تتأهب أوروبا من جديد لاستقبال الموجة الثانية من فيروس كورونا فى ظل ارتفاع عدد المصابين فى الدول الأوروبية، حيث تعد القارة العجوز وفقًا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، المنطقة الثانية التى تضم أكبر عدد من الحالات فى العالم ويصل عددهم 3.6 مليون إصابة، بعد الولايات المتحدة الامريكية التى سجلت 10.8 مليون إصابة، والزيادة في الإصابات واسعة الانتشار.
وتستعد أوروبا لاستقبال الموجة الثانية من الوباء مما يهدد بعواقب اقتصادية وصحية واجتماعية، جعلت العديد من الدول الأوروبية تستعد للاغلاق مجددا.
فى روسيا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لا تتوقف الزيادة فى الإصابات، بينما تعانى المملكة المتحدة من آثار اقتصادية مدمرة، وأعلنت السلطات الإيطالية مساء أمس الاربعاء عن 10 حالات وفاة جديدة بسبب وباء كورونا، بعد أن كانت 4 حالات وفاة فى اليوم السابق، كما تم تسجيل 481 إصابة بعد 412 المعلنة اليوم السابق.
وعزت السلطات الارتفاع الجديد فى الإصابات إلى تسجيل حالات إيجابية لمواطنين إيطاليين عادوا إلى البلاد بعد قضاء عطلتهم الصيفية فى إسبانيا واليونان ودول البلقان، فضلا عن عدم التزام الشباب بإجراءات التباعد في صالات الرقص.
ووصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في إسبانيا إلى 329 ألفاً و784 حالة حتى الساعة السابعة والنصف صباح اليوم الخميس بتوقيت مدريد، بحسب بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرج للأنباء.
وأشارت البيانات إلى أن عدد الوفيات في إسبانيا جراء الفيروس بلغ 28 ألفا و579 حالة. وتعافى 150 ألفاً و376 شخصاً من المصابين حتى الآن.
وسجلت ألمانيا أكبر زيادة يومية في حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث تكافح الدول الأوروبية لاحتواء ارتفاع حالات الإصابة.
وأظهرت أحدث الأرقام الرسمية ارتفاعا بأكثر من 1200 حالة في ألمانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وقال وزير الصحة الألماني، ينس سبان، إن أحد أسباب الزيادة هم الأشخاص العائدون من العطلات خارج البلاد، جاء ذلك في الوقت الذي حذرت فيه ألمانيا من الرحلات غير الضرورية إلى أجزاء من أسبانيا.
وقالت وزارة الخارجية، إنها أضافت تحذيرا جزئيا، على موقعها الإلكتروني، من السفر إلى العاصمة الإسبانية مدريد ومنطقة الباسك يوم الثلاثاء وسط تزايد الإصابات هناك. وكانت الوزارة قد حذرت مسبقا من السفر إلى مناطق أراجون وكاتالونيا ونافارا الإسبانية.
وفى فرنسا فإن "الوضع يتطور في الاتجاه الخاطئ"، على حد تعبير رئيس الوزراء، جان كاستكس، بسبب الإصابات الجديدة ، ولكن قبل كل شيء ، بسبب الأعداد المرتفعة لدخول المستشفيات ، حيث تم إدخال 5012 شخصًا و391 في وحدات المستشفى العناية المركزة(ICU) .
وقالت السلطات فى روسيا إنه تم تسجيل 129 حالة وفاة و5102 اصابة جديدة تم رصدها فى 84 مقاطعة من اصل 85 مقاطعة ، وذلك خلال ال 24 ساعة الاخيرة.
وتجاوزت المملكة المتحدة ألف إصابة جديدة لليوم الثاني (ما مجموعه 314 ألفًا تقريبًا) وما يقرب من 80 حالة وفاة، لتتجاوز 46700.
وأدت الزيادة البالغة 12% في الإصابات في الأسبوع الماضي في بلجيكا إلى اتخاذ البلاد تدابير جديدة، مثل الاستخدام الإلزامي للأقنعة من اليوم في بروكسل، عندما يكون المواطنون في أماكن عامة أو في مناطق خاصة متاحة للجمهور.
ومن ناحية آخرى، رحب المجتمع الدولى بشئ من الدهشة بإعلان تسجيل اللقاح الروسى، والذى سيبدأ تقديمه فى نهاية الشهر الجارى وأوائل سبتمبر للفئات المعرضة للخطر، إلا أنه تعرض للعديد من الانتقادات الاوروبية، حيث يرى العديد من الخبراء انه متسرع ولا جدوى له، ورد وزير الصحة الروسى ميخائيل موراشكو "شكوك زملائنا الاجانب لا أساس لها من الصحة".
وقال مسؤول الصحة الألماني، ينس سبان، إنه يرى ذلك "مع الكثير من الشك"، من بين أمور أخرى، لأنه لم يتم إجراء دراسة سريرية بدونها "قد يكون من الخطير البدء في التطعيم في وقت مبكر جدًا" لملايين ، إن لم يكن بلايين من الناس ".
وأجمع خبراء وعلماء فى مجال الأوبئة والفيروسات في أوروبا على وصف الإعلان الروسي عن أول لقاح ضد فيروس كورونا بـ"المقلق والمتسرع"، وقالوا إن روسيا فاجأت العالم دون جدوى، مشيرين في تصريحات وتعليقات متطابقة، إلى عدم "إمكانية الثقة بمثل هذا اللقاح في غياب معطيات كاملة حول التجارب وعدم كفاية مدة تجربته على البشر".
وقال فرانسوا باليو، الخبير في معهد الجينات في جامعة لوفان لا نوف (بلجيكا)، في وصف الإعلان عن اللقاح بـ "المتهور"، مضيفا "يعد طرح لقاح لم يتم اختباره بما يكفي أمراً مخالفاً للأخلاق".
وعبر الخبير البلجيكي عن خشيته بأن يؤدي هذا اللقاح في حال تداوله على نطاق واسع إلى آثار ضارة على الصحة العامة، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية.
من جانبه، يحذر آيفر علي، الخبير البريطاني في البحوث الدوائية من مغبة استعمال لقاح تم إصداره بسرعة كبيرة.
أما الخبير الألماني بيتر كريمسنر، فقد أكد ضرورة اجراء تجارب واسعة على البشر للتأكد من فاعلية اللقاح ومعرفة الآثار الجانبية المحتملة.
ويشير الخبراء والمختصون إلى أن عدم نشر معطيات عملية وعلمية كافية حول اللقاح، خاصة لجهة التصنيع وسلامة الردود المناعية والوقاية تطرح أسئلة جدية حول مصداقية وفائدة الإعلان الروسي.
من جانبها، دخلت المملكة المتحدة رسميًا في حالة ركود ، للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات ، بعد انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 20.4% بين أبريل ويونيو، وهو الربع الثاني على التوالي من الانكماش ، وفقًا لـ مكتب الإحصاء الوطني (ONS).
كل هذا معروف عندما تجاوزت المملكة المتحدة ألف إصابة جديدة لليوم الثاني (ما مجموعه 314 ألفًا تقريبًا) وما يقرب من 80 حالة وفاة، لتتجاوز 46700.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة