- قدر مصر أن تظل الكبرى .. تدافع عن الصغار حتى لو أجرموا بحقها وتواجه المشاريع الاستعمارية
- قيادات حركة حماس يهربون من غزة إلى الدوحة والشباب يفرون إلى إسرائيل!
كل يوم نصحو على نبأ فرار قيادى بحركة حماس إلى إسرائيل وبحوزته مجموعة كبيرة من الوثائق والصور والمستندات للمواقع العسكرية والتفاصيل الخاصة بالحركة وأعضائها ، من بسام محمود أبو بركة إلى صهيب حسن يوسف وصولا إلى قيادات عز الدين القسام
كل يوم تنشر الصحف الإسرائيلية ووكالات الأنباء العالمية أخبارا على أن حركة حماس لا تريد حربا ولا صراعا مع إسرائيل مهما ابتلعت من أراض الفلسطينيين ومهما قصفت وقتلت من الفلسطينيين ، بينما نجد سلاح الأشاوس في حماس موجها دائما إلى الدول العربية المجاورة لها وفى مقدمتهم مصر ، وكأن القضية الفلسطينية تحولت على أيدى الإخوة في الحركة المشبوهة إلى مجموعة عمليات إرهابية ضد المصالح المصرية أو الأردنية أو اللبنانية أو السورية
كل يوم يظهر فصيل من أشاوس الحركة وهو يستعرض قواته العسكرية من رشاشات وآر بى جيهات وزجاجات مولوتوف وقنابل يدوية ليعلن ولاءه مرة للدوحة ومرة ثانية لطهران ومرة ثالثة لأنقرة أو لهذه الجهة أو تلك ممن يدفعون الدولارات في حقائب تدخل عبر المعابر الإسرائيلية
تنفيذ العمليات القذرة ضد مصر
لا يمكن أن ننسى ما ارتكبه مجرمو حركة حماس في أحداث 25 يناير عندما اقتحموا الحدود الشرقية وأسهموا في هدم السجون وتهريب قيادات الإخوان وغيرهم من المجرمين الآخرين ، وبين ليلة وضحاها تحولت الحدود مع غزة إلى حدود عدوة، لا يأتى منها إلا تهريب السلاح والمرتزقة الإرهابيين، أو استقطاب الشباب السيناوى لتدريبه على العمليات الانتحارية ضد قوات الجيش والشرطة فى بلده، وزرع الألغام فى طريق القوات، ووصل الشطط بقيادات الحركة المدموغة بالإرهاب فى عديد من دول العالم أن تتفرغ لتنفيذ عمليات انتقامية ضد المسؤولين المصريين ، مثل التورط فى التخطيط والتدريب لاغتيال النائب العام السابق هشام بركات
ولا يمكن أن ننسى دور حركة حماس في تفجير الصف الفلسطيني ومنع عملية المصالحة الفلسطينية التي تحقق المصالح العليا لعموم الشعب الفلسطيني في الأراضى المحتلة أو في الشتات ، فالطريق الذى سلكته حركة حماس فى غزة للتحول إلى مجموعة من المرتزقة المتعاونين مع إسرائيل على حساب مصالح الشعب الفلسطينى، يستحق الدراسة والتأمل، إذ كيف ارتضى الأشاوس فى الحركة أن يكون كل دورهم هو تحقيق المشروع الصهيونى لبن جوريون باختزال الحق الفلسطينى بتحرير أرضه إلى مجرد دويلة تحت الحصار فى غزة ؟
إنها السلطة باختصار، قادرة على إظهار كل عيوب الفاسدين وتجار الشعارات والجشعين الذين يكونون ثروات طائلة على حساب معاناة أبناء الشعب الفلسطينى، فقبل صعود حماس إلى سدة الحكم فى غزة فى انتخابات وحيدة ترفض أن تكررها، كان أعضاء الحركة مجرد أفراد ضمن الشعب الفلسطينى فى محنته تحت الاحتلال، حيث المقاومة حق للجميع وواجب على جميع الفلسطينيين أطفالا وشيوخا ونساءً.
كان تماسك الشعب الفلسطينى ووحدة مطالبه جزءا لا يتجزأ من قوة مقاومته وصلابته أمام المشروع الصهيونى الذى يستهدف شق الصف الفلسطينى وإحداث نوع من الخلخلة بين فصائل المقاومة وصولا إلى اقتتال داخلى كما رأينا فى السنوات الماضية وقد تحقق له ما أراد بفعل أطماع قادة حركة حماس وتهاون قادة فتح، حتى وصلنا إلى الوضع المزرى الحالى الذى تحولت فيه حركة حماس إلى مرتزقة تستجيب لمن يدفع أكثر على طاولة السياسة أو على مستوى العمليات المسماة عسكرية.
أموال قطر وإيران وتركيا
قطر تدفع لتحقيق شو سياسى وإعلامى بأن لها دورا إقليميا، فتستجيب الحركة وتوفد مفاوضين للجلوس مع الإسرائيليين أو الحوار معهم عبر طرف ثالث. وإيران تدفع فتسقط عدة صواريخ تافهة على المستوطنات وترد إسرائيل بقصف أهالينا العزل فى غزة وتسيل الدماء ويسقط الضحايا لا لشىء إلا لأن طهران تريد إثبات قدرتها على التمدد فى المنطقة.وتركيا تدفع فتتحول إيران إلى خصم ويجرى عسكرة حماس ضمن معسكر سنى ضد معسر إيران الشيعى فى المنطقة ويبدو الأمر وكأن ما ينقص حماس هو أن تعلن نفسها شركة أمن على غرار «بلاك ووتر» وأن تتحرك بأفرادها من غزة إلى البقعة التى يراد لها أن تقاتل فيها. أين الحلم الفلسطينى فى كل هذا؟ وأين المقاومة الفلسطينية من كل هذا العبث والمتاجرة الرخيصة التى تقوم بها حركة حماس؟
مجموعة المرتزقة الذين يقودون حركة حماس ، ممن ذاقوا نعيم السلطة وقبضوا ملايين الدولارات من مختلف أنظمة المنطقة دخلت مباشرة فى حساباتهم السرية، هؤلاء لا يطلبون مقاومة للاحتلال ولا يتذكرون عبارة "كامل التراب الوطنى" أو مفتاح البيت فى القدس، أو حتى الأراضى المحتلة بعد 5 يونيو 1967، فضلا عن أنهم لا يريدون أى منغصات لعيشتهم الرغدة. كل ما يطلبه أشاوس حماس الذين يلوكون قصصا كاذبة عن بطولاتهم فى مواجهة الاحتلال، هو أطول فترة ممكنة من "السلام المذل" ، أو ما يسمونه هم بالهدنة الطويلة 5 سنوات أو عشر، تتلوها هدنة أطول طالما هم متنعمون فى الليل وتجار شعارات يخادعون أبناء الشعب الفلسطينى فى النهار.
حماس في أحضان تل أبيب
من جانبها، لا تريد أى من حكومات إسرائيل الاستعمارية المتعاقبة شريكا أفضل من ذلك، فعلى مستوى العالم هو مدموغ بالتطرف والإرهاب ومعزول، وعلى مستوى المنطقة يقدم نفسه كمنظمة من منظمات الأمن السرية يقوم بالعمليات لصالح من يدفع من الدول، وعلى مستوى العلاقات الثنائية مع تل أبيب، تلتقى المصالح لدرجة التطابق.
فإذا كان أشاوس الحركة لايريدون إزعاجا من طائرات إسرائيل أو فصائل الاغتيالات "المستعربين"، ولا يطلبون أكثر من ممر بحرى للتجارة مع قبرص وميناء للصيد وفرصة للبزنس والتبادل التجارو "تقليب العيش"، فإن نتانياهو ومساعديه أيضا لا يريدون إزعاج الصواريخ للمستوطنين إلا عندما يطلبونها فى مواسم الانتخابات أو عندما تنهار شعبية "بيبى"، فيكون التلويح بالحرب الخيار المرعب للإسرائيليين الذين يصوتون لـ "بيبى" الأكثر تطرفا وانتهازية بين قادة تل أبيب الحاليين، غير ذلك فهم يطلبون الهدنة الطويلة تماما مثل أشاوس الحركة حتى تكتمل منظومة تهويد القدس والضفة الغربية وسائر الأراضى المحتلة بعد 1967.
ورغم كل الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها مرتزقة حركة حماس ضد مصر وضد الشعب الفلسطيني وحلمه في الدولة المستقلة ، إلا أن الدولة المصرية تواصل الدفاع عن أحلام الفلسطينيين في الأراضى المحتلة أو في معسكرات اللاجئين وحقهم في دولة مستقلة كاملة العضوية في الأمم المتحدة على حدود الرابع من يونيو 1967، حتى لو ارتكب هذا الفصيل الفلسطيني أو تلك المجموعة المضللة جرائم في حق إخوانهم الفلسطينيين أو في حق مصر والمصريين ، مصر الكبرى تعى جيدا أن دورها من واقع التاريخ والحاضر والثقل الجغرافى والسياسى يفرض عليها أن تتطلع لأحلام الشعب الفلسطيني وتحافظ عليها من الفئات الفلسطينية الضالة مثل "حماس" أولا ، وفى مواجهة المستعمرين الطامعين في الحقوق الفلسطينية المشروعة ثانيا.