صدر العدد الجديد من مجلة "الثقافة الجديدة"، عدد أغسطس 2020 برئاسة تحرير الشاعر والباحث، مسعود شومان، الذى تأتى افتتاحيته بعنوان: "حلم المصريين بإنشاء مركز ومتحف لثقافة النيل" ونطالع فيها: "كيف صنعت هذا المجد واخترت هذه الأرض، وكيف حفرت مجراك بأناة، وازينت بالحكمة والشعر والعمارة، وفضت بسيل الحكايات وتركتها تجرى على ضفتيك بوداعة، غافل يا سيدى من يقول إنك مجرد شريان مائى يجرى من بلاد المنبع لبلد المصب؛ غافل وبليد لأنه يركن للعبارات المسكوكة التى يحلو للبعض ذكرها فى حصص التعبير التى يدربون عليها الأطفال، وساذج من يكرر الجملة الأثيرة لهيرودوت "مصر هبة النيل" لأنه لم يع الراقات التى كونت مصر، ولم يستوعب الدلالات الفائضة منك.
وفيها تكتب اعتدال عثمان "الإبحار فى ذاكرة جمال الغيطانى.. رؤية نقدية للدكتورة سيزا قاسم"، ويبحث د. سامى سليمان أحمد "الدراسات الثقافية والأدب.. البحث عن مسارات بديلة"، ويدخلنا سعد عبد الرحمن عالم بيرم التونسى فى مقاله "عبقرية بيرم التونسى فى ميزان عالم رياضيات وفيزياء شهير"، ويكتب أسامة الصغير "الرواية كنص عابر للأزمنة"، ووائل النجمى "الصورة الشعرية وتعدد الرؤى الفلسفية"، ود. أسماء عطا قصائد "ميتا حداثية" تكتبها الأقنعة"، ود. محمود العشيرى "تلفيظ الذات ولحظات الوعى بـ "الأنا"، وجمال الطيب "قصص تتقصى الغرابة"، وحاتم عبد الهادى السيد "مفارقات الوجع الشهى عبر مرافئ الذات"، وفى ذكرى رحيل يوسف إدريس يكتب د. شعيب خلف "قداسة المكان الأول فى قص يوسف إدريس"، وعن تجربة الكتابة يدور مقال إبراهيم جاد الله "من يرث الفراغ غير الكتابة".
تحفل المجلة بعدد متنوع من الشعر والقصة، فى باب "فضاءات إبداعية"، حيث نطالع قصائد عدد من الشعراء التى تنوعت بين الفصحى والعامية: ليست معجزة/ عطية معبد، أوراق فى درج الذاكرة/ حسام العقدة، هى قريتي/ محمود عبد الصمد زكريا، مين اللى هايشهد/ أشرف عتريس، المحاكمة/ محمد الشحات، مواعيد/ على المرسي، الصهيل أتى من جديد/ أحمد اللاوندي، سهراية الخاينين/ محمد عبد القوى حسن، قصائد/ عبد الرحيم الماسخ، مازلت أبحث/ د. محمد بيلى العليمي، معراج الورد/ تقى المرسي.
ونطالع فى إبداع القصة: قصتان/ عويس معوض، الأشياء الساقطة فى العين/ عبد المنعم الباز، بين حدين/ نبيلة قطب رشدى، والصبح إذا تنفس/ صفوت فوزي، من فانكا إلى تشيخوف/ سوسن الشريف، شوب عصير اسمه الشبح/ عبد العزيز دياب، مظلوم وضحايا/ أحمد خلف أحمد محمد.
وقد أعدت المجلة ملفًا خاصًّا بعنوان " ثقافة النيل بين التاريخ والفن الأصيل" وفيه نقرأ "النيل وأساطير الخصوبة فى مصر القديمة" للدكتور حسين عبد البصير، ويكتب يوسف فاخورى "عن خيط الحرير الأزرق فى قلب الصحراء"، ويطوف بنا د. عوض الغبارى فى التراث العربى عبر مقاله "بلاغة النيل وأخيلته فى التراث العربي"، ويكشف مسعود شومان عن "تجليات النيل فى شعر العامية"، ويعاين د. مصطفى الضبع "النيل فى الشعر الحديث"، ونرى مع مصطفى حمد عبد القادر "الطاقات الرمزية للنيل فى الرواية النوبية"، ويختتم الملف بمفاجأة د. هشام عبد العزيز عن معجم النيل.
أما باب "الصوت واللون والحرية" فيأتى حافلا بالترجمات والحوارات؛ ففى الشاطئ الآخر نقرأ: صخب فينسيا/ شعر: منصور مهني/ ترجمة: عاطف عبد المجيد، وأكبر منزل فى الكون/ قصة: تشوى إن هو/ ترجمة: عادل ضرغام، وفى باب مواجهات تحاور المجلة الكاتب حجاج أدول حيث يقول: تخليت عن المركزية الكاسحة من أجل عروس المتوسط/ حوار: محمد سيد ريان، أما فى باب الحفر باللون فيكتب ممدوح المتولى عن وحيد البلقاسى "حفار الوجوه يقتنص روح المهمشين"، وفى باب دقات المسرح يكتب د. محمد سمير الخطيب "كتابة الهامش فى مسرح إبراهيم الحسيني"، ونطالع فى باب من فات قديمه "أخيلة البسطاء فى جداريات الحج ورسومه" لخلف أحمد أبو زيد، وتختتم المجلة بباب عطر الأحباب الذى يكتب فيه فؤاد مرسى "محمود جمعة.. رحيل عند نقطة الاكتمال".
جدير بالذكر أن العدد يحتفى بلوحات الفنان مجدى الكفراوى الذى تتمحور تجربته فى انغماسه فى الهم الإنسانى بوصفه جوهر التجربة التشكيلية؛ فالإنسان عنده أعظم تجليات الخلق، وتحاول أدواته التشكيلية أن تمسك بتفاصيل الروح وغموضها وتجلياتها التى يراها متعددة، بحيث تتيح له طاقات من المغامرة التشكيلية.
يذكر أن المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خير الله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز والمشرف الفنى الفنان إسلام الشيخ.