تقود التكنولوجيا صناعة الغزل والنسيج والملابس لآفاق أرحب من خلال خفض تكاليف الإنتاج بشكل كبير، بجانب القضاء تمام على ملوثات البيئة من خلال الحد بشكل كبير من عملية الصباغة، ومؤخرا نجحت استراليا فى زراعة قطن ملون بمعنى إنه يتم زراعة القطن فبدلا من خروجه باللون الأبيض يخرج بألوان أخرى يمكن التحكم فيها من خلال تعديلات على البذور مما يعد ثورة تكنولوجية فى صناعة الغزل والنسيج والملابس مما دعا عدد من خبراء الصناعة للمطالبة بتعميم تلك التجربة فى مصر تزامنا مع تطوير شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس بنحو 21 مليار جنيه .
يقول المهندس، وائل راتب خبير اقتصادى فى صناعة الغزل والنسيج لـ"اليوم السابع" إن نجاح هيئة العلوم الوطنية الأسترالية فى الوصول لاستزراع أقطان معدلة جينيا، لتصبح ملونة بألوان مختلفة من الأصفر الفاتح إلى البرتقالى إلى البنفسجى طبيعيا تمثل نقلة ثورية ليس فقط من الناحية الزراعية للقطن بالوصول لأصناف ذات قيمة اقتصادية كبيرة وذات قيمة مضافة مرتفعة جدا عند التشغيل وحسب، ولكنها أيضا تمثل نقلة كبيرة من حيث إنها خطوة للحفاظ على البيئة حيث سيتم الاستغناء عن الكثير من عمليات الصبغة وما تحتويه من أصباغ وكيماويات ملوثة للبيئة بشكل كبير.
يضيف وائل راتب "إن استطاعت مصر الوصول لعمل تجارب على هذه الأصناف بالاتفاق مع الجانب الأسترالى وباشتراك معاهد بحوث القطن لدينا على الأقطان المصرية، فإن هذا سوف يمثل قفزة اقتصادية فى زراعة القطن فى مصر.
بالإضافة لما يمثله من تغيير كبير فى عالم الموضة الخاصة بالملابس القطنية وكذلك صناعة الملابس من الناحيتين الاقتصادية والفنية.
وحول تأثير تلك النوعية من الأقطان على الصناعة، أشار راتب إنه يمكن أن تصل لتخفيض نحو ٥٠٪ من التكاليف حسب الصباغة والألوان المطلوبة، بجانب الاستفادة سوف تكون كبيرة جدا للمزارعين لارتفاع القيمة الاقتصادية للقطن الملون خاصة إذا استطعنا الدخول مبكرا بالقطن المصرى بما له من تميز فى هذا المجال
وكذلك للمصانع حيث سيتم اختصار جزء كبير من خطوط الإنتاج الخاصة بالصباغة، بالإضافة إلى الأثر البيئى بالاستغناء عن جزء كبير من المواد الملوثة للبيئة من اصباغ ومواد مساعدة.
أحمد الصاوى رئيس شركة مصر للغزل والنسيج وصباغى البيضا بكفر الدوار الأسبق أوضح لـ" اليوم السابع" أن تاثير زراعة هذه النوعية من الاقطان ستققل التكاليف بشكل كبير ولا سيما عملية الصباغة ، كاشفا أنه منذ سنوات عرض عليه عملي أجنبى نوعية من ذلك القطن وقال سيتحول العالم له خلال سنوات وهو ما تحقق بالفعل حاليا مما يمثل نقلة كبيرة للصناعة في العالم .
أشار ان القطن الجديد قطاعا لا يمكن الاستغناتء عن الصباغة بشكل كامل لكن القطن سيقلل من تكاليف الإنتاج وبالتالي يزيد من تنافسية المنتج محليا وعالميا مما يستدعى اهمية التحرك لمعرفة تطورات هذا الامر والدخول لزراعته بسرعة للاستفادة من التجربة ولتعظيم موارد الشركات التي تخضع لعميلات تطوير حاليا .
حسين شفتورة رئيس شركة الصباغة المحلة السابق يؤكد لـ" اليوم السابع" ان زراعة هذه النوعية من القطن الملون قد تقلل التكاليف بنحو 30% ولا سيما ان تكلفة الخامة نفسها تمثل نحو 60% من التكاليف ، لافتا ان الامر الأكثر إيجابية ان استخدانم هذه النوعية من الاقطان سوف تمنع تلوث البيئة بسبب مواد الصباغة وإلقاء بعض المواد الكيماوية في المياه.
أشار انه في حالة جودة الاقطان الملونة فإنها ستساهم في تقليل مراحل الإنتاج وترشيد العمالة ،وبالتالي خفض كبير في التكاليف مما ينعكس على رخص المنتج وبالتالي زيادة تنافسية المنتجات في مصر وخارجها وهو المطلوب الفترة الحالية والمقبلة لمنافسة دول شرق اسيا التي تستحوذ تقريبا على السوق العالمى من الغزل والنسيج والملابس .
ووفق المتاح من المعلومات فان العلماء يسعون إلى أن تكون ألياف القطن نفسها بدلا ماهى بيضاء تكون بألوان مختلفة يمكن التحكم بها حسب الاحتياج وبالتالى قد لا يصبح القطن فى المستقبل الذهب الأبيض يمكن أن يكون ألوانا أخرى، وهو ما نجح فيه علماء من استراليا حيث توصلوا لنتائج مذهلة فى هذا الاتجاه، مما يحول صناعة الغزل العالمية بشكل كبير بحيث يمكن الاستغناء عن الصباغة تماما مما يوفر كثيرا ويخفض تكاليف الصناعة ولا يضر بالبيئة .
ونجحت مؤسسة Csiro البحثية الاسترالية من ادخال عناصر جينية للقطن الأبيض لتلوينه.
يشار أن مصر جربت زراعة نحو 250 فدان من الاقطان فقصيرة النيلة شرق العوينات والتجربة حققت نجاحا حتى الان مما يبشر بامامينة زراعة القطن الملون من خلال التعاون بين مركز بحوث القطن ووزارة الزراعة ووزارة قطاع الأعمال العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة