سعادة كبيرة ظهرت بالقطاع السياحى بعد إعلان محافظة الأقصر عن عودة حركة السياحة مطلع سبتمبر المقبل، بعد توقف دام 5 شهور، حيث يقول الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، أن عودة حركة السياحة فى هذا التوقيت يمنح فرصة كبيرة لشركات السياحة لترتيب ملفاتها ومعرفة متطلباتها قبل بدء الموسم السياحى الشتوى، مشيداً بالقرار ودعم مجلس الوزراء ووزارة السياحة والآثار للعاملين بالقطاع السياحى بالأقصر وأسوان.
ويضيف رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر لـ"اليوم السابع"، أن اللجنة أعدت مؤخراً دراسة لوزارة السياحة والآثار، لبحث أزمة القطاع السياحى بعد جائحة كورونا التى انتشرت بدول العالم وأوقفت السياحة وزادت من مشكلات العاملين فى القطاع السياحى، حيث شملت الدراسة وخارطة الطريق لدعم السياحة تقديم عدد من الحلول لمواجهة الأزمة بعد كورونا وكيفية مواجهتها وتحقيق مكاسب للدولة والقطاع بعد عودة الرحلات الخارجية المقرر عودتها مستقبلاً، وفق الإجراءات الإحترازية التى ستضعها الدولة للزائرين والقادمين اليها، حيث إن 80% من الحجوزات التى كانت قائمة قبل كورونا تم تأجيلها ولم يتم إلغاؤها، وهو ما يبشر بأن الشركات مهتمة ببرامجها السياحية فى مصر.
وأوضح الخبير السياحى، محمد عثمان، إن هذه الدراسة الهدف منها مواجهة الإنخفاض المتوقع فى أسعار الرحلات السياحية وزيادة الإنفاق اليومى للسائح بجانب مراعاة البعد الاجتماعى لجميع العاملين بمنظومة السياحة، موضحاً أن ذلك سيساهم فى الاهتمام بسياحة الكيف وليس الكم التى نحتاجها فى المرحلة القادمة لزيادة معدل الإنفاق اليومى للسائح، موضحاً أن معدل الصرف اليومى للسائح خلال السنوات الثلاث الأخيرة ارتفع من 30 دولار إلى 100 دولار فى الليلة الواحدة، حيث أن طرح الأفكار الجديدة مع وزارة السياحة والاثار، ومنها إستغلال المناطق الآثرية والمقابر التى تم إكتشافها خلال العامين الآخرين بالأقصر والمنيا وسوهاج، ووضعها على خريطة المزارات السياحية، بحيث يتم زيارتها ضمن البرنامج المحدد بأسعار رمزية.
وأضاف محمد عثمان، أن الدراسة تناولت ضرورة فتح المناطق الآثرية بالبر الغربى ليلاً لتعظيم المنتج السياحى، لزيادة معدل إنفاق السائح حيث أن الأقصر وأسوان لهما شخصية مستقلة فى السياحة الثقافية، وهو ما ظهر واضحاً فى مشروع الهوية البصرية لمدينة الاقصر، مؤكداً أن الفترة الأخيرة شهدت تدريب عدد من العاملين فى المناطق الاثرية والمطاعم والفنادق بالبر الغربى، بالتعاون مع إتحاد الشركات والتى تهدف إلى خلق نوع جديد من التعامل مع السياح ورفع الوعى لدى العمال فى التعامل مع السياح عقب عودتها، بجانب أن المحافظات ستشهد مجموعات سياحية صغيرة من 8 إلى 15 فرد وهى السياحة الآمنة لمراقبة الجودة والصحة فيها، كما أن الدراسة شددت على ضرورة الإستفادة من وجود 700 فنان بالبر الغربى، يصنعون أعمالاً فنية ومنحوتات بمصانع الألباستر من خلال إقامة معارض فى المنطقة يزورها السياح لشراء الهدايا مما تزيد من الإنفاق اليومى، بجانب إستغلال المناطق الجديدة فى السياحة الثقافية ومنها معبد دندرة بمدينة قنا، ووضعه ضمن مخطط الشركات السياحية، بالاضافة إلى وضع مدينة إسنا فى برنامج الزيارات للرحلات النيلية بعد التطوير ورفع كفاءة المبانى التاريخية فيها ومنها وكالة الجداوى وحى القيصرية وأقدم معصرة زيوت والتى يقارب عمرها على 600 عام بجانب معبد إسنا، موضحاً أن هذه الاطروحات التى ضمتها الدراسة الهدف الرئيسى منها مواجهة كورونا وزيادة معدلات الإنفاق اليومى بعد التوجه العالمى فى التعامل مع هذه الجائحة.
وأكد محمد عثمان نائب رئيس غرفة السياحة بالأقصر أن فنادق المدينة تعمل بأقصى سرعة للاستعداد لاستقبال السياحة وتوفيق أوضاعها قبل انطلاق الموسم الشتوي، حيث حصلت حتى الآن 14 فندقًا ثابتًا وخمس مطاعم سياحية على شهادة السلامة الصحية المعتمدة من وزارتي السياحة والآثار والصحة لإعادة التشغيل، مشيراً إلى أن الفنادق العائمة تنتظر قرار وزارة السياحة والآثار بفتح التقديم لها لتوفيق أوضاعها والحصول على الشهادات الصحية، حيث استعدت أغلبها بتنفيذ الإجراءات الاحترازية التي تم وضعها من قبل مجلس الوزراء.