان انفجار 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم بمخزن في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس قد أسفر عن مقتل 163 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ستة آلاف بجروح ودمر قطاعات من المدينة الساحلية، مما أدى إلى تفاقم انهيار سياسي واقتصادي شهدته البلاد في الشهور السابقة.
وفى وقت سابق ارتفع عدد النواب الذين تقدموا باستقالتهم من مجلس النواب اللبناني إلى 10، بعد تقديم النائب هنري الحلو استقالته صباح اليوم الإثنين، جاء ذلك نقلا عن وسائل إعلام لبنانية، وكان 9 من أعضاء مجلس النواب اللبناني أعلنوا التقدم باستقالتهم من البرلمان، يمثلون تكتلات نيابية مختلفة وآخرون مستقلون، وذلك على خلفية تداعيات الانفجار المدمر الذي تعرضت له العاصمة بيروت والتدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية.
وأعلن النائب نعمه إفرام (مستقل) وميشال معوض رئيس حركة الاستقلال وعضو تكتل لبنان القوي (الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر) وديما جمالي عضوة الكتلة النيابية لتيار المستقبل، الاستقالة من البرلمان.
وأحالت الحكومة اللبنانية، ملف انفجار مرفأ بيروت، إلى المجلس العدلي بناء على اقتراح وزيرة العدل ماري كلود نجم التي شاركت في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب وكان من المقرّر عقد الجلسة في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل اتّخاذ قرار نقلها إلى السرايا.