أثار انهيار عقار شارع قصر النيل التاريخى بوسط البلد بمحافظة القاهرة، مخاوف الكثيرين تجاه عقارات القاهرة الخديوية التي تمثل تراثا ضخما يمثل حقبة تاريخية، وقيمة معمارية وطرازا معماريا لا يمكن تعويضه، ويشبه في تصميمه مبانى العواصم الأوروبية.
وتمتلك العاصمة نحو 500 عقار ذات طراز معمارى نادر بمنطقة وسط البلد يطلق عليها منطقة "القاهرة الخديوية" نسبة للخديوى إسماعيل الذى أسسها على الطراز الأوربي، وتقع ما بين ميدان العتبة وميدان رمسيس ونهر النيل وميدان التحرير وميدان عابدين، وأنشأها الخديوى إسماعيل عام 1867، جزء منها آثار وجزء آخر من الطراز المعمارى المتميز، وبها أكثر من 500 عقار تم تطوير ما يقرب من نصف العقارات بتمويل أغلبه من المساهمات المجتمعية والبنوك والشركات المالكة لبعض العقارات.
ورغم اهتمام المحافظة بملف القاهرة الخديوية، إلا أن الاهتمام كان من الخارج فقط حيث ساهم عدم اهتمام السكان بالمبنى من الداخل والإهمال في أعمال الصيانة الدورية بالإضافة إلى أن أغلب الوحدات السكنية تخضع لقانون الإيجار القديم ما يجعل ملاك العقارات لا يهتمون بدفع مبالغ لأعمال الصيانة نظرا لضعف مبالغ الإيجار التى لا تكفى شيئا، بالتزامن مع إهمال السكان أنفسهم في جمع أموال للصيانة والترميمات ما أدى لتهالك بعض العقارات من الداخل.
وبدأت محافظة القاهرة مؤخرا بالتنسيق مع عدة جهات في دراسة استكمال ترميم العقارات الموجودة بوسط البلد وإعادة الشكل الذى أنشأت عليه من خلال توحيد الواجهات على غرار ما تم بميدان التحرير من أعمال تطوير، بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضارى.
وأكدت محافظة القاهرة أن مشروع تطوير القاهرة الخديوية يهدف إلى إحداث نقلة نوعية بمنطقة وسط القاهرة عبر تحسين صورتها البصرية وتعظيم شخصيتها المعمارية عبر الحفاظ على واجهات مبانيها المميزة وإزالة كافة التشوهات التي لحقت بها وتنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام للمنطقة، فضلاً عن إظهار المباني المميزة بمنطقة وسط القاهرة ليلاً عبر إضاءة واجهاتها بأسلوب يظهر عناصرها المميزة وطابعها المعماري الفريد، ويضفي على المنطقة ليلاً بعداً جماليًا إلى جانب ضمان استدامة المشروع واستمرار الحفاظ عليه وصيانته عبر تفعيل المشاركة الأهلية، ودمج الأطراف المعنية بتطوير واجهات المباني والمحال التجارية كملاك العقارات، وملاك ومستأجرى المحال والمطاعم بمنطقة وسط القاهرة.
ومؤخرا شهدت القاهرة الخديوية ترميم أكثر من 300 عقار من إجمالي 500 عقار ذات طراز معمارى، بالإضافة إلى تطوير ميدان التحرير بالكامل وجميع العقارات المحيطة بها وتوحيد كل الوجهات وكذلك واجهات المحال لتبدو بشكل موحد يحافظ على التنسيق الحضارى ويتماشى مع الطراز المعمارى للمدينة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة