لفت معدن الذهب النظر إليه بعد الارتفاع الكبير الذى شهده خلال الفترة الأخيرة، وقد عرف الذهب أهميته منذ العصور القديمة، وعثر الإنسان القديم على الذهب فى الطبيعة واقتناه لما له من خواصٍ مميّزة من لمعان وسهولة فى المعالجة وعدم الاهتراء والتآكل، إضافة إلى ندرته وثقل وزنه وقدرته على تشكيل السبائك؛ كلّ تلك العوامل رفعت قيمة الذهب بمرور الوقت، وتسبب قيمة هذا المعدن النفيس فى قيام الحروب، والقيام بمذابح دموية، سقطت على أثرها الحضارات.
الذهب
فمن أجل الذهب قضى الإسبان على حضارة الإنكا القديمة فى بيرو؛ فقد تنصل بيزارو من أى بعثة لتحويل الوثنيين إلى المسيحية، وقال ببرود وببساطة: "لقد جئت لحرمانهم من ذهبهم" ومن أجل حب الذهب، لقى مستوطنو العالم الجديد فى القرن التاسع عشر مصرعهم فى الغرب الأمريكى.
سعى الإسبان فى الأرض فسادا، نهبوا المعابد، دمروا الحضارة (حضارة الآزتيك والإنكا والمايا)، وأجبروا السكان المحليين على العمل بالسخرة فى مناجم الذهب والفضة فى ظروف قاسية دفعت الكثير منهم إلى الانتحار خلاصا من العذاب، خلال تلك الفترة تم إبادة ملايين الهنود الحمر نتيجة قسوة ظروف العمل فى المناجم، تشير التقديرات إلى أن واحدا فقط كان يخرج حيا من بين كل 8 أشخاص عملوا فى المناجم.
فقد قاموا باستعباد السكان المحليين للعمل فى المناجم لزيادة ثرواتهم، فى نهاية القرن السادس عشر، كان الإسبان يشحنون سنويًا فى البحر ما يعدل 300 مليون گرام من الفضة، ومليونى گرام من الذهب. لم يشعروا بأدنى قدر من تأنيب الضمير لطريقة تعاملهم مع السكان المحليين، فبالكاد كانوا يعتبرون هؤلاء "المتوحشين، الهمج" بشرًا.
واتجهت إسبانيا لشن عدد من الحملات العسكرية ضد السكان الأصليين فى سعى منها لتأسيس إمبراطوريتها بالمنطقة، وفى تلك الأثناء، سعى "الكونكيستدور" الإسبان لخوض مغامرة السفر نحو أمريكا الجنوبية والعودة لوطنهم محملين بالذهب والغنائم التى خبرهم عنها المستكشفون.
وبهذا الخصوص يقول بعض المؤرخين أن سكان حضارات أمريكا الجنوبية، كانوا يمتلكون الذهب بوفرة، لدرجة أنهم كانوا يزينون بيوتهم بالذهب، فضًلا عن مناجم الذهب والفضة الموجودة فى منطقة بوتوسى فى بوليفيا حاليًا، الأمر الذى فتح شهية الغزاة الإسبان.
بحسب عدد من التقارير، فحين دخل الإسبان إلى "العالم الجديد" تحت قيادة كولومبوس للمرة الأولى، كان الهنود يخرجون لاستقبالهم عند مداخل المعابد ويشعلون ناراً ويلقون فيها الذهب، لأنهم كانوا يظنون أن المسيحيين القادمين إلى أراضيهم هم أبناء الشمس، لكن أبناء الشمس أولئك لم يحتفوا بالهنود بالطريقة ذاتها، فقد سلبوا أراضيهم وذهبهم، وحينما حاول الهنود المقاومة، أخضعهم جنود كولومبوس بقوة السلاح وقتلوا واغتصبوا آلافاً منهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة