كان الفنان الكبير نور الشريف يمثل حالة خاصة فى الإبداع، يتمتع بقدرات فنية هائلة، يمكنه من خلالها تقمص أى شخصية والتشبع بها وبملامحها وصفاتها وتجسيدها بعبقرية شديدة، وهكذا فعل فى معظم أدواره، ليصل بصدقه وفنه إلى قلب وعقل المشاهد ويرسخ فى وجدانه.
وفى نهاية حياة الفنان الكبير نور الشريف الذى تحل ذكرى رحيله الخامسة اليوم، حيث رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 11 أغسطس من عام 2015 تحدث فى أحد البرامج عن عدد من أعماله ومشاهده التى يعتز بها.
وقال الفنان الكبير وقد بدت عليه آثار المرض إنه يرى أن مسلسل عمر بن عبد العزيز هو أهم عمل قدمه على الإطلاق على مدار تاريخه الفنى.
وتحدث نور الشريف عن المشهد الأخير من المسلسل بتأثر شديد حتى كاد يبكى، قائلا: "والله لما بشوف مشهد الوفاة عندما يذاع بابقى مندهش، مين ده، مهما كنت دارس، مهما كنت موهوب وعندى خبرة، أرى أن مشهد النهاية فى مسلسل عمر بن عبد العزيز فيه لحظة تنوير ربانى، فى اللحظة التى يرى فيها عمر بن عبد العزيز جده عمر بن الخطاب وكل الصحابة اللى سبقوه وهو فرحان أنه هيروح لهم"
وتابع: "فى المشهد أنا فاتح عينى والدموع نازلة، وفى فن التمثيل لما تكون الدموع عصية الفنان بيضغط على عينه شوية علشان الدموع تنزل، لكن فى المشهد ده أنا عينى مفتوحة والدموع تنساب مش عارف إزاى، بجد لحظة تنوير ربانى"
وتحشرج صوت الفنان الكبير نور الشريف وهو يتحدث عن هذا المشهد قائلاً: "الأعمار بيد الله وأتمنى يوم ما أموت يذيعوا المشهد ده".
ويظهر فى هذا المشهد عمر الشريف مجسدًا شخصية عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين وهو يحتضر مرددًا الأية الكريمة من سورة القصص: "تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا فى الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين.. صدق الله العظيم"