قرر مسئولو الصحة العامة فى مدينتى نيويورك وشيكاغو، وسط جدل حاد، أن الأطفال سيكونون أفضل حالًا فى الفصول الدراسية، فى خريف عام 1918 ، وذلك عندما اجتاحت الموجة القاتلة من جائحة الإنفلونزا المعروفة باسم "الإنفلونزا الإسبانية" جميع أنحاء البلاد، أغلقت المدارس فى المدن فى جميع أنحاء الولايات المتحدة من أجل الحد من العدوى.
وقد ظلت المدارس العامة مفتوحة حتى خلال شهر أكتوبر 1918، أكثر الشهور فتكًا بالإنفلونزا، وعندما توفى حوالى 195 ألف أمريكى، وضع مسئولو الصحة فيى كلتا المدينتين رهاناتهم على برامج النظافة المدرسية القوية الجديدة والتفتيش الطبى، التى وضعها الإصلاحيون جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "هيستورى".
المدارس العامة كملاذات آمنة
في أواخر القرن التاسع عشر، انتشر الالتحاق بالمدارس العامة في الولايات المتحدة، حيث زاد إجمالى الالتحاق بنسبة 44% فى سبعينيات القرن التاسع عشر وحدها، واستمر التسجيل فى النمو على مدى العقود القليلة المقبلة، مدفوعًا إلى حد كبير بالزيادة فى إجمالى عدد سكان البلاد، وبحلول عام 1918 كان عدد الأطفال الأمريكيين الملتحقين بالمدارس العامة أكثر من أى وقت مضى.
وشهدت معدلات الحضور أيضًا تحسنًا مطردًا بعد خمسينيات القرن التاسع عشر، حيث أصدرت ولاية تلو الأخرى قوانين الحضور الإلزامى عندما سنت ولاية ميسيسيبي قانون الحضور الإلزامى فى عام 1918، كان لدى جميع الولايات الأمريكية مثل هذه القوانين.
لكن بالنسبة للمصلحين الاجتماعيين والتعليمين، لم يكن كافياً أن يذهب الأطفال إلى المدرسة - فقد احتاجوا أيضًا إلى البقاء آمنين وصحيين عند وصولهم إليها، وتم تجديد المدارس وإعادة تنظيمها للسماح بتهوية أفضل في الفصول الدراسية وضمان الحصول على مياه الشرب العذبة، وابتداء من تسعينيات القرن التاسع عشر، أطلقت العديد من المدن برامج الفحص الطبى، حيث قام الأطباء بزيارة المدارس للتحقق من صحة الطلاب وتحديد أى أمراض، من قمل الرأس إلى السل.
وفى عام 1902، كانت "لينا روجرز" أول ممرضة مدرسية فى البلاد، عندما تم تعيينها لتحسين صحة الطلاب وحضورهم فى أربع مدارس في مدينة نيويورك، وانخفض التغيب بنسبة 90% في غضون ستة أشهر من وصولها إلى الوظيفة، وبحلول عام 1914، وظفت مدارس المدينة ما يقرب من 400 ممرضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة