قطعت الدولة شوطا كبيراً في تطوير التعليم الجامعي خلال الفترة الماضية، وقد نجحت فى تأسيس العديد من الجامعات، واستقلال فروع عن الجامعات الأم، كما حدث فى بنى سويف والفيوم عقب الاستقلال عن جامعة القاهرة، أو جامعة السويس التى انفصلت عن جامعة قناة السويس، لتصبح جامعة مستقلة متكاملة، بها 12 كلية تخدم العديد من المجالات والتخصصات المختلفة، وتقع فى قلب مدينة السويس العريقة.
الأسبوع الماضي شرفت بحضور أول رسالة دكتوراه في كلية السياسة والاقتصاد جامعة السويس، وقد كانت بعنوان الولايات المتحدة وإدارة الصراع الدولى فيما بعد الألفية الثانية، الشرق الأوسط نموذجا، وقد أجاب الباحث فيها عن العديد من التساؤلات الهامة، والقضايا المتشابكة، التى تحكم علاقة العملاق الأمريكي بهذا الجزء الهام من العالم، وتاريخ هذه العلاقات، وقد قدم رؤية متكاملة لما يدور الآن في هذه المنطقة، التى تعتبر محور اهتمام العالم.
وقد كانت رسالة الدكتوراه الأولى في كلية السياسة والاقتصاد، تحت إشراف الدكتور جمال سلامة، عميد الكلية، وناقشها الدكتور بهاء الدين الغمرى، أستاذ العلوم السياسية، والدكتور سيد أبو ضيف، الأستاذ بالكلية، والحقيقة لم أكن أتصور أن جامعة إقليمية مصرية لديها هذا النموذج من الجهد العلمى والأكاديمى، بالإضافة إلى الإعداد الجيد، والترتيب فائق الجودة، مع تطبيق كل الإجراءات الخاصة بالتباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا، وقد تم توفير المطهرات والمعقمات فى كل مكان، وكذلك توفير الكمامات للجميع وعدم السماح بدخول الكلية إلا بعد ارتدائها، بما يؤكد الحرص والوعى على الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وتوفير أجواء ملائمة للامتحانات، أو استقبال الزائرين.
كلية السياسة والاقتصاد في جامعة السويس، صرح علمى متميز، يضاف إلى رصيد إنجازات قطاع التعليم العالي والدولة المصرية، وتأكيد حقيقي على أن منظومة الجامعات الحكومية المصرية تحتل الصدارة دون منافسة، بما لديها من هيئة تدريس على أعلى مستوى من الاحترافية والتميز، وإمكانيات فنية وتكنولوجية كبيرة، وموارد بشرية قادرة ومدربة على التفاعل مع معطيات العصر، وتقديم نماذج نفتخر بها جميعا، لذلك يجب أن نثنى على نموذج جامعة السويس، ونسعى للتوسع فى الجامعات الحكومية، التى تقدم نوعية راقية من التعليم لا تتوفر في الجامعات أو المعاهد الخاصة، التى لا يرتادها سوى نسبة لا تزيد عن 6% من إجمالي طلبة الجامعات فى مصر.
النجاح دائما صناعة مشتركة، لا يمكن أن يقودها شخص بمفرده، بل نتاج عمل جماعي منظم، قائم على جهد حقيقي، انطلاقا من الإيمان بأهمية العلم ودوره في تغيير حياة الشعوب، وتشكيل مستقبلها بصورة أفضل، لذلك كان واجباً أن أقدم تحية مستحقة لجامعة السويس، وكلية السياسة والاقتصاد بها، كنموذج مضيئ فى مسيرة التعليم العالي بمصر خلال الوقت الراهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة