ـ محطة عدلى منصور بالمشروع تبادلية للربط مع القطار الكهربائى الواصل للعاصمة الإدارية وخط سكة حديد السويس وموقف السوبرجيت والأتوبيس الترددى للمطار
ـ المشروع يضم أكبر ورشة لصيانة والعمرات الجسيمة لقطارات المترو فى افريقا والشرق الأوسط على مساحة 65 فدان
ـ محسن صلاح: الفضل يرجع للقيادة السياسية التي منحت الشركات الوطنية الفرصة لتنفيذ مشروعات مترو الأنفاق التى كانت تنفذ بمعرفة الشركات الأجنبية
ـ أسامة بشاى: المشروع يأتى استكمالا للمشروعات القومية التى نواصل انجازها، لتحسين جودة الحياة لشعب مصر
مع انتهاء تنفيذ وافتتاح الجزء الثانى من المرحلة الرابعة من الخط الثالث الممتد من محطة النزهة حتى محطة عدلى منصور يصبح لدينا أول مترو أنفاق بالقاهرة الكبرى يُنفذ بأيدى مصرية بنسبة 100%.. هذا المشروع الضخم نفذه تحالف شركتى المقاولون العرب واوراسكوم للإنشاءات أقوى تحالف وطنى بتكلفة تصل إلى 10 مليار جنيه، وأصبح المشروع جاهز لاستقبال الجمهور.
الشروع فى تنفيذ الجزء الثانى من المرحلة الرابعة بالخط الثالث بدأ فى يونيو 2016 بالتزامن مع تزايد الكثافة السكانية والحاجة لربط شرق القاهرة بغربها، وجاء مد الخط الثالث للمترو ليصل حتى محطة عدلى منصور بجوار موقف العاشر من رمضان بمثابة قفزة مستقبليةْ تخلق للقاهرة مزيداً من السيولة المروريةْ تناسب حجم التطلعات الوطنية فى اتجاه العاصمةِ الإداريةِ الجديدة.
والجزء الثانى من المرحلة الرابعة بالخط الثالث لمترو الأنفاق يتكون من مسارٍ علوىِ يمتد بطول 7.8 كيلومتر بإجمالى 6 محطات تبدأ من محطة النزهة تليها محطات هشام بركات ثم قباء وعمر بن الخطاب والهايكستب وصولاً لمحطة عدلى منصور تليها ورشة العمرات الجسيمة المجاورة لها، وشارك فى تنفيذ هذا المشروع اكثر من 560 مهندس و اكثر من 4600 من الفنيين والعاملين، كما تم استخدام اكثر من 390 معدة فى أعمال تنفيذ المشروع باجمالى عدد ساعات عمل يصل الى 38 مليون 396 الف ساعة عملْ حتى اكتمل الحلم، وأصبح الحُلم واقعاً جديداً يتجلى شرق القاهرة.
ومحطة عدلى منصور المدرجة بالجزء الثانى بالمرحلة الرابعة من الخط الثالث ليست مجرد محطة نهائية.. لكنها محطة تبادلية للربط بين الخط الثالث لمترو الأنفاق وخط سكة حديد السويس ومشروع القطار الكهربائى المقرر ان يمتد ليصل إلى العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العاشر من رمضان بطول 67 كم .. بالإضافة إلى أنها ستضم محطة حافلات تربط بين المحافظات المختلفة سوبرجيت.. وستكون أولى محطات الاتوبيسات الترددية التى ستصل للمطار.
وتضمن المشروع إنشاء أكبر ورشة صيانة للمترو والقطارات فى إفريقيا والشرق الأوسط وهى ورشة العمرات الجسيمة الواقعة خلف محطة عدلى منصور، حيث تشمل ورشة العمرات الجسيمة جميع المعدات اللازمة لعمل الصيانة الشاملة لقطارات المترو دون الحاجه الى استيراد معدات أخرى من الخارج او ايفاد خبراء اجانب مختصين لعمل الصيانات اللازمة والذى يعد انجاز فريد من نوعه فى مجال صيانة وتشغيل قطارات المترو.
مساحة الورشة تبلغ نحو 65 فداناً وتتسع لتضم 31 من المبانى الخرسانية والمعدنية تشغل مساحة تقترب من مائة وعشرة آلاف متر مربع ، وتحتوى على أكثر من 270 معدة بما يلبى كافة متطلبات العمرات.. ومن مبانى الورشة يوجد مبنى جراج القطارات بسعة 30 قطاراً ومبنى غسيل القطارات، كما تم إنشاء ورشة العمرات الخفيفة على مساحة 8740 متر مسطح وتضم ثمان سكك حديدية للصيانة الخفيفة للقطارات بسعة ثمان قطارات ومخازن فطع غيار الوحدات المتحركة ومبنى مخرطة عجلات القطارات.
كما تشمل على مبنى العمرات الجسيمة وهو مبنى على مساحة 33 الف متر مربع لكافة اعمال الصيانة للقطارات عبر اكثر من 150 معدة متخصصة والعديد من مبانى الخدمات وتشمل مبنى العبادة والاسعافات الاولية ومبنى محطة الطاقة ومحولات الجهد العالى وعدد 2 مبنى موزع كهرباء ومبنى محولات تيار الجر الكهربائى وخزان المياه ومبنى غرف اقامة سائقين القطارات ومبنى لادارة الورشة وصيانة السيارات ومحطة وقود وتدار كل هذه المبانى والمعدات والقطارات المتحركة على خطوط السكة بها حوالى 16 كيلو سكك حديد بواسطة مبنى الاشارات والتحكم المركزى.
تنفيذ هذا المشروع كان تحدٍ كبير أمام تحالف شركتى المقاولون العرب واوراسكوم للإنشاءات وتطلب ابتكارات هندسية لإنجاز هذا المشروع، منها اللجوء لإنشاء بعض الإطارات الخرسانية ذات المواصفات الخاصة لعبور طريق القاهرة ـ الاسماعيلية دون الحاجة لإغلاقه أو تحويل مساره، بما يحفظ سيولة الحركة المرورية فى هذه المنطقة المحورية، مع ضمان الحفاظ على البنية التحتية فى نطاق عمل المشروع .
ولجأ مهندسو تحالف شركتىّ المقاولون العرب واوراسكوم للإنشاءات خلال تنفيذ هذا المشروع ـ لأول مرة فى مصر ـ إلى استبدال النظام الإنشائى الحامل لجسم الكوبرى من قاعدة خرسانية أسفلها عدة خوازيق إلى أسلوب الخازوق الأحادى بقطر 2.40 مترا ومتوسط عمق 40.35 مترا تحت الأرض، ووصل عمقه فى بعض المناطق إلى 57 متراً.. واعلاه عمود بقطر مترين وارتفاعه يتراوح بين 12 إلى 16 مترا.
الابتكارات الهندسية خلال تنفيذ هذا المشروع ساهمت فى تقليلِ تحويلِ المرافق ووفرت أكثر من 40% من كميات الخرسانة وحديد التسليح مما انعكس على تكلفة المشروع، وكان من بين هذه الابتكارات لجوء التحالف المنفذ إلى استبدال الشدات التقليدية بالشدات المعلقة، وذلك لتجاوز معوقات العمل داخل شارع جسر السويس كأحد الشوارع الرئيسية ذات الكثافة المرورية، كما لجأ مهندسو المشروع إلى استخدام الكمرة سابقة الصب والإجهاد، والتى يبلغ طولها من 30 إلى 40 متراً ووزنها يتراوح بين 75 إلى 120 طناً ، حيث نجح مهندسو المشروع فى صب الكمرات وتجهيزها ونقلها وتركيبها بواقع ثمانى كمرات يومياً ، خلال الوردية المسائيةْ ضماناً لعدم تعطيل الحركة المروريةْ، وصولاً لمراحل صب البلاطات العلوية وتركيب الحواجز الصوتية .
وتبرز الأرقام حجم الإنجاز الذى تحقق خلال هذا المشروع العملاق، حيث تم استخدام 325 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة، 42 ألف طن من حديد التسليح، و1177 من الكمرات سابقة التجهيز بمتوسط طول 30 متراً للكمرة الواحدة، 15699 طن حديد انشائى، و13 ألف متر حواجز خرسانية للكبارى، و170 خازوق أحادى بقطر 2.4 متر للكبارى، و1050 خازوق قطر 1 متر، و800 خازوق قطر 60 سنتيمترا للمحطات، وما يقرب من 29 ألف متر قضبان سكك حديدية.
واشار المهندس عبد الحي بدوي مدير المشروع الممثل لشركة المقاولون العرب انه بينما كانت تتواصل أعمال تنفيذ المشروع العملاق كانت تجرى على قدم وساق عشرات العمليات الفنية الدقيقة.. منها تجارب الجباريت التى تعتمد على تسيير هيكل معدنى بنفس أبعاد القطار حيث يسير على القضبان ذهاباً وإياباً للتأكد من عدم حدوث أى تلامس أو احتكاك مع أىٍ من العناصر الإنشائية المحيطة بمسار القطار.
محسن صلاح وأسامة بشاى
وفى الجوار كان يواصل آخرون إجراء لحام القضبان بتسخين القضيبين المراد لحامهما تحت درجة 900 مئوية ليوضَعَ حولها قالب مكون من جزئين وفوقهما توضَعُ بوتقة أخرى تحتوى على شحنة من خليط أكسيد الحديد والألومونيوم.. ثم تُصهر الشحنة حتى تملأ الفراغ بين القضيبين قبل أن تُزال البوتقة.. ويُفَك القالب.. ويتم تجليخ القضبان للوصول إلى نفس القطاع المطلوب.. نمضى قدماً لنلتقى بعملية خلخلة ودك الزلط.. هنا يتم دمك البازلت عبر مرور ماكينة الدك على السكة عدة مرات ضماناً للحصول على أفضل مسير للقطارات.. ومن أجل ضبط استقامة السكة مع ضمان عدم هبوط التربة مستقبلاً أثناء مسير القطارات.
وأكد المهندس رمسيس فهمى مدير المشروع الممثل لشركة اوراسكوم للإنشاءات أنه بالتوازى مع تلك التجارب كانت فرق أخرى توالى مراحل إنشاء الأعمال الكهروميانيكية اللازمة لاكتمال المشروع، والتى تضمنت أعمالاً كهربائية لتغذية المحطات بالكامل والقطار بالكهرباء وأعمال الإشارات والاتصالات والتحكم الآلى الخاص بالمحطات والقطار، فضلاً عن الأعمال الميكانيكية والتى شملت أعمال التكييف ومكافحة الحرائق والأعمال الصحية وكذلك السلالم والمصاعد الكهربائية ، بالإضافة إلى توريد وتركيب المعدات الخاصة بصيانة القطار بدءاً من الصيانة الخفيفة وصولاً للعمرة الجسيمة.
وقال المهندس احمد شوقى رئيس القطاع التجارى بالتحالف المصرى إن أعمال تنفيذ الجزء الثانى من المرحلة الرابع بالخط الثالث للمترو اثبت القدرات الهائلة للتحالف المصرى المكون من شركتى المقاولون العرب واوراسكوم للانشاءات فى مجال تصميم وتنفيذ الهياكل الخرسانية والكبارى العلوية وأعمال السكك الحديدية، فضلاً عن أنظمة الإشارات والقوى الكهربية إلى جانب كافة أعمال الصيانة والإمداد وفنون الإدارة والتشغيل بما يؤكد القدرات المصرية فى تنفيذ المزيد من المشروعات التنموية المثيلة داخل العديد من دول أفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف الدكتور مهندس ايهاب المصرى رئيس القطاع الفنى للتحالف المصمم والمنفذ للمشروع إلى انتهاء كافة الاختبارات التى تحقق الاستدامة وتضمن سلامة القطارات والمسارات والقضبان وكافة مكونات عمليات الصيانة والتشغيل، مشيرا إلى إصدار شهادة الأمان الفرنسية التى تؤكد سلامة هذا المشروع وجاهزيته للتشغيل، لافتا إلى أن الطاقة الاستيعابية للمحطات الجديدة الـ 6 التى ستضم للخدمة بالخط الثالث ستسع 35 ألف راكب فى الساعة.
وشدد المهندس أسامة مصطفى مدير التحالف الوطنى المنفذ للمشروع أن هذا الجهد فى تنفيذ مشروعات مترو الأنفاق ما كان ليتجلى على هذا النحو المثالىّ دون رؤية مستقبلية لقيادة سياسية لطالما آمنت بجدوى الحلم فى معادلة التحدى والإنجاز، متابعا: "ملحمة وطنية تضافرت فيها جهود الهيئة القومية لمترو لأنفاق مع المقاول العام ممثلاً فى أقوى تحالف وطنىّ بين شركتىّ المقاولون العرب وأوراسكوم للإنشاءات والذى تم تأسيسه بناء على توجيهات القيادة السياسية بضرورة تمصير صناعة المترو فى مصر بعد ان كانت تنفذ من خلال الشركات الفرنسية.
وقال المهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب إن ذلك المشروع يمثل نقطة تحول كبير فى مجال الإنشاءات فى مصر حيث أنه لأول مرة يقوم تحالف مصرى مكون من شركتى المقاولون العرب واوراسكوم للانشاءات بتنفيذ مشروع ضخم فى مجال مترو الأنفاق والتى كانت تنفذ بمعرفة الشركات الأجنبية.
وأضاف إلى أن الفضل يرجع إلى القيادة السياسية التى منحت الشركات المصرية الدعم والثقة لتنفيذ كافة المشروعات التى تجرى على أرض مصر وكان من نتائجها إيجاد تحالفات مصرية تعمل على تنفيذ المشروعات العملاقة، مشيرا إلى أن شركة المقاولون العرب أصبح لديها كوادر بشرية على مستوى كبير من الخبرة فى تنفيذ المشروعات فى كافة المجالات مثل التى اكتسبتها من خلال تنفيذ مشروع أنفاق بورسعيد أسفل قناة السويس وأيضا مشروع كوبرى تحيا مصر الملجم وهو الأعرض بالعالم والحائز على شهادة اعرض كوبرى ملجم فى العالم من موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
ولفت إلى أن تنفيذ تلك المشروعات العملاقة يرفع من سمعة شركات المقاولات المصرية بالخارج و يجعل من الممكن المنافسة على تنفيذ مشروعات مماثلة فى الخارج، موجها الشكر لكافة العاملين بالشركة لما بذلوه من جهد كبير فى هذا المشروع والذى خرج بصورة مشرفة وبجودة عالية.
وأكد المهندس أسامة بشاى رئيس مجلس إدارة شركة اوراسكوم للإنشاءات أن هذا المشروع يأتى استكمالا للمشروعات القومية التى تواصل شركة اوراسكوم للانشاءات انجازها، والتي لها تاثير ايجابي وحيوي لتحسين جودة الحياة لشعب مصر، متابعا: "بالأمس القريب كانت انجازاتنا في قطاع توليد الكهرباء واليوم فى مترو الأنفاق وإنجاز الجزء الثانى من المرحلة الرابعة بالخط الثالث ضمن خطة وزارة النقل للتوسع في قطاع النقل الجماعى طبقا لاعلي المعايير والمواصفات العالمية بأيادي مصرية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة