وصف الكاتب البريطانى سيمون تسيدال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأنه بلطجى ومؤذى، محذرا من أن تجاهل أوروبا له يضعها فى خطر.
وفى مقاله اليوم الأحد بصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، قال تسيدال، وهو محلل شئون الشرق الأوسط بالصحيفة، إن عدوان تركيا على خصومها وحلفائها على حد السواء يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمى، لكن لا أحد مستعد للتحرك بعد.
وأشار تسيدال إلى انتقاد أوروبا الشديد لرئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو يتناقض بشكل كبير مع إحجامها عن التنديد صراحة بالمكائد العدوانية الأخيرة فى شرق البحر الأبيض المتوسط من قبل ديكتاتورية أخرى منتخبة، وهو رئيس تركيا الذى رسخ حكمه منذ فترة، رجب طيب أردوغان.
فتركيا عضو فى الناتو وشريك تجارى رئيسى للاتحاد الأوروبى وتمثل حارس بوابة حدودية وطرف مؤثر فى سوريا والشرق الأدنى. على العكس من روسيا البيضاء، لها أهمية إستراتيجية وربما يفسر ذلك الصمت المحرج لكثير من الحكومات من بينها بريطانيا، لكن ذلك لا يقدم عذرا لها.
وتابع الكاتب قائلا إنه لا توجد إشارات كبيرة على عمل محدد لوقف ما يفعله أردوغان، فلا أحد بشك فى أن ديكتاتورية أردوغان بالنظر إلى قانونه القمعى الجديد المتعلق بالسوشيال ميديا والذى يكرر سلبه لوسال الإعلام التقليدية المستقلة.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن القانون يزيد بشكل كبير الرقابة على الإنترنت، وأنه يتم بناء نظام استبدادى من خلال إسكات جميع الأصوات الناقدة.
ويقول تسيدال إن أردوغان، بدافع القومية التى تغذيها العقيدة، ضاعف دورة كبطلجى فى الجوار. فعلى سبيل المثال أثار هجوم طائرة مسيرة تركية داخل العراق رد فعل غاضب من بغداد، وجاء ذلك بعدما اطلقت أنقرة فى يونيو الماضى هجوما عسكريا عبر الحدود ضد الانفصاليين الأكراد فى العراق.
وخلص الكاتب فى النهاية قائلا إن قادة أوروبا الذين يضعون رؤوسهم فى الرمال يجب أن يدركوا بكل تأكيد أن مشكلة أردوغان لا يمكن تجاهلها أو التقليل منها إلى أجل غير مسمى أملاً فى أن يرحل فى نهاية الأمر، فتحول تركيا إلى دولة مارقة احتمال خطير ووشيك وحقيقى جدا، ولا أحد لديه على ما يبدو خطة لاحتواء أردوغان، وهى مطلوبة بشكل متزايد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة