أشادت صحيفة الرياض السعودية بقرار وقف اطلاق النار فى ليبيا واصفة الموقف المصرى بالحازم تجاه التصعيد وتهديدات تركيا، وقالت فى افتتاحيتها: تَوافق حكومة الوفاق والبرلمان الليبي على وقف إطلاق النار، يمثل بارقة أمل في ليبيا، بعد مرحلة من التصعيد الخطير، إثر التدخل التركي الذي كاد يقود الوضع إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
وأضافت فى افتتاحيتها التى جاءئت تحت عنوان "بارقة أمل ليبى"، أن إتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية والحوار بين الأفرقاء هو الحل الوحيد والأقل كلفة للأزمة الليبية، وهو ما أكدت عليه دائماً الدول العربية ذات الصلة، بخلاف تركيا التي نحت نحو التصعيد والتهديدات الجوفاء، قبل أن تصطدم بالموقف المصري الحازم، وبدعم عربي قوي حيال عبث أنقرة.
وتابعت : لعل الأطراف الليبية لا تهدر هذه الفرصة الجديدة، لإنهاء هذا الفصل المظلم من تاريخ ليبيا، وقد حدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح خطوات عملية لاستعادة السيادة الليبية عبر وقف التدخلات العسكرية الأجنبية، وإخراج المرتزقة، وتفكيك الميليشيات، وهي القواعد التي من شأنها معالجة لب الأزمة، وتوفير أرضية مثالية لحوار ليبي - ليبي، يؤسس لبداية تعافي القطر العربي المنكوب منذ عقود طويلة.
وأضافت الصحيفة السعودية: وقف إطلاق النار المتوافق عليه خطوة مهمة للحل بلا شك، وقد وجدت ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً، لكن من المهم التأكيد على أن الدور التركي المدعوم من أطراف إقليمية سيسعى لتخريب هذه الفرصة السانحة، فأنقرة لا تخفي أطماعها في ثروات المنطقة، وإعادة تموقعها في هذا النطاق الاستراتيجي المهم، ولذا من الضروري أن يؤكد المجتمع الدولي على وقف تدخلات أنقرة في ليبيا؛ لتهيئة الأجواء نحو استئناف العملية السياسية وصولاً لبلورة مشروع حل واقعي يلبي تطلعات الشعب الليبي للعيش بسلام واستقرار، ويحترم خياراته، ويحقق تمثيلاً عادلاً لجميع أطراف العملية السياسية.
واختتمت: "إن طريق ليبيا لاستعادة سلطة الدولة وتأكيد السيادة الوطنية طويل وشاق، ولا شك أن التدخلات الإقليمية والحسابات الدولية تزيد الطريق وعورة، لكن يبقى الرهان على وجود إرادة ليبية جامعة للوصول إلى تسوية بعيداً عن توظيف أطراف خارجية، والوعي بأن الحل سينبع من الداخل، ولا يمكن استيراده بأي حال من الأحوال، ولعل بارقة الأمل الأخيرة هذه تكون أولى إرهاصات السلام الليبي، ولا تنطفئ كسابقاتها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة