أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف مهد إعلان القاهرة طريق ليبيا نحو السلام.. المبادرة وضعت أساسا راسخا لوقف إطلاق النار وبناء مؤسسات منتخبة.. نصت على فرض الدولة سيطرتها على المؤسسات الأمنية.. ووقف إطلاق النار شهادة نجاح للدبلوماسية المصرية

الجمعة، 21 أغسطس 2020 04:59 م
كيف مهد إعلان القاهرة طريق ليبيا نحو السلام.. المبادرة وضعت أساسا راسخا لوقف إطلاق النار وبناء مؤسسات منتخبة.. نصت على فرض الدولة سيطرتها على المؤسسات الأمنية.. ووقف إطلاق النار شهادة نجاح للدبلوماسية المصرية مبادرة مصر للحل السلمى للأزمة الليبية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتصار جديد للدبلوماسية المصرية، ومبادرة سلام تقترب منها ليبيا بعد قرار حكومة الوفاق فى ليبيا بوقف إطلاق النار فى عموم البلاد، بفضل الجهود التي أقدمت عليها مصر عربياً ودولياً، منذ صدور إعلان القاهرة بعد تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن "الجفرة - سرت" خط أحمر، وهو ما تحول إلى واقع ملموس على الأرض.
 
مهدت مبادرة مصر للحل السلمى للأزمة الليبية المتمثلة فى "إعلان القاهرة" منذ أن طرحها الرئيس السيسى، فى شهر يونيو الماضى ، الطريق أمام الفرقاء الليبيين للعودة إلى طاولة الحوار لإجراء حوار سياسى مثمر، كما شكلت طريق اللا عودة للمرتزقة والميليشيات المسلحة التى أدخلتها أطراف إقليمية لتأجيج الوضع فى ليبيا، فكان لإعلان القاهرة وتحذير الرئيس السيسى بأن "خط سرت الجفرة خط أحمر" أبلغ الأثر على نفوس المرتزقة فى ليبيا وداعميهم، بأن يراجعوا حساباتهم من جديد قبل أن تبدأ مصر فى اتخاذ إجراءات عسكرية للحفاظ على أمن وسلامة ليبيا.
 
وكانت حكومة الوفاق فى ليبيا قد أعلنت، اليوم الجمعة، وقف إطلاق نار فى كل الأراضى الليبية، ودعت إلى جعل سرت والجفرة منطقتين منزوعتى السلاح.
وأصدر المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق بيانا قال فيه: "انطلاقا من مسؤوليته السياسية والوطنية، وما يفرضه الوضع الحالى الذى تمر به البلاد والمنطقة، وظروف الجائحة، يصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنى تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفورى لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية فى كل الأراضى الليبية".
 
 
وأكد المجلس الرئاسى ، أن "تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعتي السلاح وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها ، مضيفا أن البيان أن رئيس المجلس الرئاسي إذ يبادر بالإعلان عن وقف إطلاق النار يؤكد أن الغاية هي استرجاع السيادة الكاملة على التراب الليبي وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة".
 
 
كما أكد رئيس المجلس الرئاسي على دعوته إلى "انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس القادم، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين".
وفيما يلي نص المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية : 
 
ـ التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية وإستقلالها ، وإحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وبناء عليه إلتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار اعتبارا من يوم  28 /9/ 2020
 
ـ ارتكاز المبادرة بالأساس على مخرجات قمة " برلين " ، والتي نتج عنها حلا سياسية شاملا يتضمن خطوات تنفيذية واضحة ( المسارات السياسية ، والأمنية ، والإقتصادية ) ، وإحترام حقوق الإنسان وقانون الإنسان الدولي ، إستثمارة لما إنبثق عن مؤتمر " برلين " من توافقات بين زعماء الدول المعنية بالأزمة الليبية
 
ـ إستكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية ( " 5 +5 " ) بـ "جنيف" برعاية الأمم المتحدة ، وبما يترتب عليه إنجاح باقي المسارات سياسية ، والأمنية ، والإقتصادية ) ، أخذا في الإعتبار أهمية قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى تتمكن القوات المسلحة الجيش الوطني الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الإضطلاع بمسئولياتها بمهامها العسكرية والأمنية في البلاد. 
 
 ـ العمل على إستعادة الدولة الليبية المؤسساتها الوطنية مع تحديد الآلية الوطنية الليبية الملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة وإستثمارا لجهود المجتمع الدولي لحل الأزمة الليبية .
 
ـ إعادة سيطرة الدولة على كافة المؤسسات الأمنية ودعم المؤسسة العسكرية الجيش الوطني الليبي ) ، مع تحمل الجيش الوطني بمسئولياته في مكافحة الإرهاب وتأكيد دوره بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطية لحماية السيادة الليبية وإسترداد الأمن في المجال البحري ، والجوى ، والبري . 
 
ـ يقوم المجلس الرئاسي بإتخاذ قراراته بالأغلبية، عدا القرارات السيادية المتعلقة بالقوات المسلحة فيتم إتخاذ القرارات أو البت في المقترحات التي يقدمها القائد العام للقوات المسلحة في هذه الحالة بالإجماع وبحضور القائد العام للقوات المسلحة.
 
المحاور الأساسية للمبادرة:
ـ قيام كل إقليم من الأقاليم ال " 3 " ( المنطقة الشرقية المنطقة الجنوبية ) بتشكيل مجمع إنتخابي يتم إختيار أعضائه من مجلسی النواب والدولة الممثلين لكل إقليم ، بجانب شيوخ القبائل والأعيان ، ومراعاة نسبة تمثيل مقبولة للمرأة والشباب ، إضافة إلى النخب السياسية من المثقفين والنقابات ، بحيث تجتمع اللجان ال " 3 " تحت رعاية الأمم المتحدة ويتم التوافق عليها ويتولى كل إقليم إختيار الممثل الخاص به سواء بالتوافق أو بالإنتخاب ، وذلك في مدة لا تتجاوز " ۹۰ " يوم .
 
ـ قيام كل إقليم بإختيار ممثله للمجلس الرئاسي كذا نائب الرئيس الوزراء من ذوي الكفاءة والوطنية ، بهدف تشكيل مجلس رئاسة من رئيس ونائبين ، ومن ثم قيام المجلس الرئاسي بتسمية رئيس الوزراء ، والذي يقوم بدوره هو ونائبيه بتشكيل حكومة وعرضها على المجلس الرئاسي ، تمهيدا لإحالتها المجلس النواب لمنحها الثقة .
 
ـ قيام الأمم المتحدة بالإشراف على المجمعات الإنتخابية بشكل عام لضمان نزاهة سير العملية الخاصة بإختيار المرشحين للمجلس الرئاسي .
 
ـ حصول كل إقليم على عدد متناسب من الحقائب الوزارية طبقا لعدد السكان عقب التوافق على أعضاء المجلس الرئاسي الجديد وتسمية رئيس الحكومة ، على أي إقليم أكثر من رئاسة للسلطات الثلاث المجلس الرئاسي- مجلس النواب - مجلس الوزراء ) بحيث يحصل إقليم " طرابلس " على " 4 " وزارات ، وإقليم " برقة " على " 7 " وزارات ، كذا إقليم الفزان " على " ه " وزارات ، على أن يتم تقسيم ال " 6 " وزارات السيادية على الأقاليم الله " ۳ " بشكل متساوی ( وزارتين لكل إقليم ) مع تعيين نائبين لكل وزير من الأقليمين الأخرين .
 
ـ اضطلاع مجلس النواب الليبي بإعتماد تعديلات الإعلان الدستوى من خلال لجنة قانونية يتم تشكيلها من قبل رئيس المجلس المستشار " عقيلة صالح " ، وذلك عقب قيام اللجنة ( تضم ممثلي أعضاء مجلسي النواب والدولة ) بالإتفاق على النقاط الواجب تعديلها في الإعلان الدستوري في مدة لا تتجاوز " ۳۰ " يوم بدء من تاريخ إنعقاد أول جلسة .
 
ـ قيام المجمع الإنتخابي لكل إقليم تحت إشراف الأمم المتحدة بتشكيل لجنة من شخصيات وطنية وخبراء دستوريين ومثقفين من ذوي الكفاءة واعتمادها 6 من قبل البرلمان الليبي لصياغة دستور جديد للبلاد يحدد شكل إدارة الدولة الليبية وطرحه للإستفتاء الشعبي لإقراره ( على أن تنتهي من أعمالها خلال " 90 " يوم من تاريخ تشكيلها ) .
 
 
ـ تحديد المدة الزمنية للفترة الإنتقالية ب " 18 " شهر قابلة للزيادة بحد أقصى " 6 " أشهر ، يتم خلالها إعادة تنظيم كافة مؤسسات الدولة الليبية خاصة المؤسسات الإقتصادية الرئيسية المصرف المركزي - المؤسسة الوطنية للنفط المؤسسة الليبية للإستثمار ) ، وإعادة تشكيل مجالس إدارة المؤسسات الأخيرة بما يضمن فعالية أداء الحكومة الجديدة وتوفير الموارد اللازمة لإدارة المرحلة الإنتقالية إنتهاء بتنيظم إنتخابات رئاسية وبرلمانية .
 
ـ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتوحيد كافة المؤسسات الإقتصادية والنقدية في شرق وجنوب وغرب ليبيا ، وتنفيذ الإصلاحات الإقتصادية الهيكلية ، إلى جانب منع وصول الأموال الليبية إلى أي من الميليشيات ، كذا العمل على ضمان توزیع عادل وشفاف للموارد الليبية لكافة المواطنين.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة