جدد الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون التزامه باستعادة رفاة كل شهداء المقاومة الجزائرية الموجودة فى فرنسا، وقال تبون - في كلمته خلال الاحتفالات الرسمية بذكرى اليوم الوطني للمجاهد التي ألقاها نيابة عنه وزير المجاهدين و ذوي الحقوق الطيب زيتوني - "بعد استرجاع رفاة 24 من قادة المقاومة الشعبية الأبطال في القرن التاسع عشر ورفاقهم الذين كانوا محتجزين في أقبية المتحف الفرنسي بباريس، وإعادة دفنهم إلى جانب اخوانهم وابنائهم وأحفادهم من الشهداء والمجاهدين، بكل ما يستحقونه من إجلال وتكريم على المستويين الشعبي والرسمي، أكرر إلتزامي بمواصلة هذه العملية حتى تحتضن تربتنا الطاهرة رفاة جميع شهدائنا المهجرين والمنفيين معززين مكرمين في وطنهم المستقل وبين ذويهم الأحرار".
وأشار إلى أن احتفال اليوم يأتي تخليدا لذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر "الصومام"، موضحا أن الحدث الاول رسخ التلاحم بين المجاهدين وشعبهم حتى النصر والثاني عزز هذا المكسب التاريخي بتعميم وتنظيم الكفاح المسلح.
وقال إن "هجمات الشمال القسنطيني واجهتها قوى الاستعمار الغاشم على مدى أكثر من أسبوع بروحها الانتقامية المعهودة ضد المدنيين العزل دون تمييز مستعملة كما فعلت في مجازر 8 مايو 1945 الميليشيات وكل أنواع الأسلحة حتى أن عدد الشهداء في ملعب مدينة سكيكدة تجاوز 10 آلاف شهيد دفنوا في مقابر جماعية".
وأضاف أن "هذه الجرائم فضحت مرة أخرى زيف شعار التمدين وتأخير حدود الجهل الذي كان الاستعمار يخفي به ما يقترفه من جرائم وحشية ضد الشعب ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وأشار إلى أنه كان لهذه الانتفاضة الشعبية أثرها البالغ في تدويل القضية الجزائرية على مستوى الرأي العام الدولي حتى بلغ صداها أروقة منظمة الأمم المتحدة في نيويورك وجلب لها تأييد شرائح واسعة من الرأي العام الغربي، وتأييد العديد من الدول في افريقيا وآسيا بوجه خاص.
وقال تبون "إن احتفالنا هذه السنة بيوم المجاهد يزيد في الإحساس بعبء المسؤولية الملقاة على عاتق كل وطني صادق ينبض قلبه بحب الوطن لأن بلادنا تمر بظروف استثنائية داخليا واقليميا وتحتاج إلى رص الجبهة الداخلية وتفجير الطاقات الخلاقة وتدفق الافكار لإنجاز مشروع التغيير الجذري الشامل المتمثل في تشييد جزائر قوية وعادلة بمؤسسات ديمقراطية يتنافس فيها الجميع على قاعدة الكفاءة والتفاني في خدمة الصالح العام ونكران الذات وسمو الأخلاق".
وأضاف "أدعوكم جميعا بمناسبة احيائنا لهذه الذكرى المزدوجة الغالية علينا إلى طي صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة من أجل الانخراط الكامل في معركة التغيير الجذري التي شرعنا فيها بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية تاركين جانبا كل الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية لتحقيق هدف واحد وهو نهضة الجزائر العزيزة واشعاعها الإقليمي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة