نددت صحيفة الرياض السعودية بالوضع اللبنانى المتأزم منذ كارقة مرفأ بيروت، وكتبت فى افتتاحيتها تحت عنوان "لبنان.. جحيم اللادولة": إذا كان ثمّة وصف يمكن إطلاقه على الوضع المتأزّم والمتفجّر في لبنان؛ فلا أبلغ ولا أدلّ من وصفه بـ»جحيم اللادولة»، فحالة الفوضى العارمة في جميع مفاصل الدولة، وحالة السخط الشعبي الذي بلغ ذروته بعد أن تعرّض لبنان لانفجار مروّع دمّر ميناء عاصمته وواجهتها، مصحوباً بضحايا ووفيات وجرحى بالآلاف فضلاً عن المفقودين الجاري البحث عنهم وسط أشلاء ودماء في حدث مرعب لم تشهده بيروت في تاريخها.
ووفقا للصحيفة :كل هذا يحدث دون الوصول للفاعل الحقيقي وسط تقاذُف كرة الاتهامات بين المسؤولين والتنصّل التام والهروب من المسؤولية واستحقاقاتها فضلاً عن الوضع المريب في حالة التوجس وعدم الترحيب من المسؤولين بالتحقيق الدولي ما يثير تساؤلات حول أيدٍ خفيّة تقف خلف الانفجار الكارثي الذي فجعت به بيروت.
وتابعت الصحيفة السعودية: الانفجار المروع الذي استخدم فيه 2750 طنّاً من نترات الأمونيا أحدث حالة من التفجّر الشعبي والسخط على جميع المستويات سواء من خلال التظاهرات في الشوارع وما تبعها من استقالات لبعض المناصب تنبئ عن حالة عدم الرضا؛ ولم يعد المواطن اللبناني قادراً على الوثوق بالوعود والتطمينات التي يصرفها المسؤول على اختلاف موقعه ومسؤولياته؛ فالاحتقان الذي تراكم عبر سنوات وما صاحبه من استشراء للفساد والفوضى وبث الفرقة وترك مقاليد الأمور السياسية وتصريفها رهناً بحزب لا يملك من الموثوقية ولا من السجل الشرفي تجاه الشعب اللبناني ما يجعل وجوده فضلاً عن تدخلاته وأعماله التخريبية السافرة مصدراً حقيقياً لاستمرار حالة الفوضى والتشرذم التي يغذيها الفساد والأطماع.
وأضافت: لعل المتابع الحصيف للمشهد اللبناني يدرك بجلاء وسهولة أنّ تفاقم الوضع وتأزّمه وحالة اللاثقة واللايقين التي يعيشها الشعب اللبناني تجاه مسؤوليه وصلت إلى حد الاقتناع بأن لا حلّ لمشكلاته ولا عودة لرخائه واستمرار الحياة الطبيعية فيه في ظل وجود حكومة ظلّ تأتمر بأمر ولاية الفقيه الذي عاث في لبنان فساداً، ولم يجن من هذا الارتهان سوى الخواء والضياع والرعب والدمار.
واختتمت: وضع وواقع مأساويان يأسف لهما الشارع العربي في بلد كان قبلة للثقافة والتنوير والفكر التقدمي وتصدير الإبداع. هذا السخط وعدم الرضا اللذان يعيشهما الشارع اللبناني بأطيافه كافة وعدم قناعته حتى بقبول وصول المساعدات للحكومة مؤشر خطير وصادم يعكس حالة انعدام الثقة بين الشعب والحكومة اللبنانية؛ ولا غرابة في ذلك، فالأحداث والوقائع المروعة التي بات يعيشها اللبنانيون خلقت لديه مناعة وقناعة راسختين بأن لا سلام ولا تسامح ولا استقرار ولا أمن ما دامت دفّة البلاد تدار من خارجه وفق أجندات وحسابات لا تضمر للبنان سوى الشّر والتشرذم والضياع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة