ظهرت خلال الأسابيع الماضية بعض التباشير عن تراجع الإصابات بفيروس كوفيد 19، وبدأت دول العالم تستعد لمرحلة من الانفتاح لتعويض الخسائر من التوقف، حتى عاد الفيروس ليطل بوجهه من جديد، حاملا المزيد من الغموض والرعب، وعادت الإصابات للتصاعد فى أوروبا وأمريكا، وحتى الدول التى لا تواجه إصابات مرتفعة مثل مصر، فقد تراجعت أرقام الإصابات اليومية المسجلة، لكنها عادت للارتفاع بما دفع الجهات الصحية والوقائية إلى التحذير من التخلى عن الإجراءات الاحترازية.
وبالرغم من أن أعدادا من مستشفيات العزل سجلت صفر إصابات، لكن وزارة الصحة أكدت على أهمية التمسك بالإجراءات، خوفا من تصاعد قد يصل إلى معدلات غادرتها مصر من شهر.
أوروبيا، هناك حديث عن موجة ثانية، فى إسبانيا أصدرت جميع دول شنجن توصيات ضد السفر إلى مناطق معينة من إسبانيا، بسبب تفشى فيروس كورونا بشكل كبير، ووفقا لصحيفة الموندو، فقد تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا فى إسبانيا الـ316 ألفاً وأكثر من 29 حالة وفاة. ونفس الأمر فى إيطاليا والمانيا وبريطانيا، وحتى الصين سجلت عشرات الإصابات، وحسب اللجنة الوطنية للوقاية، بلغ إجمالى الإصابات فى الصين 84668 ولا يزال عدد الوفيات عند 4634.
فيما يستمر تصاعد الإصابات بشكل لافت فى البرازيل، وتجاوز عدد الإصابات 3 ملايين، والوفيات تجاوزت 110 آلاف، وتحتل البرازيل المركز الثانى فى العالم بعد الولايات المتحدة.
أدى تخفيف العديد من الدول إجراءات الحجر الصحى إلى ارتفاع جديد فى عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، مما فتح الباب أمام الحديث عن «موجة ثانية»، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من التهاون فى مواجهة الفيروس أو التهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
لقد ظل الحديث عن موجة ثانية من هجمات الفيروس قائما، واعتبر بعض الخبراء أن ظهور إصابات جديدة وتصاعدها فى أوروبا ودول أخرى موجة جديدة للفيروس، بينما يختلف العلماء بشأن وصف
«الموجة الثانية»، فمنهم من يقول: إن ارتفاعا جديدا فى معدل الإصابات يعنى بالضرورة «موجة ثانية»، فيما يرى آخرون أن الأمر يتعلق بالإجراءات الاحترازية، وأن الموجة مستمرة لأن الفيروس نفسه لم يختلف، وإن كان قد تراجع، فإن عاد مع التهاون فى الإجراءات، فسوف يتصاعد ضمن نفس الموجة.
وتقول لورين ليبورث، عالمة الأوبئة فى المركز الطبى بجامعة فاندربيلت لواشنطن بوست: ما زلنا فى الموجة الأولى، ومع تخفيف القيود، ستظهر حالات جديدة.
ويرى ديفيد ويبر، عالم الأوبئة فى المركز الطبى بجامعة نورث كارولينا: إن القول بموجة جديدة لا يمكن إعلانه إلا بعد أن تصل الإصابات إلى الصفر، وهو ما لم يحدث.
واستمرت توقعات من علماء الأوبئة أن يكون لقاح كورونا جاهزا بحلول عام 2021، لكن استمرت الشكوك حول ظهور اللقاح، خاصة وقد جاء تصاعد الإصابات وسط تراجع للحديث عن قرب إنتاج اللقاح، وبعد أن ظهرت أخبار مبشرة من الصين وروسيا وأوروبا وأمريكا عن اللقاح، تراجعت الأخبار وعاد الغموض، ليلف الأمر فى تكرار رتيب لأخبار تنتشر ثم تتراجع بشكل أقرب للعبة دعائية.
نفس التضارب حول اللقاح، يستمر حول الفيروس ومستقبله، وما إذا كان سيتحول إلى أحد الفيروسات المقيمة فى العالم مثل فيروسات الأنفلونزا، لا تختفى ولا تتجاوز حدود وفيات محددة، لكن أنباء مثيرة للقلق خرجت من الصين، تقول: إن فيروس كورونا يترك آثارا مدمرة لللرئة لدى 90% من المصابين.
كل هذه التفاصيل تشير إلى أن فيروس كورونا لا يزال يشكل خطرا، وأن التباعد والالتزام بالإجراءات الاحترازية لا يزال هو الطريق المضمون لتجاوز مرحلة الإصابات، خاصة أن شهور الخريف والشتاء تمثل أزمة مع ظهور الأنفلونزا العادية، التى سوف تمثل عنصر ارتباك فى التعامل مع فيروس كورونا.