خطوة تاريخية، هكذا تم وصف ترشيح كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، باعتبارها أول ملونة من أصل آسيوى تترشح للمنصب عن حزب كبير، ولم يكن هذا الاختيار عارضا أو اعتمادا فقط على مهارات سيناتورة كاليفورنيا الشخصية والتى سبق أن عملت كمدعية، بل إنطلاقا من وضع راهن تصدرت فيه قضايا العنصرية والتنوع العرقى ودور النساء فى السياسة صدارة المشهد السياسى ليس فقط فى الولايات المتحدة ولكن فى دول عديدة.
وتقول صحيفة التايمز البريطانية إن الديمقراطيين وضعوا النساء والتنوع العرق فى قلب محاولاتهم لاستقطاب الناخبين خلال مؤتمرهم، الذى يختتم أعماله اليوم بإلقاء جو بايدن أهم خطاب له فى حياته المهنية، وذلك فى محاولة إحياء تحالف وضعه باراك أوباما فى البيت الأبيض وحاز على مكاسب من الجمهوريين فى الانتخابات النصفية فى 2018.
وقد أصبح النساء أكثر ميلا للديمقراطيين فى السنوات الأخيرة ففى عام 1994، كن تفضلن الديمقراطيين بنسبة 48% مقابل 42%، وفقا لمركز أبحاث بيو، وبحلول عام 2017، أصبحت النسبة 56% مقابل 37%، قبل أن تزيد الفجوة فى عهد دونالد ترامب.
واختار بايدن (77 عاما) هاريس (55 عاما) لتخوض الانتخابات بجانبه مرشحة لمنصب نائب الرئيس الأسبوع الماضي، ليضيف تنوعا وتوازنا بين الأجيال لحملته، وستوجه كلمتها من قاعة بفندق بسيط فى مدينة ويلمنجتون بولاية ديلاوير مسقط رأس بايدن.
وقدمت هاريس لمحة عن دورها كنائبة لبايدن الأسبوع الماضى، عندما تم ترشيحها للمنصب وقالت إن القضية المرفوعة ضد ترامب (74 عاما) ونائبه مايك بنس (61 عاما) "مفتوحة ومغلقة".
وبينما تحدثت بتفصيل عن الوفيات والاضطرابات الاقتصادية، التى سببتها جائحة فيروس كورونا، إذ قالت هاريس "هذا ما يحدث عندما ننتخب رجلا ليس على مستوى المنصب..يصبح بلدنا فى حالة يرثى لها".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن السيناتور كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس، تحمل مجموعة غير عادية من الآمال والتوقعات من أعضاء الحزب، باعتبارها مرشحة كاسرة للحواجز ورفيقة لمرشح يبلغ من العمر 77 عاما، يسعى للوصل إلى البيت الأبيض، وهو جو بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى ان هاريس عندما وقفت أمام الحزب الديمقراطى أمس الأربعاء، كانت كجسر بين الجيل المعتدل من القادة والليبراليين الشباب الصاعدين، حيث توازن بين الالتزام بالترويج لبايدن مع تقديم نفسها كقائدة للحزب فى يوم ما فى مرحلة ما بعد بايدن.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الضغوط والآمال والتطلعات كان عبئا على هاريس فى مؤتمر الحزب الديمقراطى وهى تسعى لحكاية قصة حياتها، حيث ولدت لأبوين مهاجرين من جامايكا والهند، لتقديم نفسها للبلد وللحزب الذى بالكاد ما يعرفها. لكنه أيضا عبء سيظل واقعا عليها على مدار السنوات الأربع القادمة لو فاز بايدن فى نوفمبر.
فنادرا ما كان هناك مرشحا لمنصب نائب رئيس يعمل مع مرشح رئاسى ربما لن يترشح لفترة ثانية، ونتيجة لذلك، فإن هاريس تحمل ثقلا استثنائيا للتوقعات من حزبها للصعود إلى مطالب القيادة.
ويقول تيم كاين، سيناتور فرجينيا، الذى ترشح على منصب نائب الرئيس مع هيلارى كلينتون فى انتخابات 2016، إن هذا عبء كبير على كتفى شخص، مشيرا إلى أن بايدن واجه صعوبة فى أنه لم يكن هناك شخص يمكن أن يختاره يحظى بإعجاب الجميع.
وتابعت نيويورك تايمز قائلة إنه مثل كل المرشحين لمنصب نائب الرئيس، سيتم الحكم على هاريس خلال الأسابيع القادمة بعدة طرق، كقدرتها على أن تقوم بحملة ومهارتها فى التعامل مع ترامب ومناظرة نائبه مايك بنس وتحفيز الإقبال بين الناخبين، لاسيما الشباب والتقدميين الذين ربما لن يكونوا متحمسين بشكل كبير للخروج فى ظل الوباء والتصويت لبايدن.