أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الصراع والسلام.. مسارات تائهة فى تحولات كرات اللهب!

الأربعاء، 19 أغسطس 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لايمكن لأى متابع أن يتجاهل حجم التحولات التى شهدها الشرق الأوسط والعالم خلال السنوات الأخيرة، بل وأيضا شكل وحجم التحول فى توازنات القوى العظمى والدول ذات النفوذ. وهى تحولات بدأت مبكرا وتعامل معها العالم العربى باستهانة ولم يستعد لها بما يكفى.
هذه التحولات لم تظهر مع الربيع العربى وظهور صراعات وحروب أهلية وبينية أدت لإخراج قوى عربية من المعادلة، لكنها ترجع إلى ثلاثة عقود وربما أكثر. ويمتد إلى التسعينيات وربما الثمانينيات والسبعينيات من القرن العشرين وبصرف النظر عن ما جرى فقد كان المواقف العربية مجرد ردود أفعال. 
 
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بعد سنوات من المعاهدة مع مصر ظل الشعب المصرى يرفض التطبيع، فى وقت استمر الاحتلال فى سياسات الضم والمستوطنات، وبعد الانتفاضة الأولى جلست الدول العربية جميعا مع الإسرائيليين فى مدريد برعاية أمريكية بعد مشاركة فى تحالف تحرير الكويت عام 1991، وكان مدريد ثم أوسلو اعتراف بإسرائيل، ثم غزة أريحا وعودة الفلسطينيين الى غزة الضفة كان بموجب الاتفاق. وتعثرت المفاوضات، فى القمة العربية ببيروت 2002 أطلق العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز عام2002 فى الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين. وتضمنت إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، ونالت هذه المبادرة تأييداً عربياً. لكن إسرائيل لم تتفاعل أو ترد على هذه المبادرة.
وانشغل العالم بتداعيات هجمات 11 سبتمبر، كان حجم التغيرات الداخلية فى كل دولة عربية وفى الإقليم دراماتيكيا، بدأ بغزو العراق 2003 وتدحرجت كرات النار شمالا وجنوبا وشرقا وغربا مع هبات التحول، من سوريا لليمن ومن تونس لليبيا وفى العراق كان مركز تحول بدا قبلها مع الغزو الأمريكي.
 فى السابق كانت هناك نغمة انتقاد واتهام والسخرية من المواقف العربية والجامعة، لكن اليوم تستمر نفس الملامة بينما القوى والتوازنات تغيرت لايمكن أن يراهن احد على مواقف عربية أقوى من السابق بينما خرجت دول وكيانات من الخدمة. الجامعة العربية حاصل جمع الدول العربية، واغلب الدول تواجه اليوم تحديات اقتصادية وسياسية تتجاوز فى بعض الأحيان المعقول والممكن. 
 
هذه التحولات تجرى علنا وعلى الهواء، وقليلة هى الدول التى نجت من خطر الحرب الداخلية أو الصراع الإقليمي. و يبدو من المدهش أن يتعامل البعض مع مايجرى من حولنا على انه هو نفسه الوضع قبل عشر سنوات أو عشرين او ثلاثين عاما. جرت مياه كثيرة فى انهار السياسة، غزو العراق للكويت، وتحرير الكويت ثم غزو العراق وتفكيك الدولة، وهو ما ترك فراغا سعت كل من إيران وتركيا لملئه، طهران سعت لتوسيع نفوذها ومحاولة لعب دور إقليمي، وتركيا أيضا بدأت التفكير فى توسيع نفوذها. ساهمت إيران وتركيا فى إضعاف الجبهة العربية مع شعارات معلنة ضد إسرائيل وتعاون خفي. فصل جديد من الصراعات الداخلية انتهى بسوريا مجالا لتحركات تنظيم داعش والقاعدة وغرق اليمن فى صراع انتهى به خارج المعادلة ثم ليبيا.
 
 وبالتالى فإن القوة الافتراضية العربية التى كانت تبدو غير مرضية قبل عشرين عاما فقدت الكثير من تأثيرها، وغيرت من طبيعة الوضع والتوازنات القوة الإقليمية وسمحت بالكثير من التدخلات الخارجية، وللافت ان الأطراف المختلفة تستخدم نفس الشعارات، من دون خطط بديلة، فالسلام والتفاوض قد لا يعنى إنهاء الحرب،
 
لقد حقق الفلسطينيون بانتفاضة الحجارة الأولى مالم يحصلوا عليه من التقاتل الفلسطينى الفلسطيني، خاصة وقد انقسم مشروع الدولة الوليدة 2006 استقلت حماس بغزة وبقيت فتح فى الضفة، وكسروا أهم نقطة حافظ عليها الرئيس ياسر عرفات والمنظمة، وحدة الفلسطينيين، وإذا لم يكن الفلسطينيون قادرون على الذهاب معا فى مواجهة إسرائيل من الصعب الرهان على تحقيق نتائج من استعمال نفس الشعارات.
العالم يتغير والإقليم كله يتدحرج على كرات اللهب. ولايمكن استعمال نفس الطريقة والشعارات وتوقع نتائج مختلفة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة