قال الرئيس السورى بشار الأسد، إن قانون قيصر الذى فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا عنوان لمرحلة جديدة من التصعيد فى المنطقة، موضحا أن قانون قيصر ليس حالة منفصلة ومجردة لنتساءل عنه بشكل مجرد، بل هو جزء من حالة حصار كانت تتصاعد بشكل مستمر، وأضاف الرئيس السورى، خلال كلمته بمجلس النواب السورى، ونقله موقع روسيا اليوم، أن قانون قيصر فيه شيء من الضرر الإضافى والكثير من الحرب النفسية، متسائلا: "لماذا صدر القانون بهذا التوقيت؟.. كلما فشل الإرهابيون كان هناك تصعيد والجانب الآخر هو تحفيز الإرهابيين".
واستطرد الرئيس السورى: "لماذا ترافق قانون فيصر مع حرق المحاصيل فى المنطقة الشرقية؟"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تحتاج للإرهابيين فى المنطقة وفى مقدمتهم داعش وأرادوا من قانون قيصر التعبير عن دعمهم للإرهابيين.
وتابع بشار الأسد: "المضحك أن الأمريكان يطلقون على عقوباتهم بالعقوبات الذكية.. القراصنة وقطاع الطرق عبر التاريخ كانوا أيضا يطبقون العقوبات الذكية"، لافتا إلى أن الرد العملي على الحصار يكون بزيادة الإنتاج، مبينا في السياق أنه إذا انتظرنا تغيّر الظروف، لن يكون هناك أية نتائج.
وتعرض بشار الأسد الرئيس السورى لفقدان الوعى عدة دقائق أثناء إلقائه الكلمة أمام البرلمان السورى، وذكر التليفزيون الرسمي السورى، أن الرئيس بشار الأسد أصيب بانخفاض في ضغط الدم لبضع دقائق أثناء إلقائه كلمة أمام البرلمان ثم استأنف كلمته بشكل طبيعي.
وقال الرئيس السوري إن الحرب التي تشهدها سوريا غير التقليدية اعتمدت على الجانب النفسي بهدف تحطيم المعنويات، مسطردا: إذا كانت الحرب تفرض نفسها على جدول أعمالنا، فذلك لا يعني أن تمنعنا من القيام بواجباتنا، وإذا كان الدمار والإرهاب يفرضان العودة إلى الوراء بشكل عام، فهذا لا يمنعنا من التقدم إلى الأمام فى بعض القطاعات لنكون في وضع أفضل مما كنا عليه قبل الحرب.
وقال بشار الأسد: لا أعتقد أن هناك شخصا يملك الحد الأدنى من الوطنية، يقبل بالطروحات الإنهزامية اليوم بعد كل تلك التضحيات، فأجساد الجرحى ودماء الشهداء ليست بالمجان، بل لها ثمن، وثمنها الصمود ومن ثم الانتصار.
وأوضح الرئيس السوري، أن المنافسة في انتخابات مجلس الشعب كانت حقيقية، ولم نشهدها سابقا، مؤكدا أنها حراك وطني، متابعا: الانتخابات التي خضتموها مختلفة، والدليل الضجيج الذي اثير حولها وما بعدها، وسمعنا الكثير من الانتقادات حول انتخابات مجلس الشعب وقد يكون جزء منها صحيحا، لكن الإيجابية الأهم أن نرى مشاكلنا بشكل صادق.
واستطرد بشار الأسد: الدرس الذى استخلصناه هو أن نبدأ الحوار من أجل أن نصل إلى ضوابط، وهذه الضوابط هي من تحد من التصرفات الخاطئة، لافتا إلى أن مجلس الشعب هو الجسر الأهم بين المواطن والسلطة التنفيذية، موضحا أن لمجلس الشعب دور محورى في الحوار، موضحا أن العلاقة مع السلطة التنفيذية دستورية وتتلخص في الرقابة والمحاسبة، لكن الرقابة تبقى قاصرة إن لم ترتبط بفهم كل تفاصيل الخطط التي تطرحها السلطة التنفيذية وهذا الفهم مرتبط بالحوار.