نزولك الشارع يوحى لك بأن فيروس كورونا أنتهى في مصر، حيث تجد زحاما شديدا في أغلب الشوارع والطرقات، فضلا عن عدم ارتداء الكمامات ليس هذا فحسب، بل قلة قليلة أصبحت تحافظ على مسافات التباعد الاجتماعى والأغلبية تناست كل هذه الإجراءات الاحترازية، يأتي ذلك في الوقت الذى تسعى فيه مؤسسات الدولة بشكل حثيث الوصول إلى لصفر إصابات "كورونا"، ليبقى هناك التساؤل، هل يمكن الوصول إلى "صفر" إصابات كورونا، أم أن هذا الأمر مستحيل للغاية؟
دول سيطرت على كورونا وسجلت صفر إصابات
عالميا هناك دول حاصرت الفيروس وانتصرت عليه وسجلت صفر اصابات، وبعدما كان منحنى الإصابات فيها شبيه بالدولة المصرية، حيث انخفضت الأعداد بشكل كبير ثم سجلت صفر، ومن أغلب هذه الدول، الصين التي كانت بؤرة تفشي الفيروس فبعدما وصل عد الإصابات فيها إلى ما يقرب من 100 ألف، اتخذ عدد الإصابات المسجلة يوميا منحنى الهبوط تدريجيا إلى أن وصل إلى تسجيل صفر حالات مؤكدة خلال فترة زمنية محددة، وبرغم من عودتها في تسجيل عدد من الإصابات مره أخرى، إلا أنها ما زالت مسيطرة على الوضع بشكل كبير، ما دفعها إلى العودة للحياة الطبيعية مره أخرى، مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار الفيروس وتفشيه مره أخرى، ولم تكن الصين دولة فريدة من نوعها فهناك أيضا تايلاند وسلوفاكيا.
مصر تستطيع الوصول إلى صفر إصابات
"فكرة الوصول إلى صفر إصابات كورونا ليست مستحيلة بل ممكن الوصول إليها" هذا ما أكد عليه النائب سامي المشد، أمين سر لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، راصدا 5 عوامل تقود مصر إلى صفر إصابات ممثلة في، أولا الالتزام بحزمة الإجراءات الاحترازية، ثانيا الحفاظ على الإجراءات الوقائية المتعلقة بفيروس كورونا، ثالثا التعامل مع الآخرين وكأننا في وقت الذروة رابعا عدم التهاون الذى قد يؤدي لنتائج غير مرغوب فيها، وسيناريوهات مظلمة، وإهدار لكافة الجهود المبذولة من قبل الدولة خلال الفترة السابقة منذ بداية الازمة وحتى وقتنا هذا، خامسا الحرص على الشديد على فكرة التطهير وغسل اليدين كما كان الحال في بادية الأزمة.
وأشار أمين سر لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن هناك أزمة كبرى ممثلة في أن أغلب الشعب المصرى يتعامل مع كورونا وكأنه "مات وانتهى" وهذا ما سينعكس علينا بالسلب ، مضيفا :" الفترة الأخيرة ومع تراجع أعداد الإصابات، شهدنا تهاون البعض بشأن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، وأصبحت الكمامة وكأنها شيء مستجد لدى البعض، وهذا الأمر قد يكلف الدولة والمواطنين أنفسهم الكثير من المخاطر خلال الأيام المقبلة، ولهذا يجب أن يكون هناك التزام وعدم التهاون بالأزمة وفى نفس الوقت عدم التهويل منها، والتعامل مع الأمر بوضعه القائم.
التعلم من الآخرين بشأن فيروس كورونا
الدولة المصرية حققت نجاحًا كبيرًا في مواجهة أزمة كورونا ونريد أن نصل لصفر إصابات".. جاءت هذه الكلمات من الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته بافتتاح محطة عدلي منصور أمس، ليبقى التساؤل كيف تصل مصر لصفر إصابات كورونا؟
أجاب على هذا السؤال الدكتور أيمن أبو العلا عضو اللجنة الصحية بمجلس النواب، قائلاً: "إذ استطعنا أن نكمل ونواصل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا بحرص شديد، وأن يكون هناك اهتمام في مسألة العزل المنزلى والعزل بالمستشفيات وعدم استهتار، خاصة أننا بمصر وصلنا لمرحلة أن كل مواطن مصاب بالفيروس يعدى مواطنًا آخر فقط وليس الحال كما كان في الأول".
وأضاف "أبو العلا" في تصريحات لـ"اليوم السابع": "توقعت أن نصل إلى صفر إصابات بالفيروس قبل عيد الأضحى لكن هناك شعور لدى المصريين بأن فيروس كورونا انتهى وهو ما تسبب في وجود تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا حتى الآن خاصة في التزاحم أيام العيد".
وتابع: "علينا جميعًا أن نتعلم من دول العالم وما حدث فيها من تسجيل إصابات، وعدم الاستهتار حتى لا تمتد الإصابات بالفيروس الوبائي" داعيًا جميع المواطنين الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي".
وعن حتمية حدوث موجة ثانية في مصر للفيروس كورونا، قال "أبو العلا": "الموجة الثانية تعنى تمحور الفيروس وليس لازمًا حدوث موجة ثانية لفيروس كورونا بمصر حال الالتزام بالإجراءات الاحترازية" مشيرًا إلى أن الأمصال هي المنقذ الوحيد بعد الإجراءات الاحترازية الذى يخلصنا من هذا الفيروس".
ووجه "أبو العلا" رسالة إلى جميع المواطنين قائلاً: "الدولة اتخذت الإجراءات المناسبة لمواجهة فيروس كورونا، وعملت ما عليها، والمواطن هو الذى يجب عليه أن يحافظ على الإجراءات الاحترازية".
وكان الرئيس السيسي قال إن فيروس كورونا حساس، ويجب أن ندرك بأنه لن يكون هناك أي تهاون مع الفيروس، لأن ذلك سينعكس علي المجتمع، وبالتالي يجب على المجتمع الإصرار والثبات على الموقف كمواطنين وأجهزة ودولة، للحفاظ على عدم تأثر الصحة العامة بمصر، بشكل كبير، وخاصة فى ظل اقتراب المدارس وفصل الشتاء، وعلى وسائل الإعلام التأكيد على التحفظ والإجراءات الوقائية وعدم الزحام.
