احتفلت ليبيا مساء أمس بالذكرى الـ80 لتأسيس الجيش الليبى، أمام النصب التذكارى الذى أقيم العام 1956 فى منطقة "أبورواش" بالجيزة، والتي شهدت نواة تأسيس الجيش الليبى لمقاومة الاحتلال الإيطالى.
وتحدث المشاركون فى المؤتمر، عن الأزمة الليبية ودور مصر فى حلها، ورغبة الأتراك في عرقلة المفاوضات والاستفادة من الوقت لبناء قواعد عسكرية، وجلبهم الآف المرتزقة من السوريين و الصومالين، للاستيلاء على ثروات وموارد ليبيا.
قال عبد الهادى الحويج وزير الخارجية الليبي في الحكومة المؤقتة، إن الأتراك يحاولون ممارسة سياسة البلطجة والعربدة والاستيلاء على ثروات وموارد الليبيين ولكننا لن نستسلم لتلك البلطجة، ولن يسمح لهم القانون والتشريعات والجيش والحكومة ومجلس النواب وكل أصدقاء ليبيا بذلك، مشيرًا إلى رغبة الجميع أن يكون البحر المتوسط فضاء السلام والمحبة وليس لجلب المرتزقة لأنهم قنابل موقوتة لا تهدد ليبيا فقط، وإنما تهدد أوروبا لها، بعد أن جلبتهم تركيا فى تحدى للمجتمع الدولى.
وأكد الحويج، أن إعلان القاهرة يتحدث عن الثوابت الليبية، ونحن نلتزم بها لأنها مبادرة ليبية وليست مصرية وقد تم الإعلان عنها في مصر، كما تم الإعلان من قبل عن تأسيس الجيش الليبى في القاهرة، بما يدل على قوة العلاقات الأخوية الممتدة بين البلدين.
ورد وزير الخارجية الليبيى، على تساؤل حول شرط إبعاد المشير حفتر عن مفاوضات السلام، مؤكدًا أن من يريد السلام، لا يفرض شروط مسبقه ، والمشير حفتر هو قائد عام للقوات المسلحة، وهو منتخب ومعين من مجلس النواب والسلطة التشريعية والشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد، وبالتالي المشير حفتر شرعيته من الشعب الليبي ومجلس النواب .
وتحدث الحويج، عن أن القوات المسلحة الليبية لطالما دافعت عن الشعب الليبيى، حين كانت تقطع الرؤوس فى درنه وبنى غازى ، والقوات مسلحة عبدت طريق السلام بالدم بأرواحها وشبابها وبالجرحى الموجودين إلى الآن في المستشفيات .
وقال الحويج، أن القوات المسلحة موجودة من أجل ليبيا دولة موحدة ومستقرة ومن أجل أن يحتكم لليبيين، مؤكدُا أن المشير حفتر لم يأتي ليحكم والمؤسسة العسكرية دورها هو حماية الحدود وصون كرامه المواطن فقط .
وأكد أنه لن يكون هناك حل مقترح في ليبيا إلا بعد أن تكون هناك منطقة منزوعة للسلاح في العاصمة طرابلس ومن كامل ليبيا ، و لن يكون هناك حل إلا بنهاية الميليشيات وبجمع 21مليون قطعه سلاح من المليشيات، وبعدها الذهاب إلى مصالحه شاملة وتنازلات من كل الأطراف وخاصة الأطراف السياسيه.
فيما أكد اللواء أحمد المسمارى المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبى، إن الهدوء الحذر الآن يطغى على المنطقة في كافة محاور القتال، منتظرين تطورات ونتائج إعلان القاهرة فى ليبيا.
وأشار المسمارى إلى أن إعلان القاهرة مبنى على رؤية حقيقة لحل الأزمة الليبية وصدق النوايا للحل وهو أقرب إلى الثقافة الليبية، وهذه المبادرة ترمم الثقة بين الشعب الليبى التي استطاع العدو أن يضربها.
و أكد المسمارى على أن المفاوضات مبينة على مبادرة القاهرة وبرلين، وهذه فى أيدى المجتمع الدولى وأشقاء مصر ونحن كعسكريين توقفنا فى هذا الخط وننتظر الأوامر.
وقال أحمد المسمارى، المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، إن الأتراك لازالوا يصعدون الوضع فى ليبيا نحو التأزم، وينقلون آلاف المرتزقة ولا يريدون وقف إطلاق النار، ولكن يريدون الوقت تحت غطاء المفاوضات، مشيرا إلى أن تركيا سيطرت على عدد من المدن وحولتها إلى قواعد عسكرية.
وأكد المسمارى، أن الخطوط الحمراء غرب سرت وخط الجفرة محمية، والجيش الليبى مستعد وجاهز لتنفيذ أوامر بعد إعادة الترتيبات والهيكلات العسكرية. وأشار المسمارى، إلى أن الموقف العسكرى الحالى فى ليبيا، يحترم مبادرة جمهورية مصر لوقف إطلاق النار، فى إطار الهجوم مستدركا: قمنا بعمليات فى إطار الدفاع وهذا حق شرعى.
وتحدث عن الوضع من الناحية السياسة، قائلا: لا نريد حلا فيه طرف تركى أو إرهابى، ولا بد من خروج تركيا من المشهد الليبيى عسكريا وسياسيا، وحل الميليشات وجمع السلاح، ومحاربة التكفيرين وخروج المرتزقة السورية والصومالية.
وأكد المسمارى، أن مصر السند الحقيقى للشعب الليبيى من وقت الاحتلال التركى وحتى الآن، وتتحمل حاليا وزر الأزمة الليبية بفعل الحدود والمجاورة والمصير المشترك الواحد.
وأقيمت الاحتفالية، بحضور سليمان وهدان وكيل مجلس البرلمان المصرى، والنائب مصطفى بكرى، وعددًا من نواب المجلس الليبيى والجيش الوطنى الليبى، وعرضت الاحتفالية، مقطع فيديو يظهر العلاقات المصرية الليبية، وكيف حقق الجيش الليبيى مبتغاه بتحرير ليبيا من الغزاة الايطالين ، واستعادة كل المناطق التى سيطر عليها المحتل، وبدأ بعد ذلك فى بناء مؤسسته العسكرية بالتدريب والتسليح حتى صار جيشا قويا بكل أركانه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة