لم يحمل رئيس دولة من دول العالم، عداءً تئن من حمله الجبال مثلما يحمله الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة المصرية، وشعب 30 يونيو، ولم نر نظامًا سياسيًا فى دولة من الدول، يدير تنظيمات إرهابية مثلما رأينا النظامين التركى والقطرى، على وجه الخصوص، علنيا وبوقاحة سياسية لا مثيل لها.
ووفر الرئيس التركى كل وسائل الدعم المالى والسياسى والأمنى للتنظيمات الإرهابية على أراضيه وفى العراق وسوريا وليبيا ومصر، متمثلة فى جماعة الإخوان وداعش وجبهة النصرة، وغيرهم من المرتزقة، وذلك لإثارة القلاقل السياسية، وضرب الاستقرار واستنزاف موارد الدول، حتى تكون لقمة سائغة، يتمكن هذا الأردوغانى من مشروعه الوهمى الذى عفا عليه الزمن، لإحياء الخلافة العثمانية، أو كما يطلق عليه إعادة خريطة أجداده القديمة..!!
وتوظيفا لذلك، لم يترك أردوغان ونظامه من أحفاد العثمانيين، وحزبه الإخوانى، مناسبة من المناسبات فى الداخل التركى، أو فعاليات دولية، إلا وشن هجومًا ضاريًا على مصر ونظامها السياسى، ومؤسستها العسكرية، ومحاولة تشويه ثورة الشعب المصرى الحقيقية 30 يونيو، وتبنى شعار معسكر رابعة الإرهابى، يرفعها أمام كاميرات القنوات الفضائية والصحف العالمية، فى مكايدة "نسائية" لم يعتدها أو يشهدها أكثر المناطق العشوائية.
وهل ينسى المصريون إهانته الوقحة من فوق منبر الأمم المتحدة فى سبتمبر 2014 وهو ما أثار حفيظة وغضب كل مصرى، ولم يعره اهتمامًا حينها الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى كان مشاركا لأول مرة فى تلك الدورة، بعد وصوله لمقعد حكم مصر.
واستفحل عداء رجب طيب أردوغان، وزاد لديه منسوب الحقد والكراهية للنظام السياسى المصرى، عندما أعلنت مصر عن اكتشافات الغاز فى شرق المتوسط، وبدأ يهدد ويتوعد بأن بلاده لديها الحق فى هذه الثروات، وأنه لا يعترف بتوقيع اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص، ثم فطن لحيلة اللصوص والقراصنة، عندما قرر توقيع اتفاقية أمنية وبحرية، غير قانونية، مع حكومة فايز السراج، التى انتهت شرعيتها فى عام 2017 محاولا أن يسطو على مقدرات ليبيا النفطية، وتهديد مصر فى عقر دارها.
والتزمت مصر طوال السنوات الست، الصمت، ولجأت للحلول السياسية والدبلوماسية، وأهابت بالمجتمع الدولى التدخل لمنع عربدة أردوغان، فى العراق وسوريا، ومنطقة شرق المتوسط، ثم وقاحته فى ليبيا، لكن الرئيس التركى جعل ودنا من طين والأخرى من عجين، وبدأ يتدخل بشكل سافر فى ليبيا، وأرسل منتخب العالم فى الإرهاب، وأدلى بتصريحات خطيرة، من عينة، ليبيا إرث أجدادنا، وضمن خريطتنا الجغرافية القديمة.
وكان الرد المصرى قويا وخشنا عندما رسم الرئيس عبد الفتاح السيسى خطا أحمر لأردوغان ومرتزقته، فى سرت والجفرة، وأنذر الجميع بشكل علنى وواضح، أن مصر لن تسمح بتجاوز هذا الخط، لتأثيره الواضح على الأمن القومى المصرى.
ثم توالت الخطوط الحمراء، التى وضعتها مصر، فما كان من أردوغان وخلال الأيام القليلة الماضية، إلا التراجع، مجبرا، عن تصريحاته العدائية، وبدأ رحلة خطب ود مصر ونظامها السياسى وشعبها، واللغة تبدلت من العنجهية والغرور والإساءة، إلى التوسل والاستجداء، واعتبار أن مصر وتركيا، دولتين مؤثرتين تتمتعان بحضارات كبرى، وأقرب لبعض من اليونان.
ويعلم الجميع، حضارة مصر، وأن وجودها ملتصق بوجود الكون، وأيضا الحضارة اليونانية، لكن أين الحضارة التركية، وهو الوطن اللقيط، الذى اعتمد على السلب والنهب والطمع فى مقدرات الغير..؟!
الحقيقة ومع مرور الوقت، يتبين أن لمصر قائد، محمى بعناية السماء من ناحية، ويتمتع بحنكة ومهارات إدارية وعسكرية، وشرف الكلمة، ونظافة اليد، ومن قبلهم عشقه لوطنه، من ناحية أخرى، لذلك استطاع مواجهة كل الأعاصير والعواصف، وأطفأ كل النيران التى يحاول الأعداء إشعالها على كافة المحاور الاستراتيجية، ثم تبنى مشروعه الأكبر "فرمطة مصر" والدفع بها إلى مصاف الدول الكبرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة