قررت نيابة الأقصر التحفظ على 4 أشخاص عقب ضبطهم أثناء تنقيبهم عن الآثار بداخل قصر أنداروس باشا المقام على أطلال معبد الأقصر، لحين الانتهاء من جمع التحريات حول الواقعة بمعرفة ضباط إدارة شرطة السياحة والآثار بالمحافظة، حيث أنكر المتهمون بواقعة التنقيب عن الآثار بداخل قصر أندراوس باشا التاريخى المقام على أطلال معبد الأقصر، التهم الموجهة إليهم من جانب النيابة العامة، بالحفر والتنقيب خلسة عن الآثار، بقصد بيعها والاتجار فيها، وفقًا لقانون العقوبات بموجب المادة 41 من القانون.
وقال المتهمون أمام رجال النيابة وبينهم سيدة أنها حصلت على حكم قضائي بالتمكين في يونيو الماضي، وكان داخل القصر معها إبنها وعامل وحارس للقصر، وأن رجال الشرطة هم من إكتشفوا مكان الحفرة العميقة التي عثر عليها بداخل غرفة بالطابق الأول من القصر، وأنهم لم يلحظوها من قبل، وأنهم فوجئوا بوجودها، مؤكدين على أن القصر ظل مغلقًا لسنوات طويلة، وزاره الكثير من الورثة خلال السنوات الماضية، لذا فإنه من المحتمل أن يكون أحد الأشخاص استغل ذلك وقام بالحفر والتنقيب عن الآثار بداخل القصر.
وبعد سماع أقوال المتهمين فى الواقعة أمرت نيابة بندر الأقصر، بالتحفظ على 4 أشخاص، على إثر ضبطهم أثناء تنقيبهم عن الآثار بداخل قصر أنداروس باشا المقام على أطلال معبد الاقصر، لحين الانتهاء من جمع التحريات حول الواقعة بمعرفة ضباط إدارة شرطة السياحة والآثار بالمحافظة.
وكان قد نجح رجال شرطة السياحة والآثار بمديرية أمن الأقصر، فى إحباط محاولة للتنقيب عن الآثار أسفل قصر أندوراس باشا التاريخي بمعرفة عدد من ورثته، وتم ضبط 4 متهمين بينهم سيدة من الورثة وإبنها، وجارى التحقيق معهم فى الواقعة، بعد بلاغ من مفتشى معبد الأقصر، حرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى رجال شرطة السياحة والآثار بمديرية أمن الأقصر، إخطاراً من مفتشى معبد الأقصر يفيد بوجود نواتج أعمال حفر خلف قصر أندوراس التاريخى بكورنيش النيل، مما آثار حفيظتهم وشكوكهم حول وجود عمليات تنقيب عن الآثار داخله، وعلى الفور إنتقلت قوة من رجال شرطة السياحة والآثار بمعرفة كل من المقدم حسام الدين محمد علي، رئيس مباحث شرطة السياحة والآثار، ووكيل النائب العام لمعاينة القصر والتأكد من البلاغ، وبمعاينة القصر تبين وجود حفرة 6 أمتار أسفل القصر من ناحية المعبد، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ونجح رجال شرطة السياحة والآثار بالأقصر، بعد معاينة القصر والموقع فى ضبط 4 أشخاص بينهم سيدة من ورثة القصر وإبنها وعامل وحارس، وتم تحرير عن ذلك المحضر رقم 8636 لسنة 2020 إدارى قسم شرطة الأقصر، وجارى التحقيق مع المتهمين بمعرفة رجال النيابة العامة.
وكان قد رصد "اليوم السابع" التاريخ الكاملة لقصر "يسى أندراوس" أشهر وأغلى منزل فى جميع أرجاء محافظة الأقصر، حيث ظل قصر "توفيق باشا أندراوس" الواقع فوق معبد الأقصر فى الواجهة المطلة على النيل مباشرة، مكان يحيطه الغموض لسنوات طويلة خاصة بعد قيام ثورة 1952م، ورحيل معظم أفراد عائلة يسى أندراوس شقيق توفيق باشا اندراوس عن المنزل المجاور لمنزل توفيق أندراوس، فى حين ظللن بنات توفيق فى القصر رافضات الرحيل عنه، ويبلغ سعر القصر الذى طلبه الورثة لبيعه للمتقدمين للشراء حوالى 75 مليون جنيه.
وحتى الفترة الأخيرة كان لا يتم السماح بدخول القصر إلا للقليل، حيث إنه ذو شهرة كبيرة بالمحافظة، ويتناوله أهالى الأقصر بالعديد من الحكايات عن التحف والمقتنيات الأثرية الموجودة به، ومنها قصة سيارة جميل بك، ابن توفيق باشا انداروس، وهى من أوائل السيارات التى شاهدها الناس بالأقصر، ويقال إنها مطلية بماء الذهب وبعد وفاته قامت أخواته البنات بإدخال السيارة إلى داخل البيت فى قلب حجرة أخيهم.
وكان يسكن داخل القصر بنات توفيق باشا الثلاث (جميلة ولودى وصوفى) اللاتى ظللن آنسات حتى وفاتهن جميعًا لرفضهن الزواج، وعندما تمر بجانب القصر لا تجد فيه أى علامة من علامات الحياة أو وجود اشخاص يعيشون به، وكان الغريب فى الأمر أنه فى الأسبوع الأخير قبل مقتلهن شوهدت لودى وصوفى فى المدخل الصغير أمام البيت وهن يجلسن بحثا عن دفء الشمس والغريب أن هذا حدث أكثر من مرة فى أسبوع واحد، وهو أمر غير معتاد منهن، بل إن هناك من شاهدهن وهن يتحدثن مع عدد من السائحين والمارة فى الشارع وسائقى الحنطور الموجودين فى هذه المنطقة بشكل كبير، بل إن أحد الشهود قال إنه شاهد أحد سائقى الحنطور يجلس معهن فى شرفة المنزل فى الطابق الأول.
والغريب فى الأمر أنه على الرغم من قيام صاحبات البيت بعد حاث السرقة بوضع بوابة حديدية على مدخل المنزل، وكان هناك خيط آخر لابد من البحث فيه، وهو مستأجرو الأراضى الزراعية، فأبناء توفيق باشا ورثوا عن والدهم ما يزيد على الـ200 فدان منها 39 فدانا بالعوامية وجزيرة الموز الشهيرة و150 فدانا فى المدامود والزينية، والعلاقة بين بنات اندراوس ومستأجرى الأراضى، على حسب ما أكد أحد المقربين منهم علاقات طيبة جدا، على الرغم من تأخر المستأجرين كثيرا فى سداد الإيجار لدرجة أن أحد المستأجرن لدية مديونية تزيد على المليون جنيه، إلا أن هناك بعض المعلومات الخاصة بوجود بعض المشكلات مع عدد من المستأجرين لتزداد دائرة الاشتباه فى هذا الخيط.
أما القصر، الذى يعد حتى الآن هو الشاهد الوحيد على الجريمة، فكان أيضا شاهدا على العديد من الاحداث التاريخية، فإذا نظرنا إلى قصر توفيق اندراوس أو بيت الأمة أو بيت الأقصر الكبير، كما أطلقت عليه الأديبة فوزية أسعد فى روايتها الشهيرة "بيت الأقصر الكبير" نجد أنه تحول عام 1921 إلى مكان دولى ممنوع الاقتراب منه من أجل استقبال الزعيم الوفدى سعد زغلول.
وتعتبر عائلة اندراوس باشا بالأقصر من أثرى العائلات ذائعة الصيت منذ زمن، حيث إن توفيق باشا أندراوس هو أحد رجال الحركة الوطنية المصرية خلال ثورة 1919 ونائب الأقصر لثلاث دورات بمجلس الأمة ولم تنتخب الأقصر نائبًا غيره فى تلك الفترة، وأحد الأصدقاء المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول باشا، والذى زاره فى قصره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة