يوما بعد آخر تتضح ملامح شبكة الطرق والمحاور، وربطها ببعضها وأيضا بخطوط القطارات والمترو فى مراكز تجمع وانتشار، لتمثل شبكة متصلة، وليست مجرد طرق عملاقة فردية، وهذه الصورة بالفعل ربما لم تكن واضحة لكثيرين فى بدايتها.
لدينا طرق سريعة عملاقة تمتد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، مع طرق إقليمية تسهل الانتقال بين المحافظات من الخارج، من دون أن تمثل ضغطا على الحركة داخل القاهرة والمدن الكبرى، وهى خطط نجحت فى إنقاذ القاهرة من اختناق، وتسهيل الحركة بين المناطق الصناعية والتجارية، بشكل يؤكد أهمية التخطيط الشامل.
لقد كانت كل التقارير حول النقل فى مصر تتوقع أن تكون السرعة فى القاهرة 2020 بطيئة والزحام على أشده، ويحمل أرشيف الصحافة الكثير من هذه التقارير، لكن ما حدث خلال السنوات الأخيرة، حقق نقلة أنهت فكرة التكدس.
وبالتالى فإن تزامن افتتاح محطة مترو عدلى منصور مع وضع حجر أساس لمحطة تبادلية تلتقى فيها القطارات مع المترو مع المواصلات الأخرى، فكرة تشير إلى تخطيط واضح، فيما يتعلق بالربط، وهى طريقة لو كانت قد اتبعت مبكرا فى كل المشروعات لوفرت الكثير من الجهد، وفى نفس الوقت البدء فى إقامة أول قطار كهربائى فى مصر «السـلام - العاشــر- العاصمة الإدارية»، والمحطة التبادلية المركزية عدلى منصور، التى تعتبر نموذجاً للنقل متعدد الوسائط.
تزامنا مع إنهاء خطة تطوير منظومة النقل والقطارات، وانتهاء عصر الترقيع الذى استنفد الوقت والجهد والمال من دون نتيجة.
فكرة الحلول الجذرية مرهقة ومكلفة، لكنها فى النهاية تؤتى نتائجها، خاصة مع توفير عناصر الصيانة والمراقبة بحسم، بينما الترقيع والحلول الموضعية مكلفة وبلا نتائج تقريبا.
وحسب وزير النقل المهندس كامل الوزير، فإن خطة تطوير قطاعات وزارة النقل خلال 10 سنوات 2014 حتى عام 2024 تتكلف 1.1 تريليون جنيه شملت 377 مليار جنيه للطرق والكبارى و142 مليار جنيه للسكك الحديدية، و512 مليار جنيه للأنفاق والجر الكهربائى و49.5 مليار جنيه للنقل البحرى و14.6 مليار جنيه للموانئ البرية والجافة و2 مليار جنيه للنقل النهرى.
الرقم ضخم والناتج يستحق بالتجربة، ومن خلال المعايشة، وهذه التكلفة تحتاج إلى تكاليف الصيانة والمتابعة، حتى لا تتحول المشروعات إلى مجرد أرقام، ويبرر أيضا الرفع النسبى فى أسعار القطارات الفاخرة، مع الإبقاء على أسعار الدرجات الشعبية، ومع الأخذ فى الاعتبار أن الدرجة الثالثة لم تعد كالسابق، فهى أيضا تطورت بشكل كبير من حيث الخدمة والأمان.
الرئيس عبدالفتاح السيسى تطرق إلى أسعار الخدمات، وقال: إن الدولة أعلنت أنه لن يتم رفع الأسعار قبل التطوير، وأن هذه المشروعات تتم بقروض، والأهم هو الصيانة والمحافظة عليها، بما يطيل عمرها.
واعتاد الرئيس أن يكون صريحا واضحا، وتحدث عن فكرة السعر، وأن هذه العوائد لا تسدد القروض، لكنها تتيح فرصة الصيانة والتطوير، بشكل يضمن ديمومة الخدمة.
والواقع أن كل من يمشى على الطرق أو يستخدم مترو الأنفاق والقطارات يلمس هذه القفزات، وفى حالة تقسيم المترو إلى مراحل، يفرق فى السعر، وهى طريقة متبعة فى كل العالم، وتتيح نوعا من عدالة السعر، والأهم أن شبكات الطرق والمواصلات العامة متنوعة وتتيح خيارات مختلفة حسب القدرة، وبكفاءة وجودة فى كل الحالات.
وخلال الشهور الأخيرة، اتضحت ملامح خطة الربط بين الطرق والمواصلات فى شبكات تسهل الانتقال، وأيضا الربط بين المناطق الصناعية والزراعية والسياحية.